رئيس التحرير
عصام كامل

مخطط الإرهابيين لاغتيال فرحة المصريين بالعيد.. عناصر إخوانية تهدد بتفجير متنزهات وحدائق عامة.. «الأزهر والحيوان والفسطاط» على رأس الأهداف.. مخاوف من تفجير مساجد وكنائس.. و«الداخلية»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«هددوا فنفذوا».. الوصف الذي ينطبق على التفجير الذي وقع في محيط القنصلية الإيطالية بوسط القاهرة، السبت الماضي، فالتفجير جاء بعد تهديدات لبعض الجماعات والعناصر الإرهابية باستهداف سفارات وقنصليات ومنشآت أجنبية؛ ردًا على أحكام الإعدام والمؤبد التي صدرت بحق الرئيس المعزول محمد مرسي، وعدد من قيادات الإخوان الذين ثبت ارتكابهم أعمال عنف وخيانة الوطن.


تهديد وتنفيذ
التفجير الإرهابي أعاد إلى الأذهان فيديو منسوبا لحركة «إخوانية» تسمى «العقاب الثوري» بثته قناة «رابعة» في الثلاثين من يناير الماضي، وهو عبارة عن بيان تهديد باستهداف العناصر الإرهابية التابعة للحركة، للسفارات الأجنبية والعاملين بها إذا لم يغادروا البلاد.

وكما جاء في البيان، فإن الإرهابيين أعطوا الأجانب مهلة لمغادرة مصر، مطالبين الشركات الأجنبية العاملة في البلاد بسرعة إنهاء أعمالها، وسحب جميع تراخيصها من مصر، وإلا ستكون أعمالها وعمالها محل استهداف دائم من عناصر الحركة.

الإرهابيون - بحسب ما جاء في الفيديو - أعطوا مهلة للسفارات والرعايا الأجانب بمغادرة الأراضي المصرية، مطالبين السائحين القادمين إلى القاهرة بإلغاء رحلاتهم، كما طالبوا الدول المساندة لمصر بالتخلي عن دعمهم للقاهرة، وإلا ستتعرض مصالحهم للاعتداء بلا رحمة.

تصاعد التكتيكات الإرهابية
التفجير رغم آثاره الطفيفة - قياسًا بعمليات إرهابية أخرى - يعد مؤشرًا قويًا على تصاعد تكتيكات الإرهابيين، وتغييرا نوعيا في هجماتهم وخططهم الإرهابية، فبعد أن عجزت جرائمهم السابقة عن النيل من عزيمة وإرادة قوات الأمن، رغم سقوط شهداء ومصابين من الجيش والشرطة، وفشل عملياتهم في استهداف المنشآت الحكومية، وبعض المرافق العامة، كقطع السكك الحديدية، وتفجير أبراج الكهرباء.. انتقل إرهابهم الآن إلى السفارات والبعثات الأجنبية؛ بهدف ضرب السياحة والاستثمار في مصر، ما يستلزم تشديد الإجراءات الأمنية حول هذه المنشآت، وتأمين العاملين بها.

خريطة تفجيرات عيد الفطر
ومع حلول عيد الفطر المبارك، واقتراب حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وتزامنًا مع احتفالات المصريين بهذه المناسبات، وضع الإرهابيون خطة لتنفيذ عدة تفجيرات بمحيط المتنزهات والحدائق العامة، على رأسها حديقة الأزهر، وحديقة الحيوان بالجيزة، وحديقة الفسطاط، والأورمان، وكورنيش النيل، والقناطر الخيرية، بالإضافة إلى تنفيذ عدة تفجيرات في أماكن احتفالات المصريين بالعيد في المحافظات.

في الوقت نفسه، لم يستبعد مراقبون ومحللون لجوء العناصر الإرهابية إلى تفجير بعض المساجد الكبيرة، كالأزهر أو الحسين، أو عمر مكرم، على غرار التفجيرات التي حدثت في الكويت والسعودية مؤخرًا، بالإضافة إلى تنفيذهم تفجيرات عدد من الكنائس؛ لإثارة الفزع في نفوس المصريين، واللعب على ورقة الفتنة الطائفية، واستغلالها إعلاميًا في الخارج.

