رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل قصة أقدم دعوى إثبات نسب.. نجل رائدة تحرير المرأة يتزوج من ممثلة «سرًا».. محمد شعراوي ينكر نسب ابنته من فاطمة سري.. وهدى شعراوي تخالف مبادئها

محكمة الأسرة
محكمة الأسرة

مع انتشار دعاوى إثبات النسب في الوسط الفني، لا يبدو غريبًا إذا كانت أول دعوى إثبات نسب مُسجَّلة في مصر لم تخرج عن نفس الوسط، وإن جمعت معه أيضًا الوسط السياسي، وكان أبطالها هم الفنانة فاطمة سري، وعلي بك شعرواي، نجل رائدة تحرير المرأة هدى شعراوي، وأحد مؤسسي حزب الوفد المصري مع سعد زغلول علي باشا شعرواي.


مجلة المسرح
القضية فجرتها مجلة المسرح المشهورة في بدايات القرن، التي نشرت حوارًا مع فاطمة سري عن قصتها مع محمد شعرواي في يناير 1927، ونشرت المجلة معه نص الإقرار الذي كتبه بخطه لزوجته فاطمة سري بصحة الزواج ونسب جنينها له، وكان نصه "أقرُّ أنا المُوقِّع على هذا محمد علي شعراوي نجل المرحوم علي باشا شعراوي، من ذوي الأملاك، ويقيم بالمنزل شارع قصر النيل رقم 2 قسم عابدين بمصر، أنني تزوجت الست فاطمة، كريمة المرحوم «سيد بيك المرواني» المشهورة باسم «فاطمة سري» من تاريخ أول سبتمبر سنة 1924 ألف وتسعمائة وأربعة وعشرين أفرنكية، وعاشرتها معاشرة الأزواج، ومازلت معاشرًا لها إلى الآن، وقد حملت مني مستكنًا في بطنها الآن، فإذا انفصلنا فهذا ابني، وهذا إقرار مني بذلك".

وأضاف: "أنا متصف بكل الأوصاف المعتبرة بصحة الإقرار شرعًا وقانونًا، وهذا الإقرار حجة عليَّ تطبيقًا للمادة 135 من لائحة المحاكم الشرعية، وإن كان عقد زواجي بها لم يُعتَبر، إلا أنَّه صحيح شرعيًا مستوفٍ لجميع شرائط عقد الزواج المعتبرة شرعًا. «محمد علي شعراوي. القاهرة في 15 يونيو 1925»"، ونشرت المجلة صورة للطفلة ليلى وأبوها، وطالبت القارئ بالنظر فيهما؛ للتأكيد على إثبات البنوة.

وأكدت فاطمة سري، خلال حوارها مع المجلة أن الإقرار السابق جاء نتيجة محاولة محمد شعراوي لزوجته قبيل سفره مع والدته للولايات المتحدة، وفي تلك الفترة سافرت هي إلى باريس للولادة، وصنعت عدة صور "زنكوغراف" منه، وحين طالبها به في باريس ادَّعت أنه في مصر، وبعد عودتهما طالبها به وأصر عليه فأعطته صورة دقيقة ظن أنها الأصلية، وبعدها قام بحرقها أمام عائلته.

هدى شعرواي
وتُعَد هذه القصة علامة سوداء في تاريخ هدى شعرواي، رائدة تحرير المرأة التي ساندت ابنها في القضية ضد فاطمة، رغم رسالة فاطمة لها التي طالبتها فيها بدعمها باعتبارها رائدة تحرير المرأة، إلا أنها ثارت عقب الرسالة وهددت فاطمة وأمهلتها أسبوعًا واحدًا فقط لنفي تلك الادعاءات عن ابنها، وتحاشت الجرائد عدا مجلتيّ «المسرح» التي تبنت القضية، و«الصرخة»، نشر أي تفاصيل عن الدعوى محاباةً لهدى هانم شعرواي، التي تجاهلت القضية أيضًا في مذكراتها المنشورة عن دار الهلال في 1981.

وقالت "فاطمة" في حوارها عقب حكم المحكمة الشرعية بإثبات نسب الطفلة ليلى: "إن عائلة "شعرواي" عرضت عليها 25 ألف جنيه للتنازل عن الدعوى، كما أن محمد شعرواي أحضر لها شيكًا مزقته في وجهه، بالإضافة إلى عرض آخر عن طريق المحامي إبراهيم بك الهلباوي، الذي عرض عليها أن يتزوجها أحد الأشخاص من طرفهم بتاريخ سابق للولادة، لتنسب البنت له وهو ما رفضته".

وحكمت المحكمة بإثبات نسب الطفلة ليلى لوالدها، فعاقبت هدى شعراوي وابنها، فاطمة بإقامة دعوى ضم للطفلة؛ بسبب عمل والدتها سيء السمعة؛ نظرا لأن الفن كان مهنة معيبة في ذلك الوقت، وحُرِمَت الأم من رؤية ابنتها، وتزوج محمد شعراوي من إحدي سليلات عائلة كبرى، إلا أنه طلقها بعد ذلك، وتزوج من الراقصة أحلام بعد وفاة أمه، وقدَّم الصحفي مصطفى أمين، هذه القصة كفيلم عُرِف باسم "فاطمة" قامت ببطولته كوكب الشرق "أم كلثوم".
الجريدة الرسمية