رئيس التحرير
عصام كامل

مكياج لنواب البرلمان !


آخر المتمة منع البرلمان الصحفيين من تغطية الجلسات، بينما انتصر نواب آخر زمن لمنع بث الجلسات على الهواء.

نسبت الصحافة لأحد النواب رأيه أن عدم إذاعة الجلسات ينبغى أن يستمر لحين الانتهاء من إقرار قوانين المرحلة الانتقالية، قال إن النواب في حاجة لفترة حتى يعتادوا الظهور بشكل لائق، قال أيضًا إن هناك بعض التجاوزات الإعلامية التي لا تليق بمصر بعد ثورتين، معتبرًا أن هناك من يحاول إظهار النواب بشكل سيئ لمصر.


كلام النائب وحده يكفى للإساءة للنواب، ولبرلمان جاء بعد ثورتين، ولبلد الثورتين.. تبريرات مدهشة، ولف ودوران بعين قادرة.

لا أحد يحاول إظهار نوابنا بشكل سيئ، الذي حدث أن كثيرًا من نواب البرلمان ظهروا بالفعل بشكل سيئ.. لم يكرههم أحد على "المسخرة"، ولا أرغمهم أحد على تصرفات ملأت مواقع التواصل ضحكًا وتريقة، وتداول قصص قلت من القيمة، وخفضّت الاحترام.

ثم من قال إن إذاعة مناقشات قوانين الفترة الانتقالية ليست مهمة ؟ من قال إن أكثر من 400 قانون، وتشريع صدر في غياب البرلمان، لا يدخل في اهتمام الشارع، ولا يمثل هاجسًا بالنسبة لكثير من فئات الشعب، كل في مجاله، وكل اهتمامه ؟ ثم من الذي يقرر إذا كانت تلك القوانين مهمة من عدمه ؟

هل عادت عهود قوامة نواب الشعب على الشعب، وعاد النائب مصطفى من الله، لا مختارًا من الناخبين ؟

حق الله، إذاعة جلسات البرلمان فريضة.. اطلاع المصريين على مسالك النواب وآرائهم وتداولهم مصير أبناء دوائرهم فرض عين، وقف البث غير دستورى.. حرمان الشعب من الاطلاع على مسالك نوابهم تحت قبة البرلمان كارثة قومية.

لاحظ أن أغلب الذين طالبوا بوقف إذاعة الجلسات على الهواء خافوا على نواب الشعب الفضيحة، بعضهم اعتبر تصوير الجلسات يحرك نوازع الظهور، ورغبات الاستعراض لدى النواب.. فتتعطل المناقشات وتتأخر القوانين.

كلها حجج فارغة، أو للإنصاف أفكار فضائحية.

أول القصيدة كفر.. لاحظ أيضًا أن مطالبات منع بث الجلسات جاءت ممن ارتدوا ثياب معارضين لأنظمة سابقة قالوا إنها منعت الشفافية، وطرمخت على الحقائق، وحاولت تزويق الواقع.

الذي يحدث الآن أن نواب الثورة يريدون حجب الواقع لا فقط تزويقه.

نائب مشهور في سوق العلاج بالأعشاب، متهم في قضايا نصب، وانتحال صفة طبيب، اعتبر منع بث مناقشات القوانين تحت القبة صيانة لشكل النواب، وحفظًا لصورهم أمام الناخبين.

من قال إن النواب دخلوا البرلمان لصيانة أشكالهم وحفظًا لصورهم ؟

آخر شدد على أن البرلمان لن يستمر لو استمرت حكايات فضائح النواب على الشاشات، وفى تقارير الصحف.. للإنصاف.. الفضائح من عند النواب لا من عند مراسلى الفضائيات وصحفيي البرلمان.. دفاع النواب عن شكل النواب أول الوهن.. اهتمامهم بالصورة بداية عنجهية كانت مرفوضة في الماضى، ومزدراة في أدبيات المعارضة في العهود السابقة.

لماذا يعيد النواب ما قالوا إنهم كانوا يعارضونه، وما قالوا إنه تسبب في ثورات، وضغينة بين الشعب ونوابه ؟

مفترض أن جلسات النواب كاشفة.. الوقوف تحت القبة اختبار.. إذا كانت الكاميرات تثير نعرة الاستعراض ورغبات المظهرية لدى النائب من دول، فالحل ليس منع التصوير.

بالعكس، الحل في أن يعرف أهالي الدائرة من نفذ إلى مقاعد النواب وقادر على المهمة، ومن لا يستطيع؛ لأن الكاميرات أبهرته، فجنح لصورة أبو على، بدلا من مظهر النائب المحترم.

لو استمر المنع، واستمرت تبريرات النواب دفاعًا عن صورة ومظهر النواب.. فلا تتوقع خيرًا ممن طلب النيابة لصالح الشعب، ثم خاف الظهور بلا مكياج !
يا راجل.. بلا قرف وكلام فاضى !
Twitter: @toughan
wtoughan@hotmail.com

الجريدة الرسمية