رئيس التحرير
عصام كامل

يجعل كلامنا!


(1)
في برنامج (افهموا بقى) على قناة TeN، قامت الزميلة (رشا الجندي) باستضافة (عشماوي)، الشخص المُرعب المسئول عن تنفيذ أحكام الإعدام شنقًا في السجون المصرية، الفقرة لم تكُن جديدة تمامًا؛ إذ سبق لنا جميعًا أن شاهدنا (عشماوي) واستمعنا لحكاياته في عشرات البرامج والحوارات من قبل، لكن الجديد الوحيد كان في سؤال مُختلف، وهو: هل يُمكن للمرأة أن تلعب دور (عشماوي)؟!


الرجُل أجاب بـ"لا" قاطعة، مُراهنًا على وهن النساء وضعفهن ومشاعرهن المُرهفة، لكن عن نفسي متأكد من أن المرأة بالفعل يُمكنها أن تلعب هذا الدور، وبدون استخدام للحبال أو المشنقة، ولكن باستخدام قسيمة زواج!

(2)
سيادة النائب الأستاذ الدكتور (توفيق عكاشة)، عضو مجلس النواب، والإعلامي المرموق، ومُفجِّر الثورات، وأشياء أخرى لم يسعفني عقلي المتواضع ولا ثقافتي الضحلة إدراكها، تابعت عشرات التصريحات المرئية والمسموعة والمكتوبة من سيادتك والمؤكِّدة لرغبتك في تولي رئاسة البرلمان المصري بداعي حصول سيادتكم على أكبر نسبة تصويت لعضو وصل لمقعد المجلس الموقّر، وفي هذا خلط لم أفهمه، طيب هل يجوز بهذا القياس أننا نخلّي العضو صاحب أقل نسبة تصويت في المجلس، يروح كُل يوم الصُبح بدري يكنُس ويرُش قُدام المقر، ويسقَّع أزايز الميّاه والعصير في التلاجة؟!

سيادة النائب الموَقَّر.. أرجو من سيادتك الاكتفاء برئاسة إحدى اللجان، ولتكُن اللجنة الإعلامية، ولو لم تكُن هُناك لجنة إعلامية، نعمل لجنة إعلامية فورًا، وتمسك حضرتك اللجنة، ويا برلمان ما دخلِك شَر، كفاية إللي دَخَل!

(3)
الشيخ (سالم عبد الجليل) أفتى لبرنامج (رولا خارسا) بأن "الصحوبية" بين الولد والبنت على فيس بوك درجة من درجات الزنا، وبُناءً عليه يا ريت حد يفكَّرني بإلغاء اشتراكي من صفحة "CBC سُفرة" قبل بداية شهر رمضان الكريم، لا فضيلة الشيخ يعتبرني فاطر طول الشهر، وكفاية علينا المصيبة الأولانية!

(4)
تخيَّل أنها كبرت في دماغ شركة مقاولات زي "المقاولون العرب" أنها تفُك الهرم، وبعدين تُعيد تركيبه على شكل أسطواني مثلًا، أو أنها تعمل تعديلات على تمثال "أبو الهول"، فتقوم بنفخ خدوده، أو تغيير تسريحة شعره، هَب أن مُهندسا ميكانيكيا شاطرا قام بتحويل سيارة الملك (فاروق) الأثرية إلى سيارة موديل 2016، هي بصمات قد تكون رائعة ومُبتكرة وشديدة الذكاء، لكنها ستُفسد كُل التاريخ والعبق الذي تحمله هذه القطع التي تكمُن عبقريتها في حالتها الكلاسيكية!

كذلك ما سيفعله الشاعر (أيمن بهجت قمر) في مُسلسل ليالي الحلمية؛ إذ قرر أن يكتُب الجُزء السادس من أحد أهم المُسلسلات المصرية عبر التاريخ، إن لم يكُن أهمها على الإطلاق، والحقيقة أن الراحل العظيم (أسامة أنور عكاشة) لو كان عايش الآن وسمع الخبر ده، لمات على الفور بقهرته وحسرته!

ما الذي يُمكن أن يُضيفه (أيمن) أو غيره لمثل هذه الملحمة التاريخية الاجتماعية الأصيلة والعبقرية؟.. هل يُمكن أن نرى (سليمان غانم) رئيسًا لنادي الزمالك، و(سليم البدري) رئيسًا للأهلي، ليستمر صراعهما في رقعة أخرى ومجال جديد؟.. طيب كيف سيكون حال (وصيفة) وهي سايبة الدُنيا تضرب تقلب وماسكة الآي باد وهاتك يا تشات مع خلق الله، مع رفع صورها على إنستجرام بعد ما بقت شبه (مادلين مطر)؟!

الحقيقة أننا أمام إفلاس درامي وإبداعي حقيقي، ورغبة من (قمر) في الصعود على أكتاف عملاق الدراما الأعظم في تاريخ مصر، حاجة كدة زي أنك تيجي تعمل منشر غسيل في مدخل معبد الكرنك، أو تدُق مزراب فوق سطح القلعة، وتقول أنا عملت إضافة للمكان أو للتاريخ!

هذه مهزلة حقيقية، أرجو من ورثة الراحل (أسامة أنور عكاشة) التصدي لها، والحقيقة ماعنديش فكرة عن موقف قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون والمالك - فيما يُفترض - لهذه الأعمال القيّمة، ولو سكتنا شويَّة جايز نلاقي (أيمن بهجت قمر) بيقتنص رائعتي الراحل (صالح مرسي)، فيكتب جزءا رابعا من مسلسل (رأفت الهجان) مع جزء ثانٍ من (دموع في عيون وقحة)، ويخلي (رأفت) يرجع مصر ويرشَّح نفسه في انتخابات مجلس الشعب، أو يتجوِّز (فاطمة) بعد ما (جمعة الشوان) يموت، طالما تركنا حضرته قاعد يتسلى بقزقزة وتفتفة تُراثنا الدرامي إللي مالوش صاحب!

(5)
هُنا محطة كامب شيزار.. وافانا مندوبنا إللي في قِسم اللَّبَّان، أن العصابات إياها خطفت (توحة) الصبَّان، والمدعوة (جمالات)، والمدعوة (إحسان)، والمدعوة (فتكات)، و(دلال) بنت (أم زيدان)!

هذا هو الاختفاء القسري باختصار.. وسلم لنا بقى على الترماي، وإذا لم تجده، سلِّم على (البرادعي)، فلا فارق بينهما!
الجريدة الرسمية