رئيس التحرير
عصام كامل

عبده مشتاق.. والسياحة!!


مازلنا نعيش عصور الظلام السياسي التي يطلق عليها رؤساء الأحزاب وقادة الرأي "المراهقة السياسية" وعلماء الاجتماع يتعاملون مع معطياتها باعتبارها ظاهرة اجتماعية تؤثر بالسلب فى صناعة القرار السياسي أو بالأحرى كما يصفها خبراء استراتيجيون بأنها فوضى تخرج من رحم الحرية غير المسئولة اجتماعيًا وتشير بعض الدراسات السياسية إلى أن الحرية التي تؤثر سلبًا على حياة الشعوب والأفراد والجماعات والتي تعرف باسم "المطلقة" هي بمثابة وسيلة ضغط وتعد كارثة اجتماعية تؤدي إلى الانفجار السياسي في المجتمعات غير المؤهلة سياسيًا بل ترقى الشائعات أو الأقوال المرسلة التي يتم تداولها في مجتمعات عشوائية إلى الكارثة أيضًا تكون عواقبها وخيمة اقتصاديا وفكريا وسياسيا والديمقراطية التي تخرج من رحمها تؤثر فى حياة الشعوب أيضًا بالسلب.


ولا ينكر أحد أن السياحة باعتبارها صناعة حساسة "وبنت أكابر" إرهاصات وشائعات تخرج من قطاع السياحة عند تشكيل حكومة جديدة في مصر لأسباب قد تكون شخصية أو لتصفية حسابات ضد المرشح لمنصب الوزير، سماسرة تعاملت معهم مؤسسات الدولة تحت مزاعم كثيرة سببًا رئيسيًا في ظهور أسماء على قوائم المرشحين، الدفع بهم يضير ويخلق حالة من التردد والارتباك.

بل يصل الأمر إلى اتهام صانع القرار السياسي بعدم الاستجابة لرجل الشارع وهذه إشكالية أخرى تحتاج إلى حسم قد تصل إلى تجاوز كل المتغيرات السياسية والاجتماعية التي مرت على البلاد والعباد، فالمواطن "الغلبان" الذي يعيش في النجوع والقرى وأقاليم مصر لا يهتم بهؤلاء ولا يتأثر بما يطلق عليهم قادة الرأي لسبب بسيط أنه غير معني بتغيير حكومة أو تشكيل أخرى باعتباره مواطنًا لا تشغله سوى لقمة عيشه، خلاف ما يشغل الساسة والصفوة الذين يبحثون عن مناصب وكراسي في الحكومة.

رجل الشارع لا يأمل خيرًا منهم ولا يهتم بأحزابهم ولا تؤثر فيه الخطب "العنجهية" ولا أحاديث قادة الرأي في فضائيات تسوق لهم بل تخدم على أفكارهم، في مصر الآن كارثة اسمها "النخبة" سياسيًا يجوز التعامل معهم على طريقة "كوهين ينعي ولده ويصلح ساعات" وسياحيًا لا يجوز الإنصات لهؤلاء خوفًا على حال السياحة؛ لأن التعامل مع ترشيحاتهم ستكون على رأي المثل الشعبي "فلسنجي بنى له بيت طمعنجي سكن له فيه" وليست الكارثة في هؤلاء فقط باعتبارهم "إصلاحيين سياحيين" ولكن في مشروعهم الذي يمثل دائمًا مشروع "عبده مشتاق" الذي يجلس ينتظر أي متغير يحدث ليقتنصه ويزايد عليه، ولا يجد من يتصدى له خوفًا من الأقاويل والشائعات وهذا يسمى ابتزازًا سياسيًا، كان المرحوم مصطفى حسين يصطادهم في رسوماته الكاريكاتيرية بأخبار اليوم ويسخر منهم.

مات، وبقي هؤلاء "السوقة والدهماء" ليسخروا منا جميعًا، بل امتد نفوذهم من خلال بعض الأبواق الإعلامية إلى محاولة التأثير فينا، لكني أزعم أن كلماتهم لا تصل بعد حنجراتهم بربع متر، ويحذر علماء النفس من وجود هؤلاء في حياتنا لأن "المشرحة مش ناقصة"؛ لأن تلك الشائعات في ظل حالة الانحسار السياحي عند كل تغيير وزاري تسهم في تسويق إنجازات وهمية تثير بلبلة من أجل الدفع بعبده مشتاق للسياحة وزيرًا يلبي طلباتهم دون أي اعتبارات عامة.
الجريدة الرسمية