رئيس التحرير
عصام كامل

نحن مَدينون بالشكر للحمار.. ولحمه


سبعون حمارًا مذبوحًا.. وأكثر من ألف آخرين تحت الذبح داخل مزرعة بإحدى قرى الفيوم.. الأرقام المذكورة حصيلة ضبطية حملة قادها اللواء يونس الحاجر، مدير أمن الفيوم بنفسه.


صاحب المزرعة قال: إنه يذبح الحمير لحساب السيرك القومي لإطعام الأسود.. في حين أن الخبر حمل تفصيلات مثيرة للانتباه، ومنها أن اللحوم تذبح ويتم "تشفيتها".. وأن عملية الذبح والتشفية تجرى يوميًا.

وذلك يرجح أنها تطرح بالأسواق للبشر وليس للأسود لسبب بسيط، وهو أن الأسود لا يهمها تشفية الحمار ولا تنظيفه ونتف وَبَره وحَنْتَفَته، ولا فصل الكندوز عن التريبيانكو عن الحتة الناعمة عن الهبرة الملبسة.. متعة أسد السيرك أن يستعيد ذاكرة وحشيته الفطرية، والاستمتاع بتشفية الحمار بأنيابه والدماء تسيل على جانبَىّ شفتيه.. ثم إن الأسد لا يشكو من ضرس نخره السوس حتى يطلب شريحة لحم ناعمة، ولا هو أكِّيل صاحب مزاج يطلب من صاحب المزرعة رُبع نيفة من الرقبة.

الخلاصة أن اللحوم تطرح للمواطن عند الجزار أو عند الكفتجية.. ولمن يشعر بالدهشة، أقول له لا تندهش يا عزيزي.. فنحن شعب صاحب جذور ضاربة في عمق الحمير - لا مؤاخذة - ضاربة في عمق التاريخ بسوابقنا مع أكل الحمير.. ودائمًا ما استشهد بنكتة منشورة بالصحف المصرية في عشرينيات القرن الماضي، تقول إن رجلًا عاتب الجزار قائلًا حتة اللحمة إللي أخذتها منك إمبارح مش أد كدة يا معلم.. قال الجزار: ماتقولش كدة.. عليا الطلاق إللي أنا قاطعهالك منه كان بيجر عربية عليها 500 كيلو!

على أي حال.. لنسلم بالأمر الواقع، ونقول نحن نأكل لحم الحمير دون أن ندري، وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم.. فإذا كان أكل كفتة اللحم الجملي قد تنقل إلينا صبر الجمل وتحَمُّله، وكفتة الكلاب تنقل إلينا فضيلة صفة الوفاء.. فربما تنقل إلينا كفتة الحمير مزايا قد ننفرد بها بين شعوب الأرض.. وهذا ما أود الإشارة إليه بعد ظهور هذه الدراسة العلمية.

الدراسة مسجلة باسم معهد "أبردين" للخصوبة في بريطانيا، أهم ما فيها أنها سجلت تراجعا ملحوظًا في معدل الخصوبة عند الرجل الإنجليزي.

الغريب أن تنكمش خصوبة الإنجليزي في ظل اقتصاد متين، وإسترليني فتوة، وحياة آخر نعنشة و100 فل وعشرة.. وهنا يفرض علينا السياق أن نعقد مقارنة بسيطة.. فعندنا الاقتصاد -  لا مؤاخذة - "مش عايزين نغلط"، والجنيه "كاشش ومكرمش"!!!.. ورغم ذلك نجد درجة خصوبتنا نحن معشر الرجال في مصر تطيل الرقبة وترفع الرأس.. والسؤال الطبيعي كيف نحظى نحن الرجال بخصوبة عالية مع كل هذه الظروف الطين؟.. مؤكد هناك سر؟!

عزيزي الجميل لا ترهق نفسك في البحث عن السر.. إنها تجليات تناول لحم الحمار!.. فطوبى لآكلي الحمير.
الجريدة الرسمية