رئيس التحرير
عصام كامل

«الدروس الخصوصية» ظاهرة تبحث عن حل.. «أبرز أسبابها» سوء أحوال المعلمين المادية.. تصارع الطلاب لحجز مقاعدهم بالجامعات.. اعتماد المناهج على التلقين.. وخبير تربوي يطالب بتوزيع الدرجات

الخبير التربوي الدكتور
الخبير التربوي الدكتور كمال مغيث

انتقد الخبير التربوي الدكتور كمال مغيث، تصريحات وزير التربية والتعليم الدكتور محب الرافعي، والتي أكد خلالها أن نجاح الوزارة في امتحانات الثانوية العامة يعد دليلا على مواجهة الدروس الخصوصية حتى الآن.


وأكد «مغيث» أن سوء أحوال المعلمين المادية ورواتبهم الضعيفة، هما السبب في انتشار الدروس الخصوصية بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

وعلق على تصريح محب الرافعي وزير التربية والتعليم، بأن المعلمين هم السبب الرئيسي وراء انتشار الدروس الخصوصية، قائلًا: «الظروف المادية للمعلمين هي السبب في انتشار تلك الدروس الخصوصية، والرواتب الخاصة بهم منخفضة ولا تناسب ظروف المعيشة».

وتابع الخبير التربوي في تصريحات خاصة لــ«فيتو»: «إن الدروس الخصوصية أصبحت أمرًا واقعًا، وأصبح الكل يتسابق عليها، والمبرر الأساسي لذلك هو أن المواد والمناهج قائمة على الحفظ فقط".

المناهج الدراسية
وأكد الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، أن المناهج الدراسية تشجع الطالب والمدرس على اللجوء إلى الدروس الخصوصية، لضمان مكان مناسب له في الجامعة.

وأضاف أن شعور الطالب بأن فرصته مرهونة بنجاحه في اختبار واحد فقط، يحدد مصيره على مدى العام، خطر جسيم يهدد المجتمع ويجعل الطالب عرضة للانحراف والتشبع بالأفكار المتطرفة لشعوره بأنه فقد مستقبله.

وأشار «مغيث» إلى أن الجامعة أصبحت تضيق بطلاب الثانوية العامة وسط ارتفاع أعداد الطلاب وقلة المقاعد بالجامعات، مما جعل الخناق يشتد على طلاب الثانوية العامة لحجز مقعد لهم، فاعتمدوا بشكل أكبر على الدروس الخصوصية لاجتياز الامتحان وحجز مقاعدهم بالجامعة.

التلقين
وأوضح الخبير التربوي أن نظام التدريس التلقيني الذي يعتمد على الحفظ والمعلومات أكثر من الإبداع، أدى إلى زيادة انتشار الدروس الخصوصية بين الطلاب، بداية من مراحل التعليم الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية.

وأضاف «مغيث» أن المناهج الدراسية تفتقر إلى قياس قدرة الطالب على التحليل والمقارنة، وتعفي الطالب من تكوين وجهة نظر خاصة به، موضحًا أنه طالما النظام التعليمي يعتمد على أن نظام الامتحان هو الفرصة الوحيدة والأخيرة التي تمكن الطالب من النجاح أو الرسوب، فسيظل تشوبه العديد من أوجه القصور، كما يشجع على لجوء الطالب إلى الدروس الخصوصية للسعي إلى النجاح في الامتحان بأعلى الدرجات.

وأشار الخبير التربوي إلى أن الحل يكمن في توزيع درجات على النشاط المدرسي وتفاعل الطالب أثناء الدراسة، وليس أن تكون كل الدرجات على الامتحان النهائي، فالطالب يجب أن يدرك أن الامتحان ليست فرصته الأولى والأخيرة، بل مجرد تفكيره وتفاعله في الفصل يعد تقييما من قبل المعلم.
الجريدة الرسمية