رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا لو أصبح الفن للمحجبات فقط


فنانة جديدة من حين لآخر تطالعنا بتصريح صريح تعلن فيه ارتدائها الحجاب، وأحيانًا تضيف إلى هذا التصريح قول آخر، تقول فيه: إنها نادمة على مشوارها الفنى الذى منعها من تغطية شعرها، أو تأخذها الجلالة وتفتينا بأن الفن حرام شرعًا!.. ثم نراها بعد فترة من ربط التحجيبة والجلوس فى منزلها بلا أضواء ولا أموال الأضواء ونفاق الأضواء, تتردد فى تصريحاتها لتبشرنا بعودتها الحميدة للفن الذى افتقدها وافتقدته، وربما تَفُك التحجيبة وتقول" أنا جيت" وكأننا نشاهد فيلمًا بطريقة الـ"فلاش باك".. ثم ننسى ما فعلته من قبل ونتذكر فقط أنها فنانة, لكننا للأسف لا نخرج من هذا الفيلم لأنه بعدها بفترة قصيرة نرى فنانة أخرى تتحجب رغم حبها للفن الذى صنعها وأعطاها لقب فنانة, وتفرض حجابها على المشاهدين أيًّا كانت انتماءاتهم.


لكن لماذا نمانع أن يتحول جميع الفنانات إلى فنانات مُحجبات، بما فيهن المخرجات والمونتيرات والسيناريستات, فربما يكون هذا تطورًا أو ربما يكون هذا هو الفن النظيف الذى يبحث عنه الناس النظيفة.. فلنتخيل حلقة من مسلسل مصرى ما يجلس الزوج والزوجة أو "الفنانة المحجبة" فى غرفتهما, فكيف سيكون المشهد؟!.. بالطبع ستكون الزوجة مُحجبة ترتدى ثيابًا "بحبوحاً" غامق اللون غير جذاب للنظر, ويجب أيضًا ألا يراها المشاهدين بالمكياج لأنه ربما يفسد الحجاب, لذلك عليهم أن يأتوا بالفنانة كما استيقظت من نومها دون حتى أن تغسل وجهها، ولا شعرها لأنه لن يتوافر مُصفف للشعر فى مجال السينما والتليفزيون أصلًا..

أما المرحلة الأخرى فهى تعتمد على أسلوب الإخراج والتصوير، ذلك بعد ما يتم حل مشكلة "المِحرِمْ" وذلك باحضار أى من أقارب الفنانة القديرة, ثم بعد ذلك على المصور ألا يُظهر أى شىء من الفنانة سوى حجابها، وألا يتم استخدام كادر الـ"close" على وجهها، ويمكننا هنا أن نلجأ إلى الجرافيك لتصوير حركة ما أو وضع ما للفنانة وذلك فى أقصى الظروف وحسب ميزانية العمل.

أما الزوج فلا يصح أن يصافح زوجتة، وبالطبع لا يجب تمامًا أن يلامسها بأى شكل من الأشكال حتى لا يُسئ للفن النظيف والناس النظيفة.

مؤلف العمل العبقرى هذا عليه دور كبير لنجاح التجربة الرائدة, فعليه أن يُحسن اختيار ألفاظفه وتعبيراته لأنه لا يصح أن يقول الزوج لزوجتة -أو الفنانة القديرة- "بحبك أو وحشتيني" أو أى من هذه الكلمات الخادشة, وعليه أن يقتصر أساسًا من مشاهد الزوج والزوجة داخل منزل الزوجية، ويستبدلها بمنزل أخو الزوج أو عم الزوج، وذلك إذا لم تتيح جهة الانتاج للمؤلف أن تكون جميع مشاهد الزوج والزوجة فى مكان عام خارج المنزل وفى ساعات النهار.

هذا ليس كل ما يتعلق بفن التحجيبة لكنها ربما تكون بداية تطور الفن فى مصر!.
الجريدة الرسمية