رئيس التحرير
عصام كامل

أليس الصمت فضيلة.. إذا كان الكلام نقيصة وافتراءً ؟!


هناك فئة متربصة من نشطاء الفضاء الإلكتروني ولجانه الإخوانية ومن لف لفهم الذين فسروا خطاب الرئيس بمناسبة إطلاق رؤية مصر 2030 على أوجه أخرى، حاولوا ليّ أعناق كلماته ونظموا حملة تشهير وتشيير على "فيس بوك وتويتر" ومنصات الإعلام، وتوقفوا عند جملة قالها الرئيس وهي "اسمعوا كلامي أنا بس"، وفسروها على أنها مصادرة لحق الاختلاف والنقد، ورأوا فيها ديكتاتورية ولكن هل قصد الرئيس هذا المعنى؟! ألم ترد هذه الجملة في سياق تحذير الرئيس من مخاطر محيطة ومحاولات مستميتة من أعداء الدولة لخلق حالة بلبلة وتشكيك في كل شيء وأي شيء؛ ومن ثم أراد الرئيس وقف هذا التشتيت بأن طلب من محبيه ومؤيديه وهم كثر ألا يسمعوا لما يروجه الأفاكون الذين يريدون ضرب الوطن في أعز ما يملك في وحدته وتماسك نسيجه واصطفافه خلف قيادته.

لكن كيف يصمت المتربصون عملًا بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت".. أليس الصمت فضيلة إذا كان الكلام نقيصة وافتراءً وتجاوزًا وهدمًا وإهالة للتراب على كل شيء إيجابي.. وهل قصد الرئيس بهذه الجملة من ينتقدون أداء الحكومة أم أنه أراد ما هو أعم وأشمل، أراد كبح جماح ظاهرة سيئة ضربت المجتمع بعد ثورة يناير، وهي التطاول على كل شيء، وما تبعها من تشكيك في كل شيء وتفتيش في الذمم والنوايا وسوء الظن ومجافاة الحق وصبغ النقد بألوان التحيزات الأيديولوجية ومصالح السياسة وتحولاتها.

وينسى هؤلاء الذين يؤولون كلام الرئيس أن هناك خيطًا دقيقًا بين نقد مباح أريد به الصالح العام وتبصير المقصرين بأخطائهم وسلبياتهم وطرح الحلول والبدائل أمامهم.. وبين هجوم وتطاول يتجاوز أصول النقد ويقفز فوق الحقائق ويهدم كل قيمة وإنجاز ويشيع الإحباط والسوداوية.

يدرك الرئيس جيدًا تفاصيل وحجم ما يحدق بنا من أخطار ربما يعرف بعضنا بعضها ويجهل كثيرون خفاياها.. ولهذا فإن من يتكلمون بلا معرفة كاملة بالحقائق يقفزون عليها ومن ثم يصبح نقدهم منقوصًا يشوبه العوار ويجعل تصديقهم أو حتى الظن فيهم شيئًا بعيدًا خصوصًا إذا اقترن ذلك بحالة دائمة من الرفض والاحتجاج لكل ما خالف هواهم ومصالحهم.

يتساوى هؤلاء مع من يقطعون الطرق، ويعطلون مصالح البلاد والعباد تحقيقًا لمطالب فئوية في ظل الأوضاع الصعبة، ومن يبثون الرعب والفزع ويرتكبون الحماقات وجرائم العنف والإرهاب.

إهدار حقوق الآخرين بغلق مستشفى في وجه المرضى أو خروج على القانون وإهدار هيبة الدولة وسيادتها وخلق مساحات من الاحتقان والفوضى كل ذلك يصب في خانة الأعداء.. فكيف يتصور من يفعل ذلك أن تقوم لدولة العدل والقانون والمساواة قائمة.. كيف يتحقق ذلك إذا استمسك كل منا بحقه دون أن يؤدي ما عليه من واجب.. وهل تتحقق دولة القانون إذا وصل كل منا إلى مطالبه إهدارًا لحقوق الآخرين وقفزًا على حق الدولة في الاستقرار..

كيف تقوم لدولة القانون قائمة وهناك من يعادي القضاة ويشكك في أحكامهم ويتربص بالشرطة ويدمغها بتصرفات معيبة وخروقات اقترفها بعض المنتسبين إليها.. كيف تسترد السياحة عافيتها ولا يزال بيننا إرهابيون يطاردون السياح أينما وجدوا ترويعًا لهم وتطفيشًا دون أن يقيموا لحدود الله وزنًا وهو الذي نهى عن ترويع من أعطيناهم الأمان في ديارنا وهدفهم إعطاء رسائل للعالم بأن مصر عاجزة عن حماية من يقصدها للزيارة والسياحة.. كيف يسترد الاستثمار قوته ولا تزال ماكينة الشائعات تبث سمومها تشويهًا لسمعة الدولة.. وللأسف هناك موظفون يساعدون على ذلك بتماديهم في الكسل والبيروقراطية وتعطيل المصالح وتعويق فرص النجاح والتقدم.
Alyhashem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية