رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى رحيل «عدو المراة».. العقاد مر بـ3 قصص حب فاشلة فهاجم بنات حواء في 4 كتب.. «اشتهاء» سارة يمحو حب مي زيادة من قلب «الأستاذ».. والسينما تحرمه من هنومة السمراء

عباس محمود العقاد
عباس محمود العقاد

رحل، في مثل هذا اليوم، عام 1964، الأديب والمفكر الكبير "عباس محمود العقاد"، عن عمر يناهز 75 عامًا، عرف خلالها بعداوته الشديدة للمرأة، حتى حمل لقب «عدو المرأة».


وعلى الرغم من مرور العقاد بثلاث علاقات حب، إلا أنه فضل حياة العزوبية، وهاجم المرأة في مؤلفاته، وقبل وفاته وجدوا بجواره على فراش الموت أبياتًا من الشعر تتغزل في المرأة.

ويرى العقاد المرأة في «سارة» الفتاة التي أحبها ثم خذلته، وحملها مسئولية موقفه من المرأة، إذ يقول أنيس منصور في كتابه «يسقط الحائط الرابع»: «كانت سارة هي المسئولة عن كل ما أصاب المرأة من قلم العقاد.. فالعقاد كان يرى المرأة في صورة سارة تافهة، عاشقة للقوة والشباب، كما يراها لا تقدر الرجل الحقيقي حق قدره».

تحوّل العقاد، الذي طالب في بداية حياته بتعليم المرأة وتحريرها، واعترف باستقلالها ودروها في الحياة، ومساواتها للرجل، إلى مهاجم شرس لها، خاصة في كتبه «هذه الشجرة» 1945، و«المرأة في القرآن» 1959"، و«الإنسان الثاني»، و«الصديقة بنت الصديق».

غير مبدعة
كما يرى الأديب والمفكر الإسلامي أن جسد الرجل أجمل من المرأة، لأنه جسد مستقل، بينما جسد المرأة تابع، فقد خلقت بثديين لإرضاع طفلها، وحوض واسع لاستيعاب الجنين في فترة الحمل، وطبقة دهنية تحت البشرة لحماية الجنين.

كما أن المرأة في نظر العقاد لا تبدع في صناعة من الصناعات أو فن من الفنون وإن طال عملها فيه، «فإذا شاركها الرجل في الطهي أو الخياطة أو النسيج أو التزيين والتجميل، كان له السبق بالتجويد والافتنان»، هكذا يقول.

ويرى العقاد أن التناقض صفة أصيلة في أي امرأة، فاللذة والألم نقيضان في الكائن الحي عامة، لكن المرأة تجمع بينهما اضطرارًا، فأسعد لحظاتها هي الساعة التي تحقق أنوثتها الخالدة وأمومتها المشتهاة، وهي ساعة الولادة، فهي تفرح لأنها أنجبت ولكنها تكون أشد ساعات الألم والوجع في جسد الأم، الطريح بين الموت والحياة.

ويؤكد أن حجر الرجل على المرأة دليل على نقصها في القدرة البدنية والقدرة الذهنية، وأنها بالقياس إلى الرجل، في المرتبة الثانية على كل حال.

فاشلة في الشعر
ويضيف: «منذ القدم كانت المرأة تنوح وتبكي وتطيل الرثاء والحداد على الأموات، ومع ذلك لم تتفوق بقصيدة واحدة في الرثاء، ولم يقدم لنا التاريخ شاعرة واحدة في هذا الفن».

و"المرأة ضعيفة حتى في حبها"، وفقًا للعقاد، الذي يقول في كتاب "المطالعات": "المرأة تعشق لتسليم نفسها في نهاية الأمر، فدورها في العشق هو دور التسليم دائمًا، أما الرجل فيعشق ليظفر بالمرأة، فدوره في العشق هو دور الظافر دائمًا".

ويؤكد المعنى نفسه في "هذه الشجرة": "الحب من جانب المرأة طلب حماية وتسليم، ومن جانب الرجل طلب هجوم وظفر".

3 حبيبات
وفي مسيرة العزوبية مرّ العقاد بـ3 قصص حب، أولها كانت مع الأديبة الشامية مي زيادة، وكان حبًا روحيا، اصطبغ بطابع أدبي، عبّر عنه في مجموعة من الرسائل والقصائد والأشعار.

أما التجربة الثانية فكانت محور روايته "سارة"، تلك الفتاة الجميلة التي ملأت عليه حياته، لكنها خذلته في النهاية، وجمع العقاد في فترة ما بين حب مي وحب سارة.

وقال تلميذ العقاد، الكاتب الكبير أنيس منصور، إن أستاذه يحب مي ويشتهي سارة، ومع الوقت بدأ حب سارة يزيل حب مي ويسيطر عليه، إلا أن الشك ملكه من ناحيتها، وظن أنها تخونه مع غيره، وكلف صديقه بمراقبتها، حتى تيقن من معرفتها رجالا آخرين، ونصحه أصدقاؤه أن يكون رجلا في حياتها كبقية الرجال، إلا أنه رفض وكتب: «إذا لم يكن بد من الكأس والطلا، ففي غير بيت كان بالأمس مسجدي»، مما جعله ينقطع عنها، كما روى الكاتب رجاء النقاش.

هنومة
والتجرية الثالثة كانت بطلتها المرأة التي أبكته، كانت جميلة سمراء عشرينية تُدعى "هنومة "، أحبها العقاد بعد أن أكمل عامه الخمسين، وعاشا معًا قصة حب استمرت سنوات، إلا أن القدر شاء أن تدخل فتاته عالم السينما، وتصبح نجمة مشهورة، يقول البعض إنها "مديحة يسري".

لم يرد العقاد أن يشاركه معجبون في حب "مديحة"، هنومة سابقًا، فاعترض على عملها الفني، لكنها لم تتراجع، وأصر هو على موقفه، فقطع علاقته بها، رافضًا أن يكون فردًا في طابور المعجبين، كتب في هذه الفترة قصيدة "يوم الظنون" التي يقول فيها: "بكيت كالطفل الذليل".

ألف امرأة وأبيات شعر
فعلى الرغم من قول العقاد: "لن أموت قبل أن أعرف ألف امرأة!"، وفقا لأنيس منصور في كتابه "يسقط الحائط الرابع"، ومات ولم يعرف هذا العدد، ولكنه ألف كتبًا تحكم على نساء الأرض جميعًا.

لم يخلُ قلب المفكر الكبير من حب حواء أبدًا، حتى آخر لحظات حياته، إلى درجة أن أهله وجدوا بجواره على فراش الموت أبياتًا من الشعر تتغزل في المرأة، وفقًا للأديب سامح كريم.

روز اليوسف
كما كان له موقف معادٍ لعمل المرأة، فرفض أن يعمل معها في نفس المكان، وهو ما فعله مع الكاتبة "فاطمة اليوسف"، عندما رفض عملها في جريدة روزاليوسف، أثناء عمله بها كمحرر صحفي.

الجريدة الرسمية