وبحسب صفحات وحسابات تابعة لعناصر الإخوان، وبعض الحركات الإرهابية، على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، فإن العناصر الإرهابية تتوعد بتنفيذ عدة عمليات إرهابية متنوعة، حال إعدام الرئيس المعزول محمد مرسي.

وعلى صفحته بموقع «فيس بوك»، حذر عمرو دراج - القيادي الإخواني الهارب إلى تركيا - من أن استمرار النظام المصري في سياسته الحالية تجاه قيادات الجماعة، سيكون له تداعيات كبيرة وخطيرة على مصر في الداخل والخارج، وسيدفع البلاد إلى سلسلة جديدة من العنف.

عمليات منفردة
الخبير في الحركات الإسلامية ماهر فرغلي، توقع إقدام العناصر الإرهابية الفترة المقبلة على تنفيذ عمليات «منفردة»، وخلق بؤر صراع جديدة مع رجال الأمن؛ بهدف تشتيت الجهود الأمنية، وإرهاق الدولة المصرية، كمحاولة أخيرة لإثبات وجودهم، بعد نجاح القوات في تجفيف منابعهم، والحد من خطورتهم.

«فرغلي» أوضح أيضًا، أن لجوء الإرهابيين إلى هذا النوع من العمليات، يؤكد تلاشي قدرتهم على الحشد، وفقدانهم التعاطف الشعبي الذي اكتسبوا بعضًا منه، عقب الإطاحة برئيسهم من الحكم، وتنظيمهم عددا من الفعاليات، لافتًا إلى أن الخطورة الحقيقية تكمن في تحول وجهة هؤلاء الإرهابيين إلى الصعيد، وتنفيذهم عمليات إرهابية هناك، كما حدث في معبد الكرنك مؤخرًا.

فيما قلل اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، من خطورة هذه العمليات، وإعطاء الإرهابيين حجمًا أكبر من حجمهم، موضحًا أن التفجيرات الأخيرة الهدف منها إحداث فرقعة إعلامية فقط، مشددًا على أن البلاد الآن في أشد الحاجة إلى إجراءات استباقية لجمع المعلومات والتحريات وضرب البؤر الإرهابية.

تأمين الاحتفالات
ومن جانبها رفعت الأجهزة الأمنية درجة الطوارئ، وكثفت من استعدادتها؛ لتأمين البلاد خلال احتفالات عيد الفطر المبارك، ووجه وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، بتسليح القوات المشاركة في عملية تأمين المنشآت الهامة والحيوية والشرطية بالأسلحة الثقيلة، والتعامل الفوري والحاسم مع أي محاولات للاعتداء على تلك المنشآت، فضلا عن تكثيف انتشار الدوريات الأمنية للمرور بشكل مستمر ومتواصل على أماكن التجمعات الجماهيرية خلال فترة العيد، خاصة الحدائق والمنتزهات العامة ودور السينما ومنطقة وسط القاهرة؛ لضبط الخارجين على القانون والتصدي لجرائم التحرش أو معاكسة الفتيات أو جرائم السرقات والنشل والنصب أو أي ممارسات تتعلق بالآداب العامة.

وبحسب مصادر في وزارة الداخلية، فإن خطة التأمين في العيد تتضمن أيضًا تكثيف التمركزات الأمنية الثابتة والمتحركة، ونشر خبراء الكشف عن المفرقعات بمحيط المراكز التجارية والمناطق والمنشآت السياحية والترفيهية؛ لملاحظة الحالة الأمنية والتصدي لكل أشكال الخروج على القانون، وضبط كل ما من شأنه الإخلال بالأمن العام، وتكثيف الحملات اليومية، وتوسيع دائرتي الاشتباه الجنائي والسياسي، والتنسيق مع حارسي العقارات وإدارات الفنادق لفحص مستأجري الشقق المفروشة والوحدات الفندقية، بالتنسيق مع قطاع الأمن الوطني، وكذلك تكليف مجموعات الانتشار السريع المجهزة بأحدث الأسلحة والأدوات، بالمرور المتواصل والدوري بالمحاور والميادين الرئيسية، برفقة سيارات النجدة للتعامل الفوري مع كل الظروف والمواقف الأمنية المختلفة أو الطارئة.
الجريدة الرسمية