رئيس التحرير
عصام كامل

«الكلافين» خارج السيطرة بـ«القليوبية»

مبني محافظة القليوبية
مبني محافظة القليوبية

نالت محافظة القليوبية نصيبها من البؤر الإجرامية أو ما يعرف بقوى الشر، مثلها مثل باقى المحافظات، وبالرغم من الضربات الأمنية المتلاحقة التي توجهها الأجهزة الأمنية لتلك المناطق، ما زالت هناك مناطق تشهد تجارة علنية للمخدرات والأسلحة، منها الخانكة والعريضة بطوخ وأبو الغيط بالقناطر الخيرية.


وتتمركز في تلك المناطق، عصابات لها أصول عميقة في الإجرام وعدد من المجرمين الذين يهددون بعض رجال الشرطة في حالة القبض عليهم، بالانتحار والصاق التهمة بالأمن.

السرقة بالإكراه
تنتشر السرقة بالإكراه في زاوية النجار التابعة لمدينة قليوب، وتشكل هذه القرية خطرا على المارين بها، وتقع بهذه المنطقة العديد من جرائم سرقة السيارات تحت تهديد السلاح.

ويشير المسئولون الأمنيون بالمحافظة، إلى أنه رغم الضربات الأمنية المتلاحقة، لم تتم السيطرة على المجرمين الموجودين بها.

تجارة السلاح
كما تنتشر تجارة السلاح في عزبة الكلافين التابعة لقرية ميت العطار بمركز بنها، التي تروج بها تجارة جميع أنواع السلاح، وكان يستخدمها الأهالي في الشجار بين العائلات والثأر وما شابه ذلك، كما تأوى المنطقة الكثير من الخارجين على القانون وتحولت إلى بؤرة إجرامية خطرة.

والسبب الرئيسى في انتشار الإجرام في تلك المنطقة، يرجع إلى عشرين عاما سابقة، عندما كانت سيدة ترش المياه في الشوارع فنالت من رجل مسن يسمى البربري، واتسخت ملابسه فغضب ابنه واعتدى على السيدة بسكينة، وطعنها عدة طعنات متفرقة أودت بحياتها.

وكانت تلك السيدة «حامل»، وعلى إثرها بدأ مسلسل الثأر في المنطقة، وردت عائلة السيدة بقتل 4 من العائلة الأخرى واستمر مسلسل الثأر، وبعدها انتقل البربرى إلى الجبال وجعل المنطقة تعيش في رعب كبير، ومنع الطعام والشراب عن عائلة السيدة لفترة وجعلهم يعيشون في رعب، وبعدها دخل تجار السلاح والخارجون على القانون.

وظلت عزبة الكلافين حصنا منيعا لتجار السلاح، إلى أن حدثت مواجهة وحرب عنيفة وشرسة بين الأمن والمجرمين لأول مرة في أبريل الماضي، تزعمها اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق، وحدث تبادل لإطلاق النار بين الشرطة والمسجلين، وعلى إثره تم تصفية عدد من المسجلين خطر والقبض على عدد من العناصر الإجرامية وتطهير المنطقة، وأصبحت بعدها تجارة السلاح تتم على أضيق الحدود وسط تحذيرات من عودتها بقوة مرة أخرى مؤخرًا.

وأشار جمال أحمد، أحد سكان منطقة عزية الكلافين، إلى أن الأهالي كانوا يعيشون في رعب؛ خوفا من سيطرة كبار البلطجية وكبار العائلات على المنطقة، إلى أن شنت وزارة الداخلية الحملة الأمنية وطهرت المنطقة من معتادى الإجرام.

الخارجون على القانون
وفى مجال الخارجين على القانون وأعمال البلطجة وتجارة السلاح، تجد قرية العريضة التابعة لمركز طوخ التي يوجد بها العديد من البلطجية والمسجلين خطر، وتروج بها تجارة المخدرات، وإن كانت الشهرة الأكبر لها بالسلاح والبلطجية، وتمثل خطرا ومصدرا للرعب على جميع القرى المجاورة لها. ويستأجر بعض المواطنين البلطجية منها؛ لتنفيذ أعمال العنف، ويخشى أصحاب الأعمال بالمحافظة من سطوة البلطجية بالقرية عليه فيشترون سكوتهم بمبلغ من المال شهريا؛ نظير حمايتهم وحماية تجارتهم وخوفا من بطشهم.

ومن أشهر الحوادث الإجرامية في قرية العريضة المشاجرة بين عائلة الترساوى وعزبة عيسى التابعة لنفس المركز.

ووقعت المشاجرة داخل أحد أكبر المولات الموجودة على طريق «القاهرة – الإسكندرية» الزراعي؛ بسبب الرغبة في تعيين أولادهم داخل المول، وأسفرت عن مصرع شخصين وإصابة 7 آخرين، وعاشت المنطقة في رعب عدة أيام؛ حتى عقدت قوات الأمن بمركز طوخ صلحًا بين الطرفين، 

وتم دفع 100 ألف جنيه للمصابين ومليون جنيه بأسر المقتولين، وتولى دفع المبالغ صاحب المول.

وداخل القرية تنتشر العائلات، وهو الأمر الذي يشبه النظام القبلي، فكل مكان له كبير وأكبر شخص في القرية هو «رواش» وهو رجل له العديد من الرجال، ويعقد جلسات عرفية للصلح ويخشى الجميع منه، ويحل المشكلات بين الأطراف ويجعل الطرفان يوقعان على إيصالات أمانة لحين حل مشاكلهم.

تجارة المخدرات
كما تشتهر قرية أبو الغيط بالقناطر الخيرية بتجارة الحشيش والبانجو والأفيون والسلاح وسرقات السيارات، وينضم إليها في نفس المركز عرب الحوالة، وبالرغم من أن عدد سكانها قليل، إلا أن بها الكثير من البؤر الإجرامية للقبائل العربية المشهورة بتجارة المخدرات والحشيش والأسلحة وكذلك القتل.

وتشتهر منطقة «الكتيب» بالخانكة، بجرائم السرقة بالإكراه للسيارت؛ وذلك بسبب طبيعة المنطقة الجبلية التي تسهل على المجرمين الاختباء بها، ولدى الكثير منهم طرقهم الخاصة للتخلص من السيارات وبيعها كقطع غيار.

كما تشتهر «الكتيب» بحوادث الاعتداء الجنسي، وخاصة على الأطفال، وهو ما يوضح الخلل الأمني الكبير في هذه المنطقة.
وأكد اللواء عرفة حمزة، مدير المباحث الجنائية بالقليوبية، أن تمركز القوات الأمنية ينتشر في المناطق التي لم يتم القضاء بها على كل العناصر الإجرامية، ومنها زاوية النجار وكوم السمن والجعافرة وكوم أشفين.
الجريدة الرسمية