رئيس التحرير
عصام كامل

النووية والشمسية


"هو الذي جعل الشمس ضياءَ"، الشمس نجم ساطع متوهج ومصدر الضوء والحرارة للمجموعة الشمسية، التي يعيش عليها الإنسان وكل الكائنات الحية Homo Sapiens.. الشمس هي الأم التي تحتضن الأولاد، أي كل كواكب المجموعة الشمسية بجاذبيتها الجبارة، وبأنها مصدر الطاقة والحرارة لهم جميعا، وبدونها لا تقم الحياة على الأرض لكل الخلائق من إنسان وحيوان وطير وأشجار ونبات وما إلى ذلك..


الشمس التي هي مصدر الطاقة الحرارية والضوئية والإشعاعية، عبارة عن انفجارات ذرية متواصلة ومتجددة أبد الدهر إلى "مستقر لها"، وذلك "تقدير العزيز العليم"، وفكر الإنسان في أن يستفيد من هذه الطاقة الشمسية، وأن يحولها إلى طاقة يستخدمها في حياته اليومية، أي إلى طاقة كهربائية لزوم الدفء والضوء وإعداد الطعام وما إلى ذلك من متطلبات المعيشة.. فالطاقة الشمسية هي تحويل الطاقة الحرارية الشمسية إلى كهرباء.

وحيث إن الطاقة لا تستحدث مثل المادة والدفع الحركي فيمكن تحويلها من حالة إلى أخرى.. وهذا ما يقوم به العلماء والمهندسون.. يتركون أشعة الشمس تسقط على ألواح خاصة تعكس الأشعة أو تمتصها.. ففي الحالة الأولى تنعكس أشعة الشمس الحارقة على مياه لتصل إلى درجة الغليان ويتحرك البخار لإدارة توربينات تولد الكهرباء، وفي الحالة الأخرى تسقط الأشعة على خلايا تمتص الحرارة التي بدورها تحولها إلى كهرباء خلال أجهزة خاصة.. واستخدام الطاقة الشمسية ما زال في البداية، ويتحسس طريقه، ويلزمه شمس ساطعة كلما أمكن ومساحات كبيرة لنشر الألواح مثل الصحراء وما أكثرها عندنا، ولكن تكلفته عالية، وأغلب الأمر أنها ستنخفض مع التطور في التكنولوجيا، وقد اقترح أن يلزم كل بناء جديد أن يوفر جهاز طاقة شمسية، وأن يكون هناك تشجيع مادي ومعنوي لمن يلتزم، وأن نأخذ الأمر بجدية فعلا.

وأما الطاقة الذرية أو النووية فهي استغلال الطاقة الحركية والحرارية الهائلة الناتجة من الانشطار النووي؛ لتسخين المياه للغليان، ويقوم بخار الماء بتحريك مراوح التوربينات لتدور تحول الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية.. والطاقة النووية هي أرخص أنواع الطاقة على الإطلاق، خصوصا في المدى الطويل، لكن تكلفتها المبدئية عالية، وتوجد دول لها باع كبير وخبرات وعلماء ومهندسون، ونستطيع أن نستفيد من هذه الدول..

يجب ألا نخشى من المفاعلات الذرية واحتياطات الأمان التي أصبحت أكثر أمنا مع تطور التكنولوجيا.. ولا مانع من أن ننتج الذرية ولسنا أقل من بني صهيون، وهذه ميزة أن يكون لدينا إمكانية لإنتاج سلاح ردع، وعلينا أن نبدأ من الآن في تدريب كوادر، وأقترح أن تقوم جامعة زويل بهذه المسئولية فورا وكفى كلام.. وأقول لمن يفاضل بين النووية والشمسية إننا في حاجة إلى الاثنين معًا.. مصر يجب ألا تتأخر أكثر من هذا ولا ننسى النانو أيضا.
الجريدة الرسمية