رئيس التحرير
عصام كامل

سر الرسالة التى بعث بها "قبانى" إلى "عبد الناصر"

االرئيس الراحل جمال
االرئيس الراحل جمال عبد الناصر

بعد نكسة يونيو 67 ذاع ديوان نزار قبانى "هوامش على دفتر النكسة" وانتشر، لكن الشاعر الكبير صالح جودت، شن عليه هجوما عنيفا حتى إنه طالب بمنع بث أعماله فى مصر، وقالت الصحف وقتها: إن سبب هجوم صالح جودت على نزار هو نجاح أغانى نزار فى مصر وظهور هذه الأغانى بأصوات كبار المطربين والمطربات مثل اغنية "أيظن" التى غنتها نجاة و"أصبح عندى الان بندقية"التى غنتها ام كلثوم وأيضا "رسالة عاجلة إليك" وغنى عبدالحليم حافظ أغنيتين هما "رسالة من تحت الماء" و"قارئة الفنجان"  وغنت فيروز"لاتسالونى ما اسمه حبيبى".


نجحت حملة جودت وصدر قرار بمنع أغانى وأشعار نزار من خلال التليفزيون المصرى بل ومنع اسمه نهائيا وصدر سرا قرارا بمنع دخوله إلى مصر وكانت تلك القرارت أشبه بالإعدام بالنسبة له، لكن نزار بادر وأرسل رسالة إلى الرئيس عبدالناصر فى 30 اكتوبر 1967 وأوصلها له الكاتب أحمد بهاء الدين وهذا نصها:
"سيادة الرئيس فى هذه الأيام التى طوقتنا فيها الأحزان يكتب إليك شاعر عربى يتعرض اليوم من قبل السلطات المصرية لنوع من الظلم لامثيل له، ففى أعقاب نكسة 67 نشرت قصيدة بعنوان "هوامش على دفتر النكسة" أودعتها خلاصة ألمى وتمزقى، وشرحت فيها أن ما انتهينا إليه لا يعالج بالهروب وإنما بالمواجهة الكاملة لعيوبنا، وإذا كانت صرختى حادة وجارحة، فلأن الصرخة تكون فى حجم الطعنة، ومن منا ياسيادة الرئيس لم يصرخ بعد 5 يونيو، من منا لم يكره ثيابه ونفسه وظله على الأرض؟ إن قصيدتى كانت محاولة لتقييم أنفسنا. سيادة الرئيس لا أصدق أن مثلك يعاقب النازف على نزيفه، والمجروح على جراحه ويسمح باضطهاد شاعر عربى يريد أن يكون شريفا وشجاعا فى ظل مواجهة نفسه وأمته، فدفع ثمن صدقه وشجاعته ولا أصدق أن يحدث هذا فى عصرك".

وصدر قرار عبدالناصر بالإفراج عن أشعار وأغانى نزار قبانى وعادت تتردد فى الإذاعة والتليفزيون. ومن هنا قال نزار "كسرت الحاجز بين السلطة والأدب".
الجريدة الرسمية