رئيس التحرير
عصام كامل

بالأسماء.. رجال الإخوان الجدد في أمريكا..الجماعة تؤسس كيانين جديدين لاختراق المجتمع الأمريكي.. خلافات بين الكبار وجيل الشباب بعد رفض قانون مكافحة الإرهاب الأمريكي بولاية «بوسطن»

فيتو


بعد عدد من الإخفاقات التي واجهها الإخوان المسلمون في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا، وانكشاف قيادات الجليل الأول، قرر التنظيم الدولي الدفع بقيادات الجيل الجديد للجماعة، فكان ظهور كوادر الإخوان الجدد الذين تم الدفع بهم في منظمة "كير" في بوسطن.

ووفق ما ذكرته صحيفة "بوسطن جلوب" الأمريكية، فقد ظهرت قيادات الإخوان الجديدة داخل الجالية المسلمة المحلية، حيث نمت القيادات الإخوانية الشابة في أمريكا، على عكس العديد من الجماعات الأخرى المتواجدة هناك، حتى أن المحللين الأمريكيين يرجعون زيادة التنامي لكوادر الإخوان إلى تصاعد حدة التطرف في العالم الإسلامي، وجهود توظيف ذلك بالتركيز على المطالبة بحقوقهم واصفين أنفسهم بالجماعة المعتدلة والبديل للجماعات الإسلامية المتطرفة.
بوسطن جلوب أكدت قيام كوادر الإخوان من الجيل الجديد بإنشاء منظمتين جديدتين للحقوق المدنية في بوسطن، وهما "جامعة العدل الإسلامية" و"فرع ماساتشوستس لإحياء مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية"، فرع "كير".

وعاد فرع "كير" في ماسشوستس للعمل بعد إطلاق النار على مديرها أسامة رحيم، بعد نشره مقالا متعلق بمراقبة حقوق المسلمين، وكان يدور حوله تساؤل عما إذا كانت كير تعتبر بوسطن مجتمعا إسلاميا، وقد تم التعاقد مع "جون روبنز" لتولي منصب المدير التنفيذي لفرع "كير" ماساتشوستس، وورد اسم "يوسفي فالي"، المدير التنفيذي للجمعية الإسلامية في مركز بوسطن الثقافية، في المقال الذي نُشر حول مراقبة حقوق المسلمين، وذكروا أنه رفض التعاون في برنامج أوباما لمكافحة التطرف العنيف.
"بوسطن جلوب أكدت أن منظمة "جامعة العدل الإسلامية"، المرتبطة بالإخوان، حصلت على تمويل لبدء تكوينها من "صندوق فينشر للخدمة العامة بكلية القانون بجامعة "هارفارد"، معتبرين أن تمويل كير وفرعها الجديد في ماسشوستس يُعد لغزًا محيرا.

ومن قيادات الجيل الجديد، التي تقوم جماعة الإخوان في أمريكا بتصعيدها، "نديم مازن"، من قيادات الوسط، وعضو مجلس مدينة كامبريدج، ويقوم بحملة إسلامية ضخمة لتعليم المسليمن تنظيم مهارات الحملات السياسية.
ويحاول القادة الجدد إقامة ما يُعرف بالتضامن في المجتمعات الإسلامية المتنوعة داخل الولاية، وتطوير نفوذهم السياسي، عن طريق تنظيم القضايا المدنية والمشاركة في حملات لتولي المناصب عبر الحملات الانتخابية.
وفي ذلك الإطار عقد نديم مازن اجتماعه الأسبوعي في مكتبه حول التربية المدنية، فيما يُعرف بمصالح واهتمامات المدينة.
ويدير شباب الإخوان مجلس إدارة أكبر المساجد في بوسطن وكامبريدج، حيث لا تزيد أعمارهم على 30 عامًا.

وقد بدأ "نديم مازن"، يبلغ من العمر 31 عامًا، كرجل أعمال في مجلس مدينة كامبريدج، وقام بحملة إسلامية ضخمة لتعليم المجتمع المهارات السياسية لنشطاء الإخوان الشباب، وقام ببناء علاقات قوية بين جماعات المساجد والمدارس والمجتمع المحلي في كامبريدج، لتحقيق مصالحهم الخاصة، ولذا فهم يقدمون خدمات مجتمعية للأمريكيين.

