رئيس التحرير
عصام كامل

بعد أن أصبحت الساعة بـ1000 جنيه..لازم نقنن الدعارة وإحنا أولى من الغريب


حاجه تجنن بصراحة.. كل يوم نقرأ خبرًا عن إلقاء القبض على شبكة دعارة.. طب ده ممكن يكون عادى يعنى في المجتمعات “التعبانة”.. لكن بنت “سودانية” منهن تصرح بأنها بتاخد 1000 جنيه في الساعة وطبعا الحسابة بتحسب.. أهو ده بقى اللى مش عادى.. والمشكلة إن البنت مش مُزة ولا حاجة.. أمال اللى زيى أنا بقى “سطوطة هانم الفنجرى” دلع وبياض وحلاوة وقوام ملفوف.. ممكن يدفعوا فيها كام ؟!


ده سؤال كان يبدو منطقيًا لكنه غير واقعى _مش لأننى لسه لم أتزوج حتى الآن رغم بلوغى سن الخمسين.. لا.. أبسبيوتلى_ لأن الرجال في مصر انطسوا في نظرهم وأصبح ذوقهم في الستات نص كُم.. والدليل إن بنت زى دى يندفع فيها 1000 جنيه في الساعة.. طب دى مشكلتى أنا الشخصية مع الرجال الذين لا يقدرون الجمال.. حتى القوادين الذين يتم القبض عليهم لتكوينهم شبكات دعارة لم يحدث يوما أن عرض عليا أحدهