السيسي.. وخارطة الطريق الاقتصادية
الإصلاح الاقتصادى لا يأتى بمعزل عن الإصلاح السياسي ونحن على أعتاب إكمال خارطة الطريق بإجراء انتخابات مجلس النواب، تسير مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيىسى بتطبيق خارطة طريق موازية ألا وهى خارطة الطريق الاقتصادية، بدأت بإنجاز مشروع قناة السويس في سنة واحدة بالإضافة إلى طرح المشروعات القائمة الآن والتي بدأ العمل بها، كما نجد الرئيس السيسي يقوم برحلات مكوكية سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى وفى يده مشاريع لفتح باب التعاون مع هذه البلاد وفى قلبه وفكره مصر الوطن ومصر الشعب ومصر التاريخ ومصر الحضارة بل والأهم مصر المستقبل، وقد تابعت باهتمام زيارته إلى بكين وهى خطوة هامة من خُطوات تطور العلاقات الإستراتيجية بين مصر والصين، وتابعت باهتمام حرص الرئيس السيسي على إبلاغ رسالة نحو خارطة الطريق الاقتصادية كان مضمونها أن مصر تملك وتستطيع؛ تملك الإرادة الجادة في ترسيخ علاقات اقتصادية إيجابية للبلدين وتستطيع تحقيق ذلك.
بل أراد أن يؤكد أن شعب مصر يملك إرادته ويُصر ويستطيع البناء والتعاون وفتح آفاق المستقبل، وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر دائما تحترم اتفاقياتها الدولية، فقد استطاع السيسي أن يضع مصر بهذا المنهج على الساحة الإقليمية والدولية خلال الفترة الماضية في إطار وضع خارطة طريق اقتصادية تبنى مصر؛ وفى كل رحلاته نجد التقدير والاحترام والتعاون من الجانب الآخر، ووجدنا في رحلاته الأخيرة الرغبة الصينية في تطوير العلاقات الإستراتيجية بل تطوير التعاون على جميع الأصعدة سواء العسكرية أو الاقتصادية بل العلاقات الثقافية أيضًا، لأن العلاقة الثقافية إنما هي ناتج طبيعى يولد من خلال العلاقات في المجالات الأخرى، ولعل التعاون الثقافى سيكون مثمرًا؛ لأن هناك تشابها بين حضارتى مصر والصين فهناك تشابه بين حضارة الشرق الأقصى والحضارة الفرعونية فكلاهما حضارة فيضية مرتبطة بالأنهار والزراعة، ووفرة موارد المياه وإطلالة كل من الحضارتين على مسطحات مائية كبيرة من البحار والمحيطات بالإضافة إلى عناصر تشابه أخرى كثيرة تجعل لهما أساسًا عريضًا للتعاون المثمر والبناء.
ووجدنا في آراء كبار مسئولى الصين رغبة لمشاركة الصين في مشروع تنمية منطقة قناة السويس واعتباره بمثابة ضرورة استرتيجية، معبرين عن مدى سعادتهم بسرعة المصريين في الإنجاز في حفر قناة السويس الجديدة، كذلك عبروا عن رغبتهم في المشاركة في المشاريع التنموية الوطنية لمصر كخطوة مكملة لقناة السويس الجديدة.
أن ذلك في اعتقادى ليس إلا رسالة قوية إلى العالم على الإرادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسي للبناء والتقدم والقدرة الحقيقية على تحقيق معجزات اقتصادية مع دول صديقة وأخرى قد انقطعت العلاقة بينها وبين مصر الفترة السابقة ليضع مصر على خارطة طريق اقتصادية تبنى الوطن وتحمل في طياتها بناء المستقبل لشعب له إرادة قوية يقف يقظًا للحفاظ على هويته وبناء مستقبله.
