رئيس التحرير
عصام كامل

«حق الشهيد».. أكتوبر جديدة في سيناء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بعد 42 عامًا من عبور جنودنا البواسل لخط بارليف في السادس من أكتوبر من عام 1973، وتكبيد العدو الصهيوني خسائر فادحة، طهرت على إثرها أرض سيناء الحبيبة من المحتل، عادت القوات المسلحة من جديد لتحيي في ذاكرة الملايين نشوة هذا النصر العظيم من خلال عملياتها لاقتلاع جذور الإرهاب من أرض الفيروز في العملية العسكرية التي أطلق عليها «حق الشهيد»، ليصبح لدى المصريين انتصاران سجل فيهما أبطالنا أسماءهم بحروف من ذهب في سجل بطولات التاريخ.


في أكتوبر 73 نجحت القوات المسلحة في تطهير سيناء من الاحتلال الاسرائيلى بأقل الإمكانيات وعرف الجميع وقتها قيمة الجندى المصرى وأظهرت كل الأسلحة المصرية قواتها وتم رصد مواقع العدو الاسرائيلى وكانت الضربة الجوية هي العامل الأقوى في تلك الحرب التي عرفت بالحرب النظامية، المعلنة، التي قادتها القوات المسلحة المصرية حتى صدور قرار وقف إطلاق النار.

عملية «حق الشهيد» بدأت في الأسبوع الثانى من سبتمبر الماضى من شهر، واستمرت المرحلة الأولى منها لمدة 15 يومًا وضع خلالها رجال القوات المسلحة البواسل تطهير بقعة غالية من أرض الوطن من براثن الإرهاب الأسود، نصب أعينهم، وتمكنوا من السيطرة الكاملة على الأفرع الرئيسية بالشيخ زويد ورفع والعريش، والقضاء على شبكة واسعة من الملاجئ ومخازن الأسلحة والذخائر والمتفجرات التي تستخدمها العناصر الإرهابية.

" حق الشهيد " هي صورة حية لقوة وجدارة المقاتل المصرى الذي أثبت أنه لا يقهر على مدى السنين، والتي لا تختلف عن حرب الكتوبر المجيدة سوى أنها حرب تتعامل خلالها القوات مع عصابات وأفراد مندسين بين الأنفاق والعشش والأوكار وبين المواطنين السلميين مدعومين من الخارج، إلا أن القوات المسلحة المصرية استطاعت أن تواجه هذه الجماعات على مدى الثلاث سنوات الماضية حتى جاء موعد إعلان عملية حق الشهيد في 7 سبتمبر الماضى والتي عرفت بـ" أكبر وأضخم عملية عسكرية على الإرهابيين بثلاث مدن بشمال سيناء " رفح، الشيخ زويد، والعريش" وقامت قوات التدخل السريع التابعة للقوات المسلحة بتحقيق ضربات ناجحة وقوية ضد تلك العناصر داخل جحورهم والأوكار التي يتجمعون بها إلى جانب تدمير مخازن السلاح والوقود والعشش وتدمير سياراتهم ودراجاتهم البخارية التي يستخدمونها في عمليتهم ضد القوات المسلحة.

"الإعداد للعملية"
تم التحضير لها منذ عدة أشهر وعرفت بالأضخم عسكريا خلال العمليات التي تمت بسيناء من أجل فرض السيطرة الكاملة والبحث عن العناصر الإرهابية داخل كلبقاع سيناء وفى الجبال والأنفاق والتعامل الفورى معهم.

وزار الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، القوات المشاركة بتلك العمليات أكثر من مرة خاصة التي عرفت "بقوات التدخل السريع" شاهدوا خلال الزيارات الاستعدادات الكاملة للعملية والتدريبات المكثفة والجديدة التي تدربت عليها القوات بالتعاون مع قوات الشرطة المدنية لمواجهة الإرهابيين في المناطق المختلفة.

