رئيس التحرير
عصام كامل

عمر الأبرش.. بطل حرب تحرير الجولان «بروفايل»

فيتو

لا يمكن إنكار الدور السوري في حرب أكتوبر 1973، وجبهة الحرب التي اندلعت في هضبة الجولان بين سوريا وإسرائيل، التي أظهر فيها السوريون جنودا وقادة بسالة لا تقل عن المصريين، ومن بين الأسماء السورية اللامعة في حرب أكتوبر المجيدة اللواء عمر الأبرش.


معارك طاحنة

«الأبرش».. كان قائد الفرقة السابعة مدرعات، الذي استشهد في معارك طاحنة بالدبابات في كفر نفاخ في الجولان، في ثالث أيام حرب أكتوبر المجيدة.

قاد اللواء الأبرش الهجوم في حرب أكتوبر، واستطاع استعادة معظم أراضي الجولان، ووصل إلى بحيرة طبرية.

جسر بنات يعقوب

الشهيد الأبرش وصل بفرقته السابعة لحدود جسر بنات يعقوب، بعد 48 ساعة من القتال الشرس المتواصل في 8 أكتوبر 1973، أي أنه عبر الجولان كاملًا، ووصل لحدود فلسطين بمقاتليه. 

بدأ السوريون الهجوم بقصف مدفعي، إلا أنهم فشلوا في تحريك دباباتهم عبر الخندق المضاد للدبابات، إلا أنهم تمكنوا من اختراق الدفاعات الإسرائيلية في الليل بمساعدة أجهزة الرؤية الليلية.

في الصباح التالي، شن السوريون هجومًا ثانيًا، وفي إحدى لحظات الالتحام وجدت 40 دبابة إسرائيلية نفسها تواجه نحو 500 دبابة سورية.

معركة تل المخافي

وقاد «الأبرش» معركة تل المخافي، وهو الاسم الذي يطلق على منطقة في مرتفعات الجولان بعد أن أصبحت موقعًا لمعركة رئيسية في الحرب، ففي السادس من أكتوبر 1973، هاجمت الفرقة السابعة مشاة السورية تحت قيادته اللواء السابع المدرع الإسرائيلي في المنطقة بين جبل حرمونيت وحافة جنوبية تعرف باسم "تل المخافي" بالعربية و"Booster" في إسرائيل.

وفي اليوم الرابع، تلقى اللواء السابع المدرع الإسرائيلي، تعزيزات عندما فقد نحو 12 دبابة ونفذت ذخيرته، تقهقر السوريون لأسباب ما زالت موضع جدال، المؤرخ العسكري الإسرائيلي مارتن ڤان كرڤلد، قال إن إسرائيل هددت سوريا بهجوم نووي.

رواية الانتحار

وهناك رواية سورية تقول إن «الأبرش» اغتيل بأمر من الرئيس السوري حافظ الأسد.

وحسب الرواية، فإن الجيش السوري نجح عام 1973، في تحرير كامل الجولان ومرتفعات جبل الشيخ، ووصلت القوات السورية إلى بحيرة طبريا، ولكن رئيس الجمهورية السورية حينها حافظ الأسد، اتصل بقائد الحملة السورية العميد عمر الأبرش، وطلب منه العودة فورا إلى حدود الاحتلال السابق، فرفض الأبرش الانصياع للأوامر المذكورة، فقام ضابط علوي من أنصار الأسد بقتل العميد الأبرش، واستلم قيادة الجيش وعاد به إلى حدود الاحتلال الحالية، وقامت وزارة الدفاع الأسدية بإعلان أن العميد عمر الأبرش قد انتحر.

الاعتقال والتعذيب

لم يكن دوره في حرب أكتوبر المجيدة فقط هو الذي حفر اسمه في قلوب السوريين، بل كان لمواقفه الحاسمة من الاستعمار الأجنبي أثر طيب في نفوس أبناء وطنه.

ناهض الانتداب الفرنسي على سوريا، وتصدى بكل ما يملك من عزم وإيمان، ويقول السوريون إنه بعد أن خطب خطبته الشهيرة في الجامع الكبير ببلدة "المعرة" عقب صلاة الجمعة، وحث فيها المستمعين على الصمود للمستعمرين ومقاومتهم بعناد وضراوة، اعتقلته السلطات الفرنسية ونقلته إلى السجن العسكري في "حلب"؛ حيث لاقى أشد أنواع التعذيب والإرهاب. 

وسيق مكبلًا بالحديد إلى المحكمة العسكرية، فحكمت عليه بالإعدام، ولصغر سنه أُنزل الحكم إلى السجن والنفي خارج البلاد مدة عشرين عامًا، وأدخل السجن الملكي في "حلب".

لم يمكث «الأبرش» في السجن طويلًا، فما أن صدر قرار العفو عمن بقي من معتقلي السجن الملكي على قيد الحياة، حتى عاد إلى ساحة القتال.
الجريدة الرسمية