رئيس التحرير
عصام كامل

أيها الشعب السوري دماؤكم تنقذ وطنكم


ليس كل ما تراه العين هو الحقيقة، ولكن وراء هذه المسرحية الهزلية الكثير من التفاصيل المخفية بكل مهارة، إن المسرحية الدنيئة التي يلعبها الاتحاد الأوربي يدركها الكثير منا، ولكن هل يدركها شعب سوريا؟

من حق هذا الشعب التمتع بحياة هانئة طبيعية ومستقبل آمن لأطفالهم، ولكن هل هذا هو المستقبل الذي يحلمون به في أحضان الدول الأوربية؟.. منذ متى أصبحت قلوب الحكومات الأوربية ضعيفة وتتألم لفراق طفل عربي فارق الحياة ولنا في أطفال فلسطين ذكرى؟.. منذ متى تفتح أبوابهم لاحتواء شعوب عربية ولنا في شعب العراق وفلسطين ذكرى؟.. أيها الشعب السوري عودوا لبلادكم فداركم أولى بكم.

أدرك أن هذه الكلمات ستغضب الكثير مني، ولكني أدرك أيضًا أن المسرحية التي يلعبها الغرب ما هي إلا دور لسلب الأراضي السورية من الشعب السوري مثلما حدث في أرض فلسطين ومازال يحدث، سيرغمون الشعب على الرحيل ويغرونه بفرصة الحياة من جديد في أوربا، القارة المتحضرة المتفتحة (العجوز التي تبحث عن دم جديد يجدد شبابها ووظائفها وطاقاتها)، ستقدم للشعب السوري الحياة الآمنة وسيظل هذا الشعب مجرد لاجئ في هذه القارة، وفي المقابل ستستحوذ هي على أرضه الغالية (أرض سوريا)؛ لتقديمها على طبق من ذهب للمحتلة إسرائيل، فتفتح إسرائيل باقي الأراضي السورية على الجولان وتقوم بإنشاء المستوطنات بها.

لقد دمر المصريون حلمهم بضم سيناء لغزة، وبداية قيام حلم إسرائيل الكبرى، ولهذا كان البديل قد حان وهي سوريا وها هم يجلون الشعب السوري بكميات كبيرة حتى تتهيأ لهم الأرض ويرحل عنها الجماعات المرتزقة (داعش)، ليحل مكانها الجيش المحتل إسرائيل، وتنكس أعلام سوريا إلى الأبد وترفع أعلام إسرائيل.

لن يستطيع أحد إنقاذ سوريا غير شعبها، وقد حان الوقت لتقدم سوريا ملايين الشهداء حتى تسترد الأرض من جديد فالفرصة مازالت قائمة حتى الآن، لن أطلب منكم المحاربة تحت قيادة بشار الأسد، فجميعكم تكرهونه، ولكن أطلب منكم المحاربة تحت قيادة جيش سوريا، لقد ضرب لنا جيش سوريا أروع الأمثلة في حب الوطن والتضحية بالروح والجسد؛ للحفاظ على أرضه، فهل الشعب السوري ما زال لديه هذه الروح الوطنية أم اندثرت مع كثرة الترحال؟

أدرك أن الرجوع إلى سوريا هو أصعب الاختيارات لدى الشعب السوري، ولكنه أهمها؛ حتى لا تفقدوا هويتكم وجنسيتكم وأرضكم فتتحولون إلى شعب ضاع وطنه، وما تبقى منه هو مجرد باسبور، عودوا إلى سوريا حتى لا تتحول من بلد يعترف به العالم إلى بقعة أرض لا تتجاوز الكيلومترات، تحاول باستماتة انتزاع اعتراف دولي بوجودها، عودوا إلى أرضكم رغم المرارة ورغم التضحية، فلن تكون تضحيتكم أسمى من الشعوب التي سبقتكم لتحافظ على أرضها ووطنها.

لقد انهارت العراق ولكنها مازالت العراق؛ لأن الأغلبية بها ما زال يعيش على أرضه ولن يتركها، ولقد انهارت بلدي مصر ولكنها مازالت مصر؛ لأننا لن نرحل منها حتى إذا تم دفننا أحياء تحت ترابها، لن تموت الأوطان مادام الشعب يرويها بدمائه.
الجريدة الرسمية