رئيس التحرير
عصام كامل

«الرسالة الخالدة» يكشف حقيقة الخطاب السياسي الإسلامي

فيتو

أصدرت مكتبة الإسكندرية طبعة جديدة لكتاب "الرسالة الخالدة" للسياسي والدبلوماسي والمفكر المصرى عبد الرحمن عزام (1310- 1396 هـ/ 1893- 1976م)، وذلك في إطار مشروع (إعادة إصدار مختارات من التراث الإسلامي الحديث في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين/التاسع عشر والعشرين الميلاديين).


المشروع -الذي تنفذه مكتبة الإسكندرية- نبعت فكرته "من الرؤية التي تتبناها المكتبة بشأن ضرورة المحافظة على التراث الفكري والعلمي في مختلف مجالات المعرفة، والمساهمة في نقل هذا التراث للأجيال المتعاقبة تأكيدًا لأهمية التواصل بين أجيال الأمة عبر تاريخها الحضاري"، وذلك كما أوضح الدكتور إسماعيل سراج الدين في تقديمه لسلسلة إصدارات المشروع، ويضيف سراج الدين "أملنا هو أن نسهم في إتاحة مصادر معرفية أصيلة وثرية لطلاب العلم والثقافة داخل أوطاننا وخارجها، وأن تستنهض هذه الإسهامات همم الأجيال الجديدة كي تقدم اجتهاداتها في مواجهة التحديات التي تعيشها الأمة".

ويعد اختيار القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين/التاسع عشر والعشرين الميلاديين على وجه الخصوص رغبةً من المكتبة في تصحيح الانطباع السائد بأن الإسهامات الكبيرة التي قام بها المفكرون والعلماء المسلمون قد توقفت عند فترات تاريخية قديمة، ولم تتجاوزها، وحيث الحقائق الموثقة تشير إلى غير ذلك، وتؤكد أن عطاء المفكرين المسلمين في الفكر النهضوي التنويري إنما هو تواصل عبر الأحقاب الزمنية المختلفة، بما في ذلك الحقبة الحديثة والمعاصرة التي تشمل القرنين الأخيرين.

وفيما يخص كتاب "الرسالة الخالدة"، فيعتبر من أهم مؤلفات عبد الرحمن عزام، طُبع لأول مرة عام (1365هـ/ 1946م)، وتُعد هذه الرسالة من أهم المؤلفات العربية الحديثة، التي عبَّرت بمنحى موضوعى عن حقيقة الخطاب السياسي الإسلامى، الجامع بين الثوابت العقدية التي لا يمكن التفريط فيها ولا تبديلها في المجتمعات الإسلامية، والمتغيرات الحضارية التي يجب الأخذ بها لتجديد وتحديث المشروع الإسلامي، على نحو يمكنه من قيادة العالم وتحقيق العدالة والأمن والسلام العالمى.

كما تكشف كذلك عن أصالة أفكار عبد الرحمن عزام وطرافة نهجه في المصالحة بين القديم والجديد، وصدق جهاده وكفاحه في مناصرة الحركات التحررية في العالم العربي، وجهوده في تأسيس الجامعة العربية، ودعوته لإنشاء منظمة أو اتحاد للأمم الإسلامية، وقد أثرت آراء المؤلف في الدوائر البحثية المعنية بالفكر الإسلامي في الشرق والغرب، وترجمت هذه الرسالة إلى العديد من اللغات، وطُبعت عدة طبعات.
الجريدة الرسمية