" التدريبات "
وشملت التدريبات العسكرية للقوات أنشطة غير نمطية، نفذتها المجموعات القتالية بمشاركة الافرع الرئيسية بالقوات المسلحة والتي قدمت دعما في التشكيلات البرية للقوات بسيناء، وخلال عرض معدلات الأداء تم تنفيذ مهارات تكتيكية عالية، وإجراءات الفك والتركيب وصيانة الأسلحة والمعدات ميدانيا، وبيانًا عمليا للتدريب على تحركات الأفراد والمركبات لاتخاذ أوضاعها، والبدء في تنفيذ أي مهمة تكلف بها لمداهمة البؤر الإرهابية في المناطق الجبلية والصحراء وتطهيرها وتأمينها باستخدام مركبات القتال المدرعة.

" القوات المشاركة "
وخلال العملية العسكرية ساهمت القوات الجوية بصورة كبيرة خلال "حق الشهيد" بصورة دورية من خلال مروحيات الأباتشى الهجومية وطائرات المراقبة والاستطلاع لمتابع ورصد إمكان وأوضاع الإرهابيين وكانت أيضا غطاء داعما للقوات خلال العملية العسكرية وساهمت القوات البحرية في تأمين السواحل بسيناء بصورة دورية وإحكام السيطرة عليها وتفتيش مراكب الصيد من خلال الاستعدادات والتدريبات التي تمت على أعلى مستوى وفى إطار خطة التأمين الحيوية تم تأمين منصات الغاز والبترول الموجودة في مياه البحر المتوسط.

" نتائج المرحلة الأولى "
وخلال عملية حق الشهيد التي اطلق عليها " أكبر عملية عسكرية بسيناء"، تمكنت القوات المسلحة من القضاء على ما يقرب من 560 إرهابيا وتم ضبط 640 من المطلوبين أمنيا والمشتبه فيهم، وتفكيك 480 عبوة ناسفة وحرق 620 مقرا ووكرا للإرهابيين إلى جانب تدمير العشرات من العربات ذات دفع رباعى، نصف نقل، ملاكى وأيضا حرق ما يقرب من 255 دراجة نارية يستخدمها الإرهابيون خلال عملياتهم، بالإضافة إلى حرق عدد كبير من العشش والأوكار.
واستطاعت القوات النسلحة في سيناء من القضاء على مخازن العبوات الناسفة والمواد المتفجرة إلى جان تدمير 66 خندقا استخدمها الإرهابيون في عمليات الهروب.

" المرحلة الثانية للعملية "
أما عن أهداف العملية أعلنت القوات المسلحة أنه تم تحقيق الأهداف الرئيسية للمرحلة الأولى من العملية ( حق الشهيد ) وأنها مستمرة في تنفيذ المرحلة الثانية بهدف تهيئة الظروف المناسبة لبدء أعمال التنمية بسيناء عن طريق مواصلة التعاون مع الشرطة المدنية لإحكام وفرض السيطرة الأمنية الكاملة على مدن ( رفح - الشيخ زويد- العريش ) والاستعداد العالى للتعامل الفورى والحاسم مع أي مصدر للتهديد أو عدائيات تمس أمن وسلامة المواطن السيناوى، التأمين الشامل لكافة المرافق والأهداف الحيوية بمدن ( رفح- الشيخ زويد- العريش ) والطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إليها، إلى جانب تقديم كل أوجه الرعاية الصحية والغذائية والاجتماعية لأهالينا من شعب سيناء.

وأطلق القوات المسلحة " اسم حق الشهيد " على تلك العمليات ردا للجميل والتزاما بعهدها على رد حقوق الشهداء المصريين الذي حرروا أرض مصر بدمائهم بسبب العمليات التي نفذها التابعين للجماعات الإرهابية، وتقدير لشهداء مصر الأبرار الذين يعتبرون بمثابة الفخر والعزة لأغلى شهادة ينالها المؤمن للدفاع عن شعبه ووطنه الغالى ضد قوى الظلام والشر والتطرف.
الجريدة الرسمية