أما يوسف فالي فيُعد أيقونة الإخوان في بوسطن، يدير أكبر مسجد في نيو انجلاند، والجمعية الإسلامية في بوسطن، والمركز الثقافي للمسلمين في روكسبري ببوسطن، ومهمته ليست فقط تعزيز مصالح الجماعة الخاصة، بل يطمح في المساعدة في حل أصعب المشاكل التي تواجه مجتمع بوسطن، للاستفادة من ذلك في تحقيق مصالح الإخوان.
أما "جون روبنز"، المدير التنفيذي الجديد لفرع ماساتشوستس لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، فهو جزء من حركة الشباب بين قيادات الإخوان المسلمين.

نشأ روبنز، 31 عامًا، في مدينة كانساس سيتي ميزوري، وتخرج في جامعة برينستون، ولفت روبنز الاهتمام في ربيع هذا العام، عندما عارض برنامج وزارة العدل الأمريكية لمكافحة التطرف، وقام بتقديم مجموعة من المبادرات التي يجري اختبارها في عدد من المدن، بما في ذلك بوسطن، وتهدف لتقديم موارد وتمويل للمجتمعات الإسلامية لمنع التطرف.
وفي أبريل الماضي، شارك روبنز في أول يوم وطني للدعوة الإسلامية في الكابيتول هيل، واجتمع مع أعضاء وفد الكونجرس بماستشوستس، خلال شهر رمضان الحالي، في احتفال منظمة "كير" باستئناف نشاطها في بوسطن، والتقى مع قادة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء المدينة.

ويرفض بعض من قيادات الإخوان القدامى في بوسطن ومنهم الدكتور عبد القادر أسمال، وجهة نظر وتعامل الجيل الجديد للقيادات في بوسطن، ويرى أن الخوف من الإخوان هو خوف من الإسلام، ويمثل في وجهة نظره خطرًا على المجتمع الأمريكي يفقده بعض الحقوق المدنية، كما يرى وجود فجوة بين الأجيال من الإخوان، وبدا ذلك واضحًا في وجهة نظرهم حول قانون مكافحة الإرهاب الذي قدمته وزارة العدل الأمريكية، فالشباب رفضوه بينما الجيل القديم قبله، بالرغم من عدم قضائة على الإرهاب.
وأكد المحللون في الشأن الإسلامي بأمريكا أن "جامعة العدل الإسلامية" تشكلت من أربعة نساء، ثلاث محاميات وطالبة بالدكتوراه، ونشأت للتعبير عن قلقها إزاء حماية الحقوق المدنية للمسلمين، خاصة المنتمين للإخوان، وسط تحقيقات الإرهاب ومبادرات الأمن الداخلي.
وقال أحد مؤسسي ومدير الجامعة شانون أروين، إن الجامعة تخطط لتشغيل الدورات التدريبية الخاصة بالحقوق، وتقديم المساعدة القانونية المجانية للإخوان، والدعوة ضد سياسات الأمن القومي، حيث يرون أنها غير ديمقراطية أو غير منصفة لهم.

وقد شارك "شانون أروين" في تأسيس "جامعة العدل الإسلامية"، وتطوع أروين للعمل جنبًا إلى جنب مع محامين الإخوان المسلمين الآخرين في توفير فرص الحصول على المشورة القانونية للإخوان، حيث شاركوا خلال التحقيق في تفجيرات ماراثون 2013، للدفاع عن الإخوان.

أما "فهيم سينها"، 21 عاما، وهو إحدى كوادر الإخوان من الجيل الجديد والمنظم الرئيسي لمجموعة "الجماهير المسلمة"، فهو يخطط لبناء مجتمعات ومؤسسات يشارك ويستثمر فيها جميع الإخوان والجماعات الموالية لهم في بوسطن.
وقامت منظمة كير بجمع مبلغ 530 ألفا و799 دولارا، خلال شهر رمضان، مدعية أنها تقدمها كمساعدات للعائلات الإسلامية الفقيرة.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية