رئيس التحرير
عصام كامل

بس يا سيدي.. وراحوا منزلينهم مَلط!


قال أحد نُشطاء الغبرة ممَن تُثار حولهم شكوك من النوع إياه لا مؤاخذة، إنه كان يتمنى التواجُد في فرنسا هذه الأيام السعيدة، قال إنه كان على استعداد لإعلان مسئوليته عن الأعمال الإرهابية في باريس مُقابل أن الشُرطة هناك تداهم منزله، وتقبُض عليه، وتسحبه بلبوص في الشارع، "يااااااه حلم العُمر يا جدع"، كما أكَّد لأصدقائه في لحظة صفا، أو لحظة دفا إن شئنا الدقة!


قال أيضًا إن الشرطة في مصر ماعندهاش إحساس، وإن المُنحرفين في هذا الجهاز ينصب مُعظم اهتمامهم على النساء فحسب إذا فكَّروا في التحرُّش، مؤكدًا أن لحضرته ولأمثاله حقوقًا ينبغي مُراعاتها عند الاشتباه أو التفتيش أو الاقتحام أو إلقاء القبض، ومن ضمنها أنه ينزل مَلط في الشارع علشان مانكونش أقل من الدول المُتقدمة زي فرنسا، ومُنددًا بسياسة شُرطة الآداب عندنا في اقتياد الناس من بيوت الدعارة ملفوفين في الملايات، على أساس أن هذا سياق مُتصِل!

لا أحب اتهام الناس بالباطل، لكن ناشطنا المذكور معروف بميوله الهباب هذه، وهو فنان مُمثل من حقه يميل على الجنب أو الوِش إللي يريَّحه، وقد أعلن عن هذا بشكل واضح وصريح عبر عدة مُناسبات كان أهمها دعمه - بشكل رسمي وعلني - لزواج المثليين، وزواج المثليين لمَن لا يعرف هو إن راجل لا مؤاخذة يتجوِّز لا مؤاخذة راجل زيّه، بالبلدي شواذ يعني، بس مش جمع شوز مع أنها تمشي برضو، وبالتالي فالموضوع مش شُبهات ولا اتهامات بشكل جُزافي، لكن هو اختار لنفسه أن يكون هكذا، يعني ماجبناش حاجة من عندنا!

وفي سياق بذات الاتصال، فقد تدخَّل شايب الكوتشينة عبر حسابه على تويتر، وقال كلمتين فيهم الخُلاصة فيما لا يزيد عن 140 حرفًا، حسب قوانين الموقع الشهير، مُطالبًا المُجتمع الدولي بالتدخُل لنزع بنطلونات الدمار الشامل في مصر!

وكان شايب الكوتشينة قد فكَّر في كتابة تويتة، تؤكد أن ما يسري على بلاد برَّه في فرنسا والعالم المُتقدم لا يُمكن أن يسري على بلاد جوَّه في العالم إللي زي أمثالنا، لكنه تراجع لثلاثة أسباب، أولها أن الموضوع كان يحتاج لأكثر من 140 حرفا، ولم يجد اسمها أيه إللي بتكتب له، وماكانش معاه رصيد فماعرفش يتصل باسمه أيه إللي بيمليه إللي بيكتبه، خصوصًا أن الاتصال دولي، كون ده في فيينا وده في القاهرة والناس!

السبب الثاني كان رغبة شايب الكوتشينة في أنه مايزعَّلش حبيبه والعياذ بالله من ده حُب، المُمثل المذكور في بداية المقال؛ إذ كيف يُصادر حقه في حاجة هو مشتاق لها، وقد شعُر بالظمأ لدرجة أنه شرقان علشان الموضوع ده يتطبَّق في مصر، والشرطة تجيبه وتنزله كدة بلبوص زي بتوع فرنسا، وهذا أقصى مُناه كما قال لمَن حوله، والحقيقة فإن حوله كتير، ومع ذلك ما لهم ولا تأثير، وإلا ماكانش بَص على بلاد برَّه بالشراهة دي!

ثالث الأسباب هو أن بعض الناصحين قدَّموا رأيهم لشايب الكوتشينة، مؤكدين له أن تويتاته القديمة (مالهاش دعوة بجمع شوز برضو أو مش بعيد يكون ليها دعوة) مُسجلة ومحسوبة عليه، قوم لو فكَّر يكتب النهارده أن إللي يسري على بلاد برَّه لا يُمكن يسري على بلاد جوَّه، فهيلاقي ألف تويتة حاملين توقيعه ناطين له لا مؤاخذة في قفاه من ألف فاعل خير، وهو بيطالب عبرهم كُلُّهم بأننا نبقى زي بلاد برَّه، وفي هذا تناقُض وكذب ليس بجديد على حضرته، فالشيء من مأتاه لا يُستغرَب على رأي المثل، وربنا يستُر ومايطلعش الفنان إياه يمسك في مأتاه والشيء ده، إحنا قصدنا على التصرُّف على فكرة مش على حاجة تانية، اهدى شويَّة يا عم (خ) ربنا يهدَّك!
الجريدة الرسمية