رئيس التحرير
عصام كامل

وكيل الأزهر يطالب بإنشاء مجلس قومي للتعليم

مؤتمر الثالث للهيئة
مؤتمر الثالث للهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد

طالب الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، بضرورة إنشاء مجلس قومي للتعليم يرسم السياسات التعليمية، ويحدد المستهدف من المخرجات التعليمية، ويراعي خصوصية الهيئات القائمة على التعليم في مصر، وينسق بينها تنسيقا تكامليا يخدم العملية التعليمية والأهداف المرجوة من التعليم.


وأوضح شومان في كلمته بالمؤتمر الثالث للهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، أنه ينبغي أن تكون على رأس أولويات هذا المجلس الذي يطالب بضرورة إنشائه، إجراء الدراسات والاستبيانات المبنية على أسس علمية للنهوض بالعملية التعليمية ورفع مستوى التعليم في مصر في كافة مراحله ومؤسساته بما فيها الأزهر الشريف، بحيث يكون محور هذه الدراسات كل ما يتعلق بالعملية التعليمية ابتداء بالمعلم والطالب ومرورا بالمنهج الدراسي والمنشأة التعليمية وليس انتهاء بتوعية أولياء الأمور لدعم أبنائهم وتحفيزهم.

وطالب وكيل الأزهر بأن يتولى المجلس البحث عن آلية لربط التعليم بحاجة سوق العمل، وذلك من خلال دعم التعليم الفني ورفع مستوى خريجيه وإتاحة فرص عمل لهم في المصانع والشركات الحكومية والمملوكة لرجال الأعمال لتخفيف الضغط على التعليم الجامعي الذي لا يستفيد الجزء الأكبر من خريجيه بالسنوات التي قضوها في الدراسة الجامعية، ولا تستفيد الدولة وأولياء الأمور كذلك من الأموال الطائلة التي تنفق في هذا المجال، حيث ينتهي المطاف بمعظم خريجي الجامعات إلى أعمال حرفية بعيدا عن تخصصاتهم وشهاداتهم الجامعية، أو ينتظرون قطار التعيين الذي قد لا يأتي حتى تجاوز السن القانونية المطلوبة لشغل وظيفة حكومية، مشيرا إلى أنه لا يلوم خريجي الجامعات الذين يعملون في الأعمال الحرفية، بل إنه يوجه لهم التحية لحرصهم على كسب لقمة عيش ضرورية عن طريق أعمال لا تروق لهم ولا تليق بهم أحيانا.

ونادي وكيل الأزهر بضرورة قصر التعليم على المؤسسات المتخصصة وإبعاد الجمعيات والهيئات غير المتخصصة عن مجال التعليم، لما في ذلك من آثار سلبية على المخرجات التعليمية لعدم تأهل هذه الجمعيات والهيئات لممارسة هذا الدور، مشيرا إلى أن لهذه الجمعيات أن تدعم العملية التعليمية إن أرادت مع ترك الإشراف عليها للجهات المتخصصة.

وأعلن شومان أن الأزهر الشريف سيكون في مقدمة المشاركين والداعمين للمجلس القومي للتعليم حال إنشائه، حيث يأتي ذلك في إطار عملية الإصلاح والتطوير التي يتبناها الأزهر ويقوم عليها في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر بتوجيهات وإشراف مباشر من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.

ونوه وكيل الأزهر إلى أنه يرحب بالنقد البنّاء وليس النقد الهدام الذي يحدث الآن، مؤكدا أن مثل هذا النقد الذي ينتهج التجريح في الأشخاص لن يُصلح المنظومة التعليمية في مصر، بل يزيدها إرباكا وتعقيدا ويصرف القائمين على العملية التعليمية سواء في الأزهر أو التربية والتعليم عن السير قدما في مسيرة الإصلاح والتطوير والانشغال فقط بالرد على المنتقدين الذين يكونون في الغالب أصحاب هوى وغير مؤهلين.
الجريدة الرسمية