رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. 10 معلومات عن كارثة تشيرنوبل

فيتو

30 عامًا مضت على كارثة تشرنوبل النووية التي سممت مساحات من شرق أوروبا بصفة دائمة، وسلطت الضوء على أوجه القصور في النظام السوفييتي الذي وقع في عهده أكبر الكوارث في التاريخ البشري، وترصد "فيتو" في التقرير التالي 10 معلومات عن مفاعل تشيرنوبل النووي الذي تسبب في مقتل وإصابة الآلاف.


في محطة تشيرنوبل النووية لتوليد الكهرباء الواقعة على مسافة 110 كليومترات من العاصمة الأوكرانية كييف، وعلى مبعدة 16 كيلومترا فقط من حدود بيلاروس، خرجت قبل 30 عامًا فجأة الأشعة النووية القاتلة من عقالها، وارتفع 190 طنا منها إلى السماء في سحابة هائلة سامة في تحد للحياة برمتها على الأرض.

بداية الكارثة

بدأت كارثة تشيرنوبل بحدوث عدة انفجارات بأحد المفاعلات الأربعة، وتحديدًا في قلب المفاعل الرابع عام 1986، أعقبها حريق هائل تسبب في تدميره بالكامل، وأدى إلى تلوث البيئة المحيطة بالأشعة السامة، وإلى خسائر بشرية واقتصادية كبيرة، ومضاعفات خطرة من الصعب تقدير فداحتها.

وحسب موقع "روسيا اليوم"، فإنه كان يمكن لتلك الكارثة أن تكون أشد فتكا وأكثر مأساوية لولا تضحيات وبطولات أولئك الذي تصدوا لمواجهة الخطر، وقاتلوا لأشهر خصما فتاكا غير مرئيا، ودفع الكثير منهم حياته لمحاصرته ودفن سمومه.

التكتم على الكارثة

بعد التكتم على الحادث في اليومين الأولين، أعلن الاتحاد السوفياتي أن منطقة تشرنوبل منطقة منكوبة وبدأت عمليات إجلاء مئات آلاف السكان من المناطق المحيطة بالمفاعل وقد جند أمهر الخبراء والمختصين في المجال النووي لدى السوفياتين لتقليل خطر الانبعاثات الإشعاعية واستمرت عمليات مكافحة الحرائق وتخفيض درجة الإشعاع لمدة 10 أيام ونصح الخبراء باستعمال الرمال والطين ومواد أخرى منها الرصاص والبور لإطفاء الحريق وتخفيف مستويات الاشعاع.

دفن المفاعل في الرمال

في بيئة موبوءة بالأشعة القاتلة، عملت مجموعات ضخمة من مختلف التخصصات لإطفاء حريق المفاعل الرابع، ومن ثم دفنه تحت الرمال والخرسانة المسلحة، وتمكن أفرادها من منع وصول النيران إلى المفاعلات الأخرى في المحطة، بل ونجحوا في القضاء على نحو 92% من آثار هذه الكارثة المدمرة.

والأرقام هنا بذاتها تتحدث عن حقيقة المعركة المرعبة التي واجه فيها أكثر من 600 ألف شخص من مختلف أرجاء الاتحاد السوفييتي "الأشعة النووية الفتاكة".

تجلت أهمية تلك المعركة الجسورة في أنها دارت مع خصم شرس خفي يتجول بحرية ناشرا موتا عاجلا وآخر آجلا، مهددا الجميع، القريب والبعيد.

أخطر من هيروشيما 600 مرة

ويمكن تصور حجم الخطر القاتل في تلك الملحمة الفريدة من خلال معرفة أن التلوث الإشعاعي في تشيرنوبل فاق مثيله في هيروشيما 600 مرة.

وقالت الأمم المتحدة إن عدد القتلى تجاوز أربعة آلاف، بينما أكدت منظمات حقوقية أخرى أن العدد الإجمالي يتراوح بين 10 آلاف و90 ألف شخص.

مي – 8" و"مي "26"

عملت طواقم المروحيات "مي – 8" و"مي "26" ليل نهار على رصد الإشعاعات النووية، ومراقبة الأوضاع فوق المفاعل على علو منخفض، وتنفيذ عشرات الطلعات يوميا في قلب سحابة الأشعة المميتة لرمي أطنان من الرمال والطين لسد الصدوع في المفاعل، ومنع تسرب المزيد من الأشعة.

