رئيس التحرير
عصام كامل

صاحب المبادرة الشيخ كرم زهدى لـ «الإخوان»: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا».. الحركة الإسلامية ليست مقدسة.. والأفكار قابلة للتغيير طوال الوقت..أعول في مبادرتى على شباب الجماعة وليس ق

الشيخ كرم زهدى
الشيخ كرم زهدى

هو مهندس مبادرة وقف العنف ومستودع أسرار الجماعة الإسلامية التي ضمت أسماء لامعة كعبود الزمر وعصام دربالة وناجح إبراهيم وغيرهم خاصة وأنه تولى مسئولية مجلس شورى الجماعة الإسلامية على مدى ثلاثين عاما.


إنه الشيخ كرم زهدى الذي يرى أن الإفراج عن العديد من قيادات تحالف دعم الشرعية المؤيد للإخوان من السجون وآخرهم مجدى أحمد حسين ومجدى قرقر، ومحمد أبو سمرة وسعيد عبد العظيم له دلالة وحيدة أن هولاء اكتشفوا أنهم يسيرون في طريق الهوان وفى النهاية مثلهم مثل غيرهم من الإخوة، فانصرفوا عن الخطأ.

أكد زهدى أن القيادات التي خرجت تفكر في كيان شرعى يمارسون من خلاله الدور السياسي القائم على الحوار بين الدولة وأبنائها من التيار الإسلامي، خاصة أن النتائج والتجربة تحتم إعلاء المصلحة العامة لمصر فوق أي مصالح أخرى.
وأضاف زهدي في حواره مع فيتو: أن "أي طرح لكلمة مصالحة سيواجه باعتراضات من العديد من المنتمين للدولة والمنتمين للتيار الإسلامى وبالتالى علينا أن نطلق عليها الحوار وليس المصالحة".. وإلى نص الحوار..


> في البداية ما طبيعة دعوتك للإخوان للقيام بمراجعات والانصهار في المجتمع؟
هذا الكلام صحيح وأتمنى أن يتقبل الإخوان والتيارات المساندة لها خاصة من خرجوا مؤخرا من السجون للفكرة بتبنى قضية الحوار حول العقيدة وسلمية الدين ونبذ العنف والبعد عن التشدد الذي يعتقد البعض أنه هو الإسلام في حين أن الحقيقة تخالف ذلك لأن الإسلام دين تسامح ووسطية وليس دين عنف..

> ما الفرق بين مراجعات الماضى وطلبك بمراجعات للإخوان؟
لابدَّ أن نفرق بين مراجعات الجماعة الإسلامية في التسعينيات والتي بدأت بعد مقتل حادث اغتيال السادات الذي لم يأت بفائدة على الإسلام وإنما جرّ مفاسد على الدين والحركة الإسلامية فبدأ لدينا التفكير في فقه المراجعات وتأملنا فكر العلماء فوجدنا الاختلاف والتغيير لدى الشافعى وابن حنبل وأن تغيير الرأى ليس عيبا.. أضف إلى ذلك أن فكر المراجعة كان غائبا عن الجماعة الإسلامية التي دمرت العقل فاحتكمنا إلى القرآن الكريم ومن هنا كانت المراجعات ونفس الأمر بالنسبة لمن خرجوا من السجون مؤخرا حيث اكتشفوا أنهم يسيرون في طريق الهوان فانصرفوا عن الخطأ..

> هل تعتقد أن المراجعات مرتبطة بوقت في رأيك؟
*بالطبع لا، المراجعات أمر مستمر سواء من الدولة أو الأحزاب أو الحركة الإسلامية بل إنها لا تتوقف عند زمن المحن والشدائد بالإضافة إلى أن الحركة الإسلامية ليست مقدسة وبالتالى ما كان يفكر فيه قادة الإخوان لا يوفر الثقة في مصداقيتهم خاصة وأن الإخوان سبق لهم القيام بمراجعات في عام 1954وقادها شباب الإخوان وكان منهم الغزالى والقرضاوى وعبد العزيز غالى ثم كانت مراجعات الهضيبى في 1967بعد انتشار فكر التكفير في السجون ونتج عنه كتاب دعاة لا قضاة وبالتالى المراجعات ضرورية ويجب ألا تكون مشروطة ويحدث تغيير للخطاب الدينى والسياسي وتخلى الجماعة عن العنف والاهتمام بالدعوى.

> هل تعتقد أن فشل الإخوان يجعلهم أكثر تقبلا لفكرة المراجعات؟
هذا أمر في علم الغيب ولكنى أطلب منهم وخاصة الشباب الذين دخلوا السجون أن ينهضوا نهضة مراجعة للأدلة الشرعية التي بنيت عليها أعمال العنف والتفجيرات حتى يفند المزاعم الخاطئة التي يسيرون خلفها، أضف إلى ذلك أن الحركات الإسلامية ومنها الإخوان بالطبع تكاد تكون مجبرة على ترك الساحة السياسية والعودة للدعوة والبدء في المراجعات وإن كان هناك عناصر داخل جماعة الإخوان لن تتقبل فكرة المراجعات بسهولة من أجل عدم التخلى عن مكانتها وللحفاظ على الجماعة.

> في رأيك ما أولى خطوات المراجعات لجماعة الإخوان؟
هناك أسس للمراجعات عبارة عن طرق على أساسها يتم نبذ العنف وأنا عندما أعلنت مراجعات الجماعة الإسلامية قدمت اعتذارا للمجتمع وشرحت وسطية الإسلام والعودة إلى الدعوة وهذا ما يجب أن يقوم به الإخوان لأن هذا سيؤدى إلى زيادة عدد المقتنعين بالإسلام والارتقاء بمستوى الدعوة الإسلامية.

> لكن ذكرت أن بعض عناصر الإخوان لن تقبل بالمراجعات ولن تتوقف عن وصف النظام بمغتصب السلطة فما التصرف؟
إذا رفض البعض لن يضرنا في شيء مادام أن الأغلبية مقتنعة بفكر المراجعات، وأنها خير للمواطن بدلا من انقسام المجتمع، حيث الوحدة.. وبدلا من التدمير والتفجيرات نبدأ البناء.
ويمكن للقيادات التي سيفرج عنها تكوين كيان شرعى لممارسة دورهم ولكن دون خلط بين الدين والسياسة.

> هل ترى إمكانية لتوحد الصف في المجتمع بين الإخوان وباقى فئات الشعب؟
نسبة كبيرة جدا لأنه لا يوجد خصام أو خلاف إلى مالا نهاية فضلا عن أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يريد توحيد الصف من أجل هذه الأمة ولن يضر الدولة شيئا إخراج من بالسجون ممن لم تصدر ضدهم أحكام جنائية خاصة الذين أعلنوا عدم التشدد وهذا سيؤدى بالوطن للنهوض وعلى الإخوان أن يستوعبوا الدرس جيدا ورسالة الدولة لهم بإخراج بعضهم من السجون لكى يعودوا إلى رشدهم والاندماج في المجتمع.!!
الجريدة الرسمية