رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكري وفاته: "إدوارد سعيد" أنصف وطنه من المستشرقين

الناقد الفلسطيني-
الناقد الفلسطيني- إدوارد وديع سعيد

تحل اليوم الذكري التاسعة للناقد الفلسطيني "إدوارد وديع سعيد" الذي ولد بالقدس في 1نوفمبر 1935، وتوفي في 25 سبتمبر عام 2003، وهو مُنظر أدبي فلسطيني، وحامل للجنسية الأمريكية.

وعمل إدوارد أستاذاً جامعيا للغة الإنجليزية، والأدب المقارن في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية, وكان أيضاً من الشخصيات المؤسسة لدراسات ما بعد الكولونيالية, كما كان مدافعا عن حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، وقد وصفه "روبرت فيسك" بأنه أكثر صوت فعال في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

ومن أبرز ما قام به إدوارد أنه تصدي للاستشراق, وقد عُرف إدوارد بشكل كبير بفضل وصفه ونقده الاستشراق.

وقد بدأ في كتابة مؤلفه "الاستشراق في الفترة مابين 1975-1976" عندما كان يعمل أستاذاً زائراً في جامعة ستانفورد, وقد وصف الاستشراق بعدم الدقة، وتشكيل فكرته على أسس الفكر الغربي تجاه الشرق.

وقد علق في أشهر كتبه علي الاستشراق بأنه "تحيز مستمر وماكر من دول مركز أوروبا تجاه الشعوب العربية الإسلامية".

وكان يرى الاستشراق بصورة أعم من صورة المبحث الأكاديمي، بل هو تقليد أكاديمي يقوم على التمييز المعرفي، والوجودي بين الشرق والغرب لتتطور هذه النظرة في أواخر القرن الثامن عشر، لتصبح أسلوباً في التعامل مع الشرق من أجل الهيمنة عليه.

وجادل إدوارد في أن الصور الرومانسية التقليدية الأوروبية تجاه ثقافة آسيا عموماً، والشرق الأوسط خصوصاً، ما كانت إلا تبريراً للطموحات الاستعمارية الإمبريالية لدول أوروبا والولايات المتحدة.

كما ندد في ذات الوقت بممارسة النخب العربية التي حاولت استيعاب، واستبطان الأفكار الاستشراقية الأمريكية والبريطانية.

كان "إدوارد سعيد" يؤكد في كتابه أن معظم الدراسات الأوروبية للحضارة الإسلامية كانت ذا منحى عقلاني غربي تهدف إلى تأكيد الذات بدلاً عن الدراسة الموضوعية.

كما بنى جدليته على أعمال جاك دريدا، و ميشيل فوكو، وعلى نقاد الاستشراق الأوائل أمثال عبد اللطيف الطيباوي، وأنور عبد الملك، ومكسيم رودنسون، وريتشارد، ويليام ساوثرن.

واعتبر أن الدراسات الغربية للشرق تقع في موقع الشك ولا يمكن الأخذ بها على الإطلاق، مضيفا أن تاريخ الحكم الاستعماري، والهيمنة السياسية للشرق من قبل أوروبا شوهت هذه الكتابات حتى كتابات المستشرقين ذوي النيات الحسنة، أو ذوي المعرفة الجيدة بالشرق.

ويلخص سعيد بأن الدارسيين الأوربيين قاموا بوصف الشرقيين بأنهم غير عقلانيين، وضعفاء ومخنثين، على عكس الشخصية الأوروبية العقلانية والقوية والرجولية.

ويعزي هذا التباين إلى الحاجة إلى خلق اختلاف بين الشرق، والغرب وهذا الاختلاق لا يمكن من تغيير جوهر الشرق.

 عندما نشر إدوارد سعيد كتابه كانت ما تزال حرب أكتوبر، وأزمة أوبك حديثة، ليشير سعيد أن هذا الخلل في النظرة إلى الشرق مازال مستمر في وسائل الإعلام الحديثة.

الجريدة الرسمية