صلاح جاهين يكتب: بداية جديدة بعد التنحي
في مجلة "صباح الخير" يونيو 1967 وبمناسبة تنحى الرئيس جمال عبد الناصر عن الحكم وخروج الشعب مطالبا بعودته وبقائه كتب صلاح جاهين يقول:
عندما خرج الشعب..أنا وأنت ليلة 9 يونيو في الظلام وتحت قصف المدافع المضادة للطائرات ليعلن رفضه لقرار الرئيس جمال عبد الناصر بالتنحى وليؤكد تمسكه بقيادته.
وعندما ظل الشعب أنا وأنت ساهرا طوال تلك الليلة العصيبة حتى الصباح وتدفقت جموعه من كل ركن من أركان الوطن نحو مجلس الأمة ليؤكد ذلك الرفض وذلك التمسك.
هنا كان الشعب يعبر برصيد خبرة نضالية تاريخية طويلة منذ عهد قمبيز حتى الاحتلال البريطانى عن رفضه للهزيمة، وعن إصراره على أن يتجاوز النكسة، ويرتفع فوقها في طريق النصر.
كا هذا أول درس من دروس النكسة وهو أن الجماهير مصممة على النضال ومستعدة لتحمل كل التكاليف والتضحيات، وكما قال ناصر في خطابه التاريخى فإن الشعب بهذا الموقف أجاب على أهم سؤال كانت الحوادث تطرحه وهو ما الحل؟ ومن أين نبدأ؟
وكان الرئيس طالب الشعب ببداية جادة وحاسمة وحازمة تتفق مع جدية المواقف التي نواجهها، وأعلن الرئيس عن ضرورة التوقف عن الإسراف والحد من المظاهر وأن يؤدى كل منا عمله.
وطالب الشعب بوضع حد للامتيازات التي حصل عليها البعض دون وجه حق، وأعلن إلغائها، وأعلن أن الاتحاد الاشتراكى مستمرا في إعادة بناء التنظيم الشعبى بمشاركة قوى الشعب العاملة.
