صلاح جاهين يكتب: «ماعرفش اكتب سياسة»

في مجلة صباح الخير عام 1966 كتب صلاح جاهين مقالا يقول فيه:

«كان في نيتى أن اخصص هذا المقال في الكتابة عن الحالة النفسية التي نعيشها الآن، لكن الأحداث فرضت نفسها أن اكتب هذا الأسبوع فيما لم أكن قد أعددت عدتى لأكتب فيه.. فهمتوا حاجة؟

بعضكم يقول.. وأنا سامع ماتفتكروش أنى أطرش ولا قاعد على ودانى يقول بعضكم أنى أريد فقط ـــ وفقط فقطان أملا مساحة بأى كلام وخلاص لأنى قرفان، لكنى أقول إن المفروض املا المساحة بكلام في السياسة.. والمشكلة فقط هي أننى لا أفهم جيدا في السياسة، فأنا لست أحمد بهاء الدين أو محمد حسنين هيكل.. أو هذا أو ذاك من الذين هم في السياسة مثل اللبلب.

ثم انكم تصبرون مع هؤلاء الكتاب السياسيين أكثر من هذا، هيكل مثلا تتركون له الحق في أن يكتب لمقالة مايشاء من المداخل، وأن يدور فوق مطار عقولكم مايشاء من الدوران كالطيار الماهر الذي يحوم فوق المهبط قبل أن يتخذ الاتجاه الذي يراه صحيحا ليهبط هبوطا سليما بحمولته من الأفكار والأخبار.

صبركم على شوية، واتفضلوا استريحوا، ماحدش يقف على السلم ياحضرات خلينا نعرف نشوف شغلنا..حلمكم شوية خلينا نعرف ماهو الموضوع السياسي الذي يستوجب كل هذا الاهتمام من العبد الفقير إلى الله رئيس تحرير مجلة صباح الخير.

كان من المفروض أن اتكلم هنا عن السياسة.. ودى مش سكتى ولا رغبتى، لكن اليوم سيسافر جمال عبد الناصر إلى الهند للاجتماع بدول عدم الانحياز وكان بودى أن اقول كلاما عميقا بهذه المناسبة لكن المقدمة والاستعداد لم يدعا لى فرصة لكى اهرع إلى المطار لألوح مودعا جمال عبد الناصر في رحلته المجيدة وأهتف له مع الهاتفين (تروح وتيجى بالسلامة).