رئيس التحرير
عصام كامل

«تفريعة».. «ترعة».. «طشت أم وجدي».. برضه هنفرح


فلينتحر المغرضون الكارهون لكل إضافة جديدة إلى ثوب مصر.
قافلة الناجحين تتقدم وتثير الغبار في وجه كل حاقد حاسد لا يرى من "الغربال"، لأن الله قد ران على قلبه، حتى طفح الـ "ران" على عينيه، فعُمّيت أبصارهم. فليقذف القافلة بالحجارة كل متهافت ساقط فاشل حاقد حاسد، فكل ذرة غبار تثيرها قالة النجاح سوف تعمي عيون الكارهين، وتصم آذان المحبين عن نباح الكلاب المسعورة.


فليتنابذ المتنابذون بالألقاب الوضيعة: "طشت"، "تفريعة"، "ترعة"، لكن أصحاب القلوب السليمة يسمونها "قناة" موازية، سوف تختصر زمن عبور السفن من 18 ساعة إلى 11 ساعة فقط، ما يسمح بمرور 79 سفينة يوميا بدلا من 29 سفينة حاليا، وذلك عام 2023، أي بعد ثمانية أعوام من اليوم، لترفع دخل القناة إلى 13.2 مليار دولار سنويا، بدلا من 1.3 مليار في العام المالي 2013/ 2014، أي بزيادة نسبتها 259 %، ولأن الشق الأول في هذه الفقرة قد تحقق، فيحق لي أن أؤمن بأن الشق الثاني المبني على الدراسات سوف يتحقق.

الشعب الذي تناحر يوم الدعوة للاكتتاب التاريخي، وسجل 64 مليار جنيه في ثمانية أيام، خرج اليوم للاحتفال بالـ "فتح العظيم" الذي سجله العالم في تاريخ الكون بدرجة "إنجاز خرافي".

36 كيلو متر حفر جاف، بكميات تبلغ 258 مليون متر مكعب من الرمال، أنجزتها 4500 معدة، و3 كتائب قوات مسلحة، إضافة إلى تكريك مائي بكميات حفر تبلغ 242 مليون متر مكعب أنجزتها 45 كراكة عملاقة، وكل ذلك في أقل من 365 يوما.

فليخسأ كل "نطع" ينظر إلى الشمس من "خرم إبرة"، وإذا لم تعجبه كلمة "نطع"، فليدير "الإبرة" ليخزق بها عينه اليسرى التي ينظر بها، ثم يكرر اللعبة على العين الثانية، ليصبح "مسخا" يليق بالحفرة التي هرول إليها، واستطاب النوم فيها، منذ 30 يونيو 2013.
قل ما تشاء في الخطط النظرية، وفي التنظير للمستقبل، فالأخير على الله دائما، وغالبا ما تعترض الخطط تحديات ربما لا تكون منظورة للمخططين ولا واضعي الإستراتيجيات. لكن حين ترى الشمس ساطعة، فتغمض عينيك عنها، أو تغيب قليلا فتنكر وجودها، إذن فأنت "عبيط"، لن تخسر سوى نفسك أمام نفسك.

منذ ولدت قبل 52 عاما، وأنا أسمع، وأقرأ، عن خطط خمسية، وعشرية، وعشرينية، وثلاثينية، ولم أر منها ما قد تحول من باب "التخطيط"، إلى قائمة "التنفيذ".

وحين أعلن رئيس البلاد رقم 7 بعد الملك فاروق، أن مصر ستشق قناة سويس جديدة في عام، وضعت يدي على قلبي، خوفا من أين يكون هناك صاحب "صباع كفتة جديد"، أو "نهر كونغو" آخر، قد ورط الرجل في تصريح "عنتري" جديد، يعرضنا مرة ثالثة لتهكم فريق الشماتة.

كان مصدر القلق عنصر التحدي في التوقيت (365 يوما فقط) ومنذ اليوم الذي أعلن فيه رئيس البلاد، أن الافتتاح سيكون في 6 /8 /2015، ساورني الشك في إمكانية التنفيذ، لذلك كنت أنام وأصحو على العداد التنازلي من عمري، ومن المهلة التي كانت تتسع بحجم ابتسامة السخرية على شفاه أبناء كتيبة الحقد، وبحجم "طشت الست أم وجدي غنيم".

وفي يوم العرس التاريخي بافتتاح "قناة السويس الجديدة"، لم أكن أتخيل أن "طشت الست أم وجدي بهذا الاتساع"، لكن اتضحت الحقيقة، وانكشفت الغمامة من على العيون، حتى ظهر فعلا أن "طشت الست أم وجدي يتسع لإغراق أبناء الكتيبة إياها"، إلا من أراد النجاة عن قناعة، آسفا متأسفا، ونادما على ما ارتكبه في حق نفسه ووطنه.
barghoty@yahoo.com
الجريدة الرسمية