انتشار أمراض السرطان

وكان الأخطر في حادث تشيرنوبل هو انتشار الإشعاعات النووية على نطاق واسع، إذ تضررت كل الدول المجاورة خاصة بلاروسيا (روسيا البيضاء)، ما تسبب في أمراض مثل السرطان وأخرى مرتبطة بالتعرض للإشعاعات.

قوس مغطى بالفولاذ

واكتسبت الذكرى الثلاثين أهمية إضافية بسبب قرب استكمال إنشاء قوس مغطى بالفولاذ لتغطية موقع المفاعل المنكوب بما يمنع تسرب أي إشعاعات أخرى في المائة سنة القادمة بتكلفة قدرها 1.5 مليار يورو (1.7 مليار دولار). وتم تمويل المشروع بتبرعات من أكثر من 40 حكومة.

وحتى بعد اكتمال هذا الغطاء ستظل منطقة الحظر التي تبلغ مساحتها 2600 كيلومتر مربع من الغابات والمستنقعات على الحدود بين أوكرانيا وروسيا البيضاء غير مأهولة ومغلقة أمام الزوار باستثناء من تسمح لهم السلطات.

عدم الإنجاب لــ 10 سنوات

أحد طياري المروحيات الذين ساهموا منذ الأيام الأولى للكارثة في المعركة ضد الإشعاعات القاتلة قال إنه ورفاقه كانوا يعرفون انهم يواجهون موتا محققا وخطرا رهيبا ومفزعا، بما في ذلك المضاعفات التي تهدد الحياة لاحقا، مشيرا إلى أن "الأطباء نصحونا بعدم الإنجاب في غضون 10 سنوات.. لكن لم يكن لدينا خيار آخر، نحن قمنا بواجبنا، كنا جنودا لوطننا الذي تعرض لظرف عصيب".

بمثل هذه الروح من الاستعداد للتضحية والفداء والاندفاع في قلب الخطر لمنع هذا الخصم الخفي والقاتل من أن يتجاوز حدود المنطقة المنكوبة، تمكنت فرق مكافحة كارثة تشيرنوبل من الصمود في امتحان عسير، ونجحت بتضحيات كبيرة في السيطرة على الأشعة المهلكة والقضاء على آثارها المرعبة، والانتصار في معركة مع الأشعة الخفية القاتلة التي خرجت عن السيطرة واختبرت من جديد إرادة الحياة في الإنسان.

إغلاق كامل عام 2000

وعقب حدوث كارثة تشرنوبل أعلنت السلطات الأوكرانية المنطقة التي تشمل مدينة بريبيات منطقة منكوبة، وأقامت طوقا حولها لمسافة قطرها ثلاثون كيلومترا من مكان المفاعل، وأجلت أكثر من مائة ألف شخص من مساكنهم هناك.

ونتيجة لهذه التشققات بدأت أوكرانيا بدعم مالي دولي بتشييد غلاف إضافي من الصلب، سيتكلف مليار دولار وقد انتهى العمل منه في سنة 2012 م.

واستمر أحد مفاعلات تشرنوبل في إنتاج الكهرباء حتى عام 2000، وبعد عامين من هذا التاريخ تم إغلاق المحطة بالكامل.

صور حديثة بالطائرات

لسنوات كان من الصعب الحصول على صورة مستحدثة تصف المنطقة المنكوبة لكن بواسطة الطائرات تمكن المصورين مؤخرًا تغيير الأمر تماما.

تبدو حاليًا وكأنها مدينة أشباح لا يحيا فيها أي شخص منذ الكارثة لكنها كانت تعد مدينة صاخبة أقيمت في سنوات السبعين ليقيم فيها عاملو المفاعل النووي.

تدفق العديد إلى المدينة قبل أيام معدودة من وقوع كارثة تشيرنوبل، وتمتع السكان فيها بمستوى حياة مرتفع للغاية في فترة اعتبرها الكثيرون مكانا يسرون بالانتقال إليه والعيش فيه.
الجريدة الرسمية