رئيس التحرير
عصام كامل

بعد التكفير والإخراج من الملة... ما هو القادم؟


تمتلئ القنوات الفضائية والصحف المطبوعة والإلكترونية بتهديدات لمن يرفض تطبيق الشريعة، وعن خروج من لا يطبق الشريعة من ملة الإسلام بمن فيهم الرئيس مرسى، وقد استعان الرئيس مرسى، الذى هو فى نظر السيد "سيد إمام" مفتى الجهاد، خارج عن الملة وكافر لأنه لا يطبق الشريعة فى أحد مؤتمراته قبيل جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة بالشيخ فوزى السعيد الذى طالب بقتال الإعلام الليبرالى الكافر الفاجر.

وقنوات الفتن ليست هى القنوات التى تناقش بالمنطق وتجادل السياسيين وليست هى قنوات الفلول، فقنوات الفلول لم تدع إلى تكفير أحد ولم تدع لقتال المسلمين و"النصارى"، على حد تعبيرهم . قنوات الفتن هى التى يطل منها شيوخ يتحدثون عن الإسلام والإسلام منهم براء يكفرون ويتوعدون بالثبور والوعيد، وبالحساب العتيد حتى صار الناس يتحسرون على نظام مبارك القمعى الذى أصمتهم حتى توارى التكفريون وكادوا يقولون يا أرض انشقى وابتعلينا.
فدولة الديمقراطيين لدى "سيد إمام" دولة كافرة، والشيخ محمود شعبان كفّر باسم يوسف قبل ذلك، ووصفه على قناة الحافظ بالسفيه وبالمنافق وبالشاذ، فى حين تحدث الشيخ وجدى غنيم عن الداعرين والعاهرات وعن حكم العلمانيين والليبراليين فى الإسلام.
أذناب الفتن من المشايخ يحرضون الناس على بعضهم ويحثونهم على البغض "فى الله"، وما يعرف الإسلام إلإ "الحب" فى الله. وينسون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "هلك المتنطعون" قالها ثلاثاً حسب رواية ابن مسعود والحديث فى صحيح مسلم. والمتنطعون هم المتشددون.
ونسى مروجو الفتن من المشايخ الذى يبثون سمومهم إلى ملايين الناس قول الله عز وجل: "ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" وقوله تعالى: "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك"، كما نسوا أيضاً أن الله عز وجل هو المسئول عن حساب كل نفس وأن كلا منا يحمل طائره فى عنقه.
والعجيب أن شيوخ الفتن والتكفير لم يتوقفوا أمام قول الله تعالى: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، فالله الحق العدل أعطى حرية الاعتقاد للعالمين ولم يوكل مشايخ الفتن الذين لا يعرفون أنه يبعدون الناس عن الإسلام بتخوفيهم، فلم ينجح الداعية عمرو خالد فى حشد الشباب ودعوتهم إلى المشاركة فى بناء مجتمع متضامن إلا بالوصول لقلوب شباب متعطش للتسامح.
لو صمت شيوخ الفتن ودعوا فى برامجهم الشباب إلى العمل والمشاركة فى الحياة السياسية بشكل جاد للوصول لمصر تضم كل المصريين مسيحيين ومسلمين ليبراليين واشتراكيين وعلمانيين لكان ذلك بداية لحياة إسلامية صحيحة.
لكن مع حقيقة أن معظم هولاء المشايخ يعتبرون الديمقراطية كفر، فهم لا يعرفون أنهم يكفرون معظم الشعب المصرى، أو كما قال أستاذنا الكاتب محمد سلماوى يجعلون من معظم الشعب المصرى مسلمين كفرة، لأن معظم المصريين يؤمنون بإسلام يقوم على التسامح ولا يقوم على تكفير الآخر وقتله. ولعله من الأفضل لمشايخ وأذناب الفتن أن يتربحوا من غير حديث السموم ويقتاتون كما يقتات المصريون من عرق جبينهم وليس من وراء ألسنتهم، فالمطربون وهم من الفئات الكافرة، حسب تصنيف مشايخ السموم، وإن استخدموا ألسنتهم فى الغناء لا يدعون لقتل ولا تكفير، فأى الفئتين أفضل.
والآن وبعد إعلان الجماعة الإسلامية فى أسيوط تشكيل لجان للقيام بدور الشرطة، ومع التكفير والإخراج من الملة... ما هو القادم؟

الجريدة الرسمية