رئيس التحرير
عصام كامل

10 مقاهى بوسط البلد تحت قبضة «الداخلية».. قوات الشرطة تلقي القبض على النشطاء من مقاهي غزال والفلاح.. التكعيبة وزهرة البستان ملجأ النشطاء.. والندوة الثقافية و«الخن» مأوى الاشتراكيين

 مقاهي بوسط البلد
مقاهي بوسط البلد

المقهى أو «القهوة» كما تعرف بالعامية، لم تكن للمواطن المصري مجرد مكان يأوى إليه فقط في وقت فراغه، فخلف أكواب الشاي وفناجين القهوة ودخان الشيشة المتناثر في الهواء حكايات لا يمكن أن تحصى ومواقف يصعب تذكرها مرة واحدة، أما تلخيص علاقة المواطن المصري بالقهوة ما قاله الفنان محمد شرف في فيلم آسف على الإزعاج «بتحتوي البني آدم»


المقاهي لها أنواعها والتي على أساسها يمكن تصنيف روادها ولعل أبرز تلك التصنيفات هي المقاهى السياسية التي عرفتها مصر منذ بداية القرن التاسع عشر.

لم تكن ثورة يناير بعيدة عن ظاهرة المقاهي السياسية فعلى كراسي تلك المقاهي كانت توضع خطط المسيرات التي انطلقت منها الثورة التي أطاحت بنظام مبارك ومن ثم أصبحت تلك المقاهي تحت النظر دائمًا كونها مصدر للقلق في أي وقت.

مقهى غزال 
يقع في زقاق ضيق من أزقة شارع طلعت حرب وتحديدا خلف سينما أوديون الشهيرة منذ ما يقرب من 40 عاما، سمي بمقهى غزال نسبة إلى صاحبه "عم الغزال " الناصري، يشتهر المقهى بنشاطه وميوله السياسية.

ونظرا لنشاطه يرتاده العديد من النشطاء السياسيين أبرزهم خالد تليمة وباسم شرف وقد شهد حملة موسعة بالأمس من قبل عناصر الداخلية للقبض على بعض رواده من النشطاء السياسين وهم محمد مصطفى عبد المطلب - إيهاب مصطفى - أحمد عصام "أحمد النوبي" بالإضافة إلى إسلام عثمان - محمود زايد - أحمد مرسي - أحمد محمد حسانين _مؤمن على عبد الكريم - محمود محمد محمود محمد - حازم أحمد عبد النبي _معتز مصطفى - محمود هشام وفق ما تداوله نشطاء التواصل الاجتماعي. 


الفلاح
من المقاهي السياسية بشارع قصر العيني بمنطقة وسط البلد، وانضم إلى جاره "غزال " في حملة الاعتقالات التي شهدتها مقاهي منطقة وسط البلد وتم القبض على محمد عادل ومحمود سلطان ومصطفى عبد الحميد بداخله.

صالح
خلف أكواب الشاي صنع مقهى عم صالح حدوته سياسية، فهو المقهى المواجه لقصر شامبليون الكائن بشارع شامبليون الشهير بمنطقة وسط البلد، هذا المقهى يحمل في طياته الكثير من حواديت التاريخ الثقافي والسياسي، وقد كان المقهي من أهم أماكن لقاءات السياسين أثناء ثورة 25 يناير.

الندوة الثقافية 
تقع في شارع جانبي متفرع من باب اللوق، ويعد من أبرز المقاهي السياسية بمنطقة وسط البلد نظرا لمرتاديه من شباب حركة الاشتراكيين الثوريين.

ويقع المقهى في شارع جانبى متفرع من باب اللوق، يقف فيها سعيد القهوجى منذ أكثر من 20 عاما، يقوم على طلبات زبائنه، ويتنوع رواد المقهى ما بين الفنانين والمثقفين والصحفيين، ومن أشهر رواد المقهى فريق البلاك تيما، وشباب حركة الاشتراكيين الثوريين. 


سنوسي وبكار 
ضمن منطقة مقاهى البورصة بمنطقة وسط البلد، تقع مقهى الركن الجنوبى التي اختارت لنفسها، طرازا خاصا يجمع بين شكل المقهى التقليدى والكافيه الحديث، فتنفرد بمنطقة جلوس في الداخل، وكراسى خارجية، وقد تحولت تلك المقاهي إلى صالونات ثقافية وسياسية، فقد شهدت تلك المقاهي خلال ثورتي 25 يناير و30 يونيو اجتماع العديد من النشطاء الثوريين لعقد المناقشات والتخطيط للمشاركة في فعاليات ثورة يناير. 

مقهى جولد ستار
إحدى مقاهي وسط البلد الشهيرة، وتحمل شعار «محل ميلاد حركة تمرد»، لذا تعد نقطة بارزة بين المقاهي السياسية فمن خلالها بدأت فكرة بسيطة وضعت على ورقة وطرحها الشباب الثورى ولاقت قبول الجالسين عليها، وهنا كانت البداية لـ فكرة "تمرد" أطاحت بنظام دولة الإخوان عام 2013.

