رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. الإهمال يحول الحديقة الفرنساوي بالسويس إلى مكان مهجور

فيتو

تعتبر الحديقة الفرنساوي أحد أقدم معالم السويس، تم إنشاؤها أثناء افتتاح قناة السويس للعالم، وتم إطلاق اسم الحديقة الفرنساوي عليها نسبة للقباطين الفرنسيين الذين كانوا يسكنون في منطقة بورتوفيق، وتتميز منازلهم بأشكال هندسية وألوان مختلفة ومميزة.


وكان القباطون الفرنسيون دائمي الجلوس داخل الحديقة وكانوا يهتمون بالأشجار التي يصل عمر بعضها لما يزيد على 100 عام، حتى بعد تأميم قناة السويس أصبحت الحديقة الفرنساوي تابعة لهيئة قناة السويس تشرف عليها، واصبحت مزار لكل المصريين.

ويقول عبدالحميد جاد، أحد شباب المحافظة، إنه ارتبط بالحديقة من صغره حيث أن كل رحلات المدارس في السويس كانت تتجه إلى هناك، منذ الابتدائي حتى نهاية المرحلة الاعدادية، مشيرا أن اجيال الثمانينات والتسعينات كلها تربت هناك.

إلا أنه في بداية عام 2000 ظهرت حديقة مبارك التي تحول اسمها إلى حديقة الشهداء التابعة للجيش الثالث الميداني، إلا أن الأجيال القديمة كانت مرتبطة عاطفيا بالحديقة الفرنساوي.

وفي أعقاب ثورة 25 يناير، طوقت القوات المسلحة منطقة بور توفيق وفرض أعمال تفتيش عالية، ما تسبب في هجرها، فضلا عن إغلاق منطقة قناة السويس والممشي المطل عليها، فأهملت شركة هيئة قناة السويس الاهتمام بالحديقة التي عانت النسيان والإهمال حتى نهاية عام 2015.

وفوجئ أهالي السويس بمذبحة لأشجار الحديقة الفرنساوي في السويس، وانه تم تقطيع عدد كبير من الأشجار وبينها الأشجار التاريخية والعريقة، ما دفع عدد من نشطاء المحافظة لتدشين حملة كبرى تحت شعار مبادرة تاريخنا لإعادة حياء تراث وتاريخ السويس والبداية في الحديقة الفرنساوي.

وانطلقت مبادرة تاريخنا في 30 أكتوبر 2015، بعدما ضغطت على هيئة قناة السويس للمشاركة في تطوير الحديقة والاهتمام بنظافة الحمامات بداخلها وإعادة بنائها بعدما تم تكسيرها تماما.

وشارك في الحملة عدد كبير من فناني ومؤرخي السويس وفرق السويس الفنية الذين اهتموا بإقامة فعاليات دورية لتوعية الأطفال بتاريخ السويس ودورها الوطني في الذود عن مصر أثناء الحروب، فضلا عن تجميع اسر السوايسية وإقامة حفلات أسبوعية داخل الحديقة حتى لا يتم إهمالها مرة أخرى، حتى انها اصبحت خلال عام 2016، مكان للعرائس قبل حفلات الزفاف لعمل البومات الصور بعدما كان مهجورة من قرابة 8 أشهر.

و استقبلت الحديقة الفرنساوي العشرات من أهالي السويس خلال احتفالات شم النسيم حيث، وفد إليها عدد كبير من العائلات، لاحتفال بشم النسيم.

كما استغل الأمر الباعة الجائلين فنصبوا أماكن لبيع الشاي والقهوة والشيشية، فضلا عن ألعاب الأطفال وبيع الترمس واللب والسوداني، وبالرغم من استهلاك الحديقة وتلوثها هذا اليوم، إلا أن في صباح اليوم التالي عادت الحديقة الفرنساوي كما هي شاهدة على تاريخ السويس الحديث.

الجريدة الرسمية