رئيس التحرير
عصام كامل

الوطن يليق بك

فيتو

كنت وما زلت أؤمن بالثورة وأرى أنها أعظم وأهم حدث لي فيما مضى من العمر وأنا أقترب من اكتمال سبعة وعشرين خريفا.. كانت الثورة نقطة تحول كبيرة في حياتي فتحت عينيّ على حب الوطن الذي يمكن أن نموت له، وإيماني أننا المصريين نستحق أفضل مما عشناه ونعيشه. في الأربع سنوات الماضية دائما ما ينعتونني بالثورجي ما بين استهزاء بعضهم وبين تبجيل آخر وبين من يخرجني من دائرتها حينا لاختلاف سياسي أراه قريبا ويرونه بعيدا.


أؤمن أن حب الثورة وحب الوطن لا يتعارضان أبدا وأي محاولة لجعل الأمر يبدو غريبا هي تضليل للحقائق.. وللأسف ساعد في ذلك نماذج كثيرة من الجانبين من يدعون الثورية ويكرهون الوطن ومن يدعون الوطنية ويكرهون الثورة.. كنا جميعا في بادئ الأمر ندافع عن نفسنا كشباب ثوري عندما يقولون لنا إننا غير وطنيين نريد الخراب لمصرنا كنا نرد عليهم دائما ما نفعله ليس إلا حبا لمصر.

رأيت المسافة تبتعد بين من يطلقون على أنفسهم ثوريين وبين من يسمون وطنيين واختار الكثير الانحياز للثورة فقط واختار الآخر الانحياز للوطن فقط. ما زلت أرى كليهما مخطئا في نظرته الضيقة في جعل الكلمتين متعارضتين.. حاولت الوقوف منتصفا، أحب وطني الذي تربيت فيه لا أريد له خرابا ولا تدميرا ولا كرها ولا محاولة استعلاء من البعض على الآخر، أنتمي لثورة قامت لتنظيف الوطن من الفساد والغش والجهل، ثورة قدمت شهداء للوطن.

جنودنا البواسل يروون بدمائهم الزكية أرض سيناء على يد من يدعون أنهم خلفاء الله في الأرض، تنظيم مسلح يسمي نفسه تنظيم الدولة الإسلامية وإن شئت قل تنظيم الكفر والشر والطغيان يحاربون الوطن بالسلاح، يرفعون رايات باسم الله.. باسم الله يقتلون ويذبحون ويخونون.. باسم الله يعذبون وباسم الله يفجرون.. ينتظرون الجنة التي لا أرى فيها بابا من الثمانية لهؤلاء القتلة هم للكفر أقرب هم للظلم أقرب.. أولئك الذين قال عنهم الله: " قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)".


بعد كل فاجعة تصيب الوطن وتصيب جيشنا تظهر نغمات الاستهزاء بين من ينتمون للمعارضة بلسان حال "مش قلنالكم" و"اشربوا".. نسوا ما كنا نقوله دائما نحن نعارض النظام أيا كان اسمه لم ولن نعارض الوطن، نسوا ما كنا نقوله لا نختلف على وطننا بل نختلف له ولأجله. أعلم أن من أعنيهم لا يقتلون ولا يريدون ذلك لكنهم أصبحوا الآن يخافون على وجهات نظرهم وتحليلاتهم المنمقة أكثر من خوفهم على وطننا الذي أصبح مهددا من الخارج والداخل... صديقي الثوري، الثورة تليق بك والوطن أيضا يليق بك.
الجريدة الرسمية