رئيس التحرير
عصام كامل

توافقية «النمنم» سر استمراره وزيرا للثقافة

الكاتب الصحفى حلمى
الكاتب الصحفى حلمى النمنم

حظى الكاتب الصحفي حلمي النمنم على فرصة ثانية، في الاستمرار وزيرًا للثقافة في التعديل الجديد لحكومة المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، لم يحظ بها سابقوه في التعديلات والتشكيلات السابقة، لا سيما أن وزارة الثقافة كانت ولا تزال ميراثًا ثقيلاً وحملاً كهلاً على أكتاف الحكومة.


لكن توافقية حلمي النمنم، مكنته وبسهولة من الجمع بين شقي الرحى، أي بين المثقفين من ناحية ومؤسسة الأزهر من ناحية أخرى، ولم يحدث اختيار النمنم منذ البداية أيًا من المشكلات.

وزير الضرورة
حرص النمنم بعد توليه وزارة الثقافة في 19 سبتمبر 2015، على لقاء عدد من الأدباء والمثقفين بورشة الزيتون، لمناقشة مشكلات الثقافة في مصر، وأيضًا سماع اقتراحاتهم في النهوض بها وإيجاد حلول عملية يمكن تنفيذها على أرض الواقع، ووضع أسس ومعايير منهجية للعمل الثقافي وعلاج الترهل الإداري.

محاربة «التطرف الفكري» بالتنوير
محاربة التطرف الفكرى والجماعات الإرهابية المتأسلمة، معركة الحياة بالنسبة للنمنم والتي حملها على عاتقه قبل أن يصبح وزيرًا للثقافة، فصاحب التصريح الأشهر إعلاميًا «مصر دولة علمانية بالفطرة» سعى ولا زال إلى محاربة السلفيين وجماعات الإخوان لأنه يراهم أشد خطرًا على الإسلام الوسطي من أعدائه، فكشف زيف وتدليس تلك الجماعات المتأسلمة.

وفى أحد الحوارات الصحفية – بأخبار الحوادث-، صرح النمنم أن هناك العديد من المتشددين داخل وزارة الثقافة، قائلاً: «مثال على ذلك أحد قصور الثقافة في الوجه البحري، جاءت لى شكوى من إحدى الفرق المسرحية التي تعرض هناك، تفيد أن مدير القصر الثقافي طردهم وقال لهم إن "المسرح حرام وكُفر" فطلبت من محمد أبو الفضل رئيس هيئة قصور الثقافة التحقيق في الموضوع وبعد التحقيق ثبت أن الواقعة صحيحة فكان الإجراء السريع بتحييد هذا المدير وتعيين آخر بدلاً منه».

أيضًا أفكار النمنم وخطواته تتماشى بشكل مباشر مع الاستراتيجية التي تتخذها الدولة المصرية الآن، في القضاء على الإرهاب والتصدي لطمس الهوية المصرية، وهو ما ظهر جليًا في معظم كتاباته.

النمنم والأزهر
وعلى عكس وزير الثقافة الأسبق جابر عصفور، تجنب النمنم افتعال المعارك حول أحقية التصدي لتجديد الخطاب الديني بين الوزارة والأزهر الشريف، وعلق على ما يتردد عن صراع محتمل مع المؤسسة الإسلامية الرسمية في مصر بقوله "علاقتي بالأزهر جيدة، وكنت أحد الذين شاركوا في وضع العديد من الوثائق التاريخية المهمة، مثل وثيقة الدولة المدنية، ووثيقة الحريات الأربع، وبالتالي علاقتي بالأزهر واضحة جدًا".

وذكر النمنم أنه عندما تعرض الأزهر للهجوم، كان أقوى شخص دافع عنه، سواء في زمن الرئيس الأسبق حسني مبارك، أو بعده حين حاولت التيارات الإرهابية اقتحامه فكريًا عام 2011، وهو مع الدفاع عن الأزهر كمؤسسة، وضد افتعال المعارك الوهمية، وإذا كان هناك تيار متشدد داخله، فشيخ الأزهر وقياداته ضد هذا التشدد.







الجريدة الرسمية