رئيس التحرير
عصام كامل

«يا كحك العيد..يا إحنا».. بهجة لمة العيلة «قصة مصورة»

فيتو

كل من حضر "طقوس" عمل كحك العيد، الذي يتزامن مع الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، لا يمكن أن تمحى من ذاكرته تلك البهجة المصاحبة لذلك الفعل، والتي تظل عالقة بالذاكرة، مهما مر على المرء من أحداث.


صناعة الكحك
وارتبطت عملية صنع الكحك المنزلى، بالكثير من المشاعر المتضاربة، والفضول لمعرفة آلية تحضير العجين، والمكونات التي تمزج بدقة، حتى لا يضيع مجهود ساعات العمل الشاق، وتقطيع العجين إلى قطع صغيرة، تنقش على مهل، قبل أن يتم إخفاء ملامح أحدها، لصنع شكل طفولى، مما يجلب تأنيب الأمهات والجدات، اللاتى يعدن قطعة العجين تلك إلى صورتها التقليدية، ثم يقمن بوضعها في الصوانى الكبيرة، بجانب عشرات من الأشكال الدائرية للكحك، المنقوش بدقة.

تذوق الكحك
قبل أن يتم وضع الصوانى في الفرن، سواء البدائى، الذي كاد أن يختفى من الريف المصرى، أو الفرن الحديث، الملحق بالبوتاجاز، بالنسبة لسكان المدن، لتبدأ بذلك مرحلة أخرى من الانتظار، بصبر نافد، وسؤال يتكرر على الكبار، عن التوقيت المناسب لنضوج الكحك، وبقدر ما تكون حالة الانتظار مزعجة، بقدر ما يسعدنا رؤية الكحك، وقد نضج وتماسك، وبدأت رائحته المميزة تملأ المكان، ثم محاولات يائسة لتذوق الكحك الساخن جدا، الذي يتسبب في تعرض يدنا لحروق لا تحتاج معالجتها لأكثر من قليل من الزيت، يوضع على مكان الإصابة، وقبلة دافئة من أحد عجائز العائلة.

العلب الجاهزة
الذكريات السابق ذكرها، لا يمكن مقارنتها بعلب الكحك الجاهزة، التي رغم ثمنها الباهظ، وجودة تصنيع المنتج بداخلها، إلا أنه لا يزال منتجا مصنعا، لا يحمل الطابع الإنسانى، الذي كان يتجلى في اختلاف أحجام الكحك، وتلاصق بعضه ببعض، بسبب عدم دقة حساب المسافة الفاصلة، عند وضع العجين، والنقوش المختلفة لكل كحكة، في الحجم والعدد، والتي تختلف عن الكحك الجاهز، المصنع بآلية، حيث الأحجام والأشكال متشابهة، في دقة تفرضها القوالب الجاهزة، التي تصنع منها الكحك.

بهجة لا تقاوم
وما زالت بعض العائلات تحرص على عادة صنع الكحك في البيت، رغم ما يستلزمه ذلك من وقت وجهد مضاعف، إلا أن اجتماع أفراد العائلة، يترك بهجة لا تقاوم، وذكريات جيدة، تكفى لاحتمال الجهد المبذول في صنع الكحك.

العصر الفرعوني
ورغم أن الاهتمام بالعادات الاحتفالية المصاحبة للأعياد والمناسبات الدينية، في مصر، يعود إلى العهد الفاطمى، إلا أن المهتمين بدراسة تاريخ العصر الفرعونى، يؤكدون أن عادة الكحك تعود إلى العصر الفرعونى، حتى أن المقابر الفرعونية كانت تحوى الكحك، حيث يتم وضعه مع الميت، حتى يستعين به كغذاء، في رحلته إلى العالم الآخر، وكان الكحك وقتها ينقش بنقوش شبيهة بكحك اليوم، والتي كانت كنوع من التقرب من الإله آتون، اله الشمس في الحضارة الفرعونية.

"يا كحك العيد..يا إحنا"
ورغم ارتباط كحك العيد بالثقافة الشعبية المتوارثة، إلا أن الأغانى المرتبطة بالكحك، تكاد تعد على أصابع اليد الواحدة، أشهرها أغنية "يا كحك العيد..يا إحنا"، التي لا يمكن أن تخلو عملية صناعة الكحك المنزلى من ترديدها، ورغم ما يقال عن ضرورة عدم الإفراط في تناول الكحك، بسبب نسبة السمن العالية به، إلا أنك إذا ما ذهبت إلى أحد البيوت المصرية في صباح أول أيام عيد الفطر المبارك، ولم تجد كحكا لاستقبالك، فاعرف أنها خدعة من أحد برامج المقالب العديدة، الممتدة من شهر رمضان الكريم.












الجريدة الرسمية