رئيس التحرير
عصام كامل

حادث الكرنك في عناوين الصحف العالمية.. تحول استراتيجي لنهج الإرهابيين في مصر.. الشرطة أنقذت الأقصر من كارثة إرهابية.. استهداف المواقع السياحية يهدف إلى ضرب مصدر دخل رئيسي.. وشكوك في تورط «بيت الم


سلطت الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، الأضواء على الهجوم الانتحاري الذي شهدته مدينة الأقصر بالقرب من معبد الكرنك.

السياحة شريان الحياة

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: إن الهجوم الانتحاري الذي وقع بالقرب من معبد الكرنك في مدينة الأقصر، يعد الهجوم الإرهابي الأول الذي يستهدف منطقة جذب سياحي شهيرة في العالم، بعد حادث عام 1997 في معبد حتشبسوت الذي راح ضحيته 58 سائحًا.

وأوضحت الصحيفة أن السياحة هي شريان الحياة لمدينة الأقصر التي تعد موطنا لبعض المعابد المصرية القديمة الأكثر شهرة في العالم والمقابر الفرعونية التي من بينها مقبرة الملك توت عنخ آمون.

وأشارت الصحيفة إلى أن مدينة الأقصر تعاني تراجع عدد الزوار بسبب الاضطرابات التي شهدتها البلاد عقب الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك في عام 2011.

وأضافت الصحيفة: إن حادث الكرنك يحمل بصمات المتشددين الإسلاميين الذين يحاربون قوات الأمن في شبه جزيرة سيناء الاستراتيجية، حيث استهدف المتطرفون المواقع السياحية لحرمان الحكومة من توفير مصدر يجلب عائدات إليها.

ويأتي الهجوم اليوم على معبد الكرنك، بعد أن بدأ يظهر الانتعاش الاقتصادي المصري بعد فترة ركود استمرت 4 سنوات في أعقاب الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسنى مبارك.

منحنى لا تحمد عقباه
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: إن الهجوم الانتحاري الذي استهدف معبد الكرنك يعد الهجوم الثاني في غضون أسبوع لاستهداف الآثار القديمة بالمواقع السياحية المصرية، مما يشير إلى منحنى لا تحمد عقباه ضد حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجمات في السابق ركزت بشكل رئيسي على قوات الأمن المصرية، ولكن الهجمات الأخيرة على الآثار تؤكد أن المسلحين يستهدفون أيضا صناعة السياحة التي تعتبر دعامة أساسية للاقتصاد المصري، ويعد ذلك من تكتيكات التمرد الإسلامي الإرهابي الذي اندلع عام 1990.

ورأت الصحيفة أن الهجمات تشير إلى أن المتطرفين يتبنون استراتيجية بديلة، ويتوجهون لقطاع السياحة لإضعاف الانتعاش الاقتصادي وزعزعة استقرار الحكومة، حيث تعتمد مصر على تدفق السائحين ومصدر رئيسي للعملة الأجنبية، وخلال السنوات الأربع الماضية تكبدت صناعة السياحة خسائر كبيرة جراء تراجع السائحين والهجمات الإرهابية ستيعد شلل قطاع صناعة السياحة.

جهود الشرطة
أشادت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، بجهود قوات الشرطة المصرية في التصدي للهجوم الانتحاري الذي استهدف معبد الكرنك بمدينة الأقصر.

وقالت الصحيفة الأمريكية: إن يقظة قوات الأمن منعت وقوع ضربة كارثية، ولم يتمكن الإرهابيون من تنفيذ مخططهم، بالاكتشاف المبكر للعناصر الإرهابية عندما حاولوا تجاوز الحاجز الأمني.

حرمان مصر من مصدر دخل قومي
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية: إن الإرهابيين يستهدفون المواقع السياحية في مصر؛ لحرمان الحكومة من مصدر رئيسي للدخل، ويعد حادث اليوم هو أول هجوم يستهدف مقصدا سياحيا عالميا في الأقصر منذ نوفمبر 1997، عندما فتح مسلحون إسلاميون النار على سياح في متحف حتشبسوت ومقابر فرعونية أخرى.

استهداف المواقع الأثرية
ورأت صحيفة التليجراف البريطانية، أن الهجوم الانتحاري يؤكد استهداف الإرهابيين للمواقع السياحية ذات الشعبية العالية لدى السائحين، مشيرة إلى تردد الملايين من السياح سنويا على معبد الكرنك الذي يعد وجهة رئيسية للأجانب في زيارتهم إلى مصر.

تصعيد للهجمات الإرهابية
أبرزت وسائل إعلام الاحتلال تفاصيل الهجوم الانتحاري الذي وقع بالقرب من معبد الكرنك في مدينة الأقصر، وعلق موقع "nrg" الإسرائيلى، بأن الحادث يعتبر تصعيدا للهجمات الإرهابية على المواقع السياحية في مصر.

وأضاف الموقع الإسرائيلى أنه لم تعلن أي جماعة مسئوليتها عن الهجوم، ولكن هناك متطرفين عقدوا العزم على الإطاحة بالنظام في القاهرة، مشيرة إلى أنهم استهدفوا في السابق المئات من رجال الشرطة والجيش مما أدى إلى استشهادهم.

مسئولية داعش
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: إن الحادث الإرهابي الذي وقع بالأقصر، بالرغم من عدم إعلان أي جماعة أو تنظيم حتى اللحظة مسئوليته عن الهجوم الانتحاري الذي وقع بالقرب من معبد الكرنك، إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى تنظيم "داعش" الإرهابي.

وأضافت الصحيفة العبرية أن الدلائل تشير إلى أن منفذى الهجوم متطرفون حصلوا على الموافقة من تنظيم "داعش".

تقويض جهود الحكومة
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية: إن حادث الكرنك يمثل تصعيدا للهجمات الإرهابية على المواقع السياحية.

وأوضحت الصحيفة أن السياحة من أفضل مصادر الدخل لمصر وتضر عائدات وعملات أجنبية من مختلف دول العالم، وتصعيد الهجمات ضد المواقع السياحية يهدف إلى تقويض الجهود التي تبذلها مصر لاستعادة السياح الأجانب، والتغلب على الاضطرابات السياسية والاقتصادية منذ ثورة عام 2011.
الجريدة الرسمية