رئيس التحرير
عصام كامل

خان الخليلى.. ركود سياحى وأصحاب بازارات مهددون بالإفلاس

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد ركود السياحة في مصر  وتسببه فى كساد تجارى لأصحاب الحرف والصناعات، أوشك أصحاب محلات البازارات والتحف والنحاس بحى خان الخليلى أقدم أسواق الشرق علي إشهار إفلاسهم نتيجة عزوف الأجانب علي الشراء .

"فيتو" تجول داخل الحى العريق والتقى محمد بدر , 43 عاما يملك بازارا بخان الخليلي ،فرصد معاناة أصحاب المحال التجارية اعقاب الثورة من زيادة في فواتير الكهرباء وخلافه, مضيفا ان ضيق الحال وصل الى حد انهم اصبحوا  غير قادرين علي دفع ايجار محلاتهم ، متذكرا أيام  "العز"، قائلا: " كان مكسب اليوم الواحد أكثر من خمسة آلاف جنيه وربما اكثر  .

وأكد انه فكر كثيرا في تغيير النشاط او تصفية تجارته الا انه تراجع عن الفكرة لأنه لا يعرف عملا غيرها فهو ورثها عن جدود الجدود .

وقال ان سبب عدم نزول الزبائن للشراء هو وضع الاقتصاد السيء الذي نعاني منه ،مضيفا ان السائحين الذين يزورون مصر حاليا هم فقراء الدول الأجنبية الذين يفوزون برحلات زيارة الي مصر .

ويضيف محمد حسين "صاحب بازار" ان معظم اصحاب البازارات يعانون من غياب وندرة السياح الوافدين على المكان، الذي يعد من أهم المناطق الأثرية الجاذبة للسياحة بالعاصمة, وأرجع الأمر إلى انتشار البلطجة بحى خان الخليلى، مشيرا إلى أن رواج تجارة المخدرات بالمنطقة تسبب في هروب السياح في ظل التواجد الامني غير الكافى.

كما نوه إلى الضرائب المتراكمة عليهم و التي أدت لحدوث حالة من الكساد العام , مضيفا ان أصحاب المحلات والعاملين بها قاموا بقطع الطريق أمام جامع الأزهر للمطالبة برجوع الأمن، حتي تعود الزبائن للمكان مرة اخري .

ويقول محمد فوزي صاحب محل نحاس بخان الخليلي, ان عزوف الناس عن شراء النحاس في منازلهم وأن الأمر أصبح مقتصرا علي وضعه كفلكلور للزينة فقط ، وان التعامل اصبح فقط مع الشغوفين بشراء واقتناء هذه الأشياء ، وهذا بالنسبة للنحاس القديم ، لان النحاس الجديد متوفر كثيرا والزبائن تهوي النحاس القديم ومن هذه المنتجات ما يعتبر ذكرى فقط، وهو غير مبتكر فى صناعته ولكن هناك بعض المنتجات التى أصبحت من التراث النادر مثل إبريق نحاس وطبق غسيل الأيدى وأحجام الأوانى والصوانى العملاقة والتى تتسم ببعض الرسومات الزخرفية الجذابة التى تظهر فيها حرفية الصناعة القديمة مثل الكتابة العربى الإسلامى على الأوانى. 

 ويعتبر خان الخليلى اقدم اسواق الشرق واكثرهم عراقة حيث يصل عمر خان الخليلى الى اكثر من 600 عام، منذ عصر المماليك ، ويرجع نسب خان الخليلى الى جركس الخليلى وهو احد امراء المماليك وهو كان كبير التجار فى عصر السلطان برقوق عام 1400 م وتجار مدينة الخليل الفلسطينية الذين هاجروا الى تلك المنطقة واقاموا تجارة واسعة فيها. وتم بناء خان الخليلى فوق مقابر الخلفاء الفاطميين، حيث امر الخليلى بان يتم نقل المقابر الى مكان آخر وأمر بتأسيس خان الخليلى.

 

الجريدة الرسمية