رئيس التحرير
عصام كامل

للأرض شعب يحميها.. الأرض بتتكلم مصرى


ماذا كان ينتظر الرئيس من شعب استيقظ يوما فوجد أرضه قد ذهبت إلى دولة أخرى !..هل كان ينتظر منه أن يخرس أو يسكت كما طلب منهم في لقائه مع مجموعة من السميعة والمصفقين فيما أسماه بلقاء الأسرة المصرية! هل مصر أسرة أو قبيلة أوتحالف مجموعة مصالح أم دولة ؟


عفوا سيادة الرئيس:
اللقاء لم يضف شيئا لك أو للدولة أو لمن كانوا معك، على النقيض قلت أسهمك عند فئة ليست بالقليلة كانت معك، فئة غير مسيسة لا تحفل كثيرا بالديموقراطية أو الحريات العامة، فئة برجماتية نفعية وكانت ترى فيك صورة الفارس الذي يحمى الوطن بسيفه ودرعه رغم كل الإخفاقات الاقتصادية والمشاريع التي التهمت أموال الدولة ولم تجدِ حتى الآن، لكنها رغم ذلك توقفت أمام أرضها وشعرت بأنها فرطت في حقوقها السياسية والمعيشية حتى وصلت إلى الأرض، قدس الأقداس عندها..الأرض، أرض مصر يا سيادة الرئيس.

ألم تكن تلك كلماتك عندما أقسمت أن تمسح من على وجه الأرض من يقترب إليها ! تمسح مَن إذن!، من يعارض التفريط في الوطن أو التخلى عن أراضيه أم من يتمسك بأرضه عرضه وشرفه وقبلته؟، أنت تعلم أن المعارضين كثر جدا وأن غالبية المصريين ضد ذلك القرار وضد كل من يحاول تبريره وهم فئة المبررون بالفطرة، أولئك المستفيدون من أي نظام جاء قبلك أو سيأتى بعدك.

الفقراء والعمال والموظفون البسطاء والطلاب في المدارس والجامعات والمنتهكون في الأسواق والمواصلات تناسوا همومهم وقهرهم وفرقهم والتمييز السلبى ضدهم واتحدوا ضد هذا القرار..تناسوا ما يفعله بهم نظام اقتصادى فاشل يستهين بهم ويحملهم تبعات فشله، تناسوا الغلاء والدولار وفواتير السيد شريف إسماعيل وتابعيه من الوزراء الذين يعيشون على مقدرات الشعب وعرقه.. تجمعوا وأقسموا ضد أي تفريط في شبر من أرض مصرية وليس 113 كيلو متر بينهما مضايق غاية في الخطورة على أمن مصر وجيش مصر وشعب مصر بأكمله ! الجزر لن تضيع حتى ولو فرط فيها النظام الحالى لأن هناك شعبا له سيادة تفوق سيادة الأشخاص، شعبا يرفض أن تسلم جزيرتان من أرضه حتى ولو لـ( شقيق )عربى !

هل يتنازل أحد عن شرفه وعرضه لشقيقه أو لأى مخلوق في الكون.. الأرض عرض يا سيادة الرئيس ومصر هي شرفنا وعرضنا وحرمنا وقبلتنا.. لذا لن يسكت أحد مهما توعدتم من يتكلم...يتكلم في عرض مصر وأمنها وسيادتها ثم تحاسبونه !... هل نحن في كابوس مخيف أم هذا واقع أسود تجاوز حدود كل منطق وعقل !

لن أقول بيعت أو تم مقايضتها بأموال ومشروعات حتى لا يتهمنا السادة المبررون بالفطرة بأننا متجاوزن ومهينون للدولة المصرية ومن على رأسها.. إذن تم التخلى عنها بسهولة وباستخفاف يرفضه المصريون جميعا إلا من غفل وتهاون وكان من المفرطين، تهاون في الأرض العرض يرفضه دستور مصر الذي أقسمت على احترامه وأقسم بعدك السادة نواب مجلس النواب الذين صفقوا كثيرا للملك سلمان، خاصة بأن هؤلاء النواب المحترمين سيصوتون إما بالموافقة أو بالرفض على منح الأرض للملك الذي صفقوا له أكثر من 20 مرة..هل سيحافظ هؤلاء على عرض وشرف مصر وملتقى دماء جنودها..أرض مصر في تيران وصنافير!

الرئيس تحدث كثيرا عن فضيلة السكوت من جانب الشعب.. كيف بالله عليك نسكت ونحن نرى أرضنا تبدد!، إن سكت أو خرص الكتاب والمفكرون وذوو الرأى المحترم والوطنيون بفعل فاعل أو بقوة القانون أو حتى القمع، كيف سيسكت الناس في الشوارع وفى المواصلات المكتظة بهم في الأسواق التي تستعر بالغلاء وعلى المقاهى التي يطفئون على أرصفتها مرارة أيامهم، كيف سيسكت المكبوتون في البيوت والعجائز في أسرتهم !، كيف سيسكت كل هؤلاء حتى وإن تم غلق فيس بوك وكافة وسائل التواصل الاجتماعى !! 

إن أسكتم كل هؤلاء ستنطق الأرض بما استحفظت من دماء شهدائها صارخة مطالبة بتحريرها من غاصبها.. وستتحدث مصر وتنفجر قائلة: هذه الأرض مصرية..هذه أرضى أنا..الأرض بتتكلم مصرى!
fotuheng@gmail.com
الجريدة الرسمية