وظلت تعرف بتاريخها السياسي فخلال عام 2014، أعلن مركز هشام مبارك للقانون " القبض على عدد من النشطاء وهم غادة محمد نجيب، ونيرمين فتحى، نجلاء أحمد "ام سندس"، وسوزان غنيم، أمنية عمر، محمد شريف، عضو حزب العيش والحرية، ومحمد جودة، و4 بنات أخريات ومن هنا تحولت إلى نقطة سوداء لأفراد الداخلية حين يريدون القبض على النشطاء يصبح جولد ستار هدف لهم.


زهرة البستان 
مقهى زهرة البستان الشهيرة، تضع على لافتتها عبارة ملتقى الأدباء والفنانين، وزهرة البستان هي المقهى الملاصق لمقهى ومطعم ىريش» الذي جلس عليه كبار مثقفى مصر والعالم العربى، ويعد موطنا لأشهر النشطاء أمثال أحمد ماهر وإسراء عبدالفتاح وخالد تليمة وعلاء عبدالفتاح وأسماء محفوظ ومحمد عادل وأحمد دومة وزياد العليمى ومصطفى النجار وبثينة كامل وغيرهم العديد، وكان هؤلاء النشطاء وقتها هم أبرز العقول المدبرة لتحركات الميادين في القاهرة بمعاونة الكيانات السياسية التي ينضم إليها أغلبهم، فشهد مقهى زهرة البستان تخطيطات ورسم المسيرات التي انطلقت في ثورة يناير، والتي كانت تصب جميعها في ميدان التحرير.

الخن
أحد المقاهى التي كانت شاهدة على ثورة 25 يناير، ويعتبر اسمه على وصفه تماما بسبب شكل المقهى ومكان تواجده، فحين تذهب للمقهى تشعر وكأنه محفور داخل أحد الشوارع ليس مثل المقاهى الأخرى التي تكون ظاهرة خارج الشوارع، وبالرغم من أن مقاهى البورصة كانت الأبرز في ارتياد النشطاء من 6 أبريل عليها، إلا أن الخن كان الأشهر في ارتياد النشطاء أصحاب الفكر اليسارى من نشطاء حزب التجمع، وكذلك نشطاء حركة الاشتراكيين الثوريين.

وشهد المقهى تحضيرات هؤلاء النشطاء لمظاهرات الانتفاضة الفلسطينية التي كان يتم تنظيمها في عهد مبارك، تلك المظاهرات التي كانت بروفة في تنظيم صفوف النشطاء من أجل الخروج ككتلة واحدة لثورة يناير، ولم يكن يعلم نظام مبارك وقتها أن مظاهرات الانتفاضة الفلسطينية ستكون هي بداية دق مسمار نعشه بسبب ما اكتسبه النشطاء المتجمعون على تلك المقاهى من خبرة في تنظيم الصفوف والمظاهرات والاعتصامات.

التكعيبة
حين تريد الاختفاء من قوات الأمن وحرب الشوارع التي كانت تدور بينهم وبين المتظاهرين فعليك بالذهاب لمقهى التكعيبة، ذلك المقهى القابع بعيدا عن أنظار قوات الشرطة في 25 يناير، والذي كان يختبئ به وفى جنباته النشطاء الفارون من الحرب مع الأمن بميدان التحرير وشوارعه المحيطة، فمقهى التكعيبة لم يشهد جلوسا للزبائن على الأرض إلا مع اندلاع الثورة وارتياد النشطاء بكثرة على ذلك المكان لشرب قليل من القهوة والشاى وأكل بعض السندوتشات استعدادا لمواجهات الأمن بميدان التحرير والمناطق المحيطة به.
لم يغلق المقهى أبوابه في وجه النشطاء في ثورة يناير، بل كان يقدم لهم المساعدات ويحاول توفير أماكن لجلوسهم في شوارعه بسبب نقص الكراسى في مقابل زيادة النشطاء.

الإذاعة
أحد المقاهي التي أدارت ثورة 25 يناير، فالمقهى شهد مثله مثل غيره ارتياد النشطاء للاستعداد للخروج في ذلك اليوم مع بقية الشعب المصرى، ومنذ أول يوم اندلعت فيه الثورة وكان النشطاء يتخذونه مقرا للذهاب المستمر من أجل متابعة الأخبار عبر الفضائيات ومن أجل الحصول على الدعم المقدم منها من حيث المأكل والمشرب وما إلى ذلك.

وشهد هذا المقهى تحديدا صداما عنيفا بين قوات الأمن المركزى والمتظاهرين مساء 25 يناير، وقال أحد العاملين به الذي كان شاهد عيان في ذلك اليوم إن قوات الأمن هاجمت المقهى من ناحية شارع علوى الموجود به وألقت القبض على العديد من النشطاء الموجودين وقتها.

الجريدة الرسمية