رئيس التحرير
عصام كامل

الـ«فيفا» يلزمها أمير لا غفير


بلاد العم سام مجتمع مفتوح على آخره..لا يوجد ما يخفيه في الأمور العامة.. ولا يستطيع أحد أن يداري على فساد أيا كان..لا شك أن هناك فسادا ولكن الشفافية المفروضة في كل مكان لا تسمح بتغطية أي فساد... الشفافية هي أساس المعاملة في كل زمان ومكان.. في السياسة والاقتصاد والتعليم والصحة.. يوجد عندهم نصب أيضا لكن القانون كرباج على الرقاب وهو الشيء المتفق عليه من الجميع..


القانون يلزمك باحترام الدولة الممثلة في شرطى البوليس لكن يلزمه أيضا احترامك حتى وهو يقبض عليك.. المسئول لا يكذب ولا يستغل الوظيفة لصالحه وإلا عليه الرحيل.. يدفع ثمن خطأه مره واحدة فقط.. يعنى لا تقطع فرطه كما يحدث ويقولون live and let live.. وكل هذا لم يفهمه الخفير.. خفير الـ«فيفا».. المجتمع الأمريكى في حرب طاحنة لإقرار الشفافية في الداخل والخارج لكل صاحب مصلحة في التعامل مع الأمريكان وهذا لا يمنع من الغرور الأمريكى والتكبر والهيمنة خصوصا مع الدول الاخرى.

عندما أعلن بلاتر عن تنظيم قطر لكأس العالم في كرة القدم عام ٢٠٢٢ وفشل أمريكا وإنجلترا قال رئيس الولايات المتحدة إن هذا خطـأ وادعت إنجلترا أن الأمر فيه " كوسة " لأنها أخذت صفرا مثل المحروسة لكأس ٢٠١٠ وعندها توقعت أن يحدث تغيير في الـ«فيفا» بالتأكيد وقد حدث..

الأغنياء ألا وهم أوربا وأمريكا شكوا في الأمر وأصروا على الشفافية في الاختيار والفقراء من أفريقيا وآسيا اتفقوا مع الـ crooked لأنهم مارسوا النفاق والكوسة وتعودوا على التربح من المركز الوظيفى.. يعنى مال الفقير ناحية الخفير وثبت التربح.. ولم يفهم بلاتر الرسائل التي أرسلها العم سام ولا جون بول ولا بلاتيني وأخذته العزة بالإثم وتحدى الأسياد وحدث ما حدث ونجح في الانتخابات واستقال بكرامة على حسب ما يعتقد.. ولا أعتقد أنه استقال بحريته الكاملة.. بل أجبر على الرحيل وكان هذا متوقعا أيضا. وواضح أنه تلقى إنذارا إما أن ترحل أو تدخل ضمن المتهمين..

قابلت بلاتر وهو أوربي لكنه يتصرف مثل أي أفريقى..ولا يعترف بأن دوام الحال من المحال كما أنه لم يفكر أنهم يخططون له على نار هادئة.. كرة القدم رياضة عالمية محببة يعشقها الملايين كما أنهم يدفعون تكاليفها فلهم الحق في أن تدار بشفافية وأمانة..

قد يبدو الأمر ممهدا للأمير على الآن وعليه أن يحشد قواته لأنه سيجد منافسة شرسة من فيجو وبلاتيني وعلى كل دول أفريقيا وآسيا أن تؤيده وبالذات دول الضاد.. وكما قلت من قبل إن الـ«فيفا» يلزمها أمير لا غفير!!
الجريدة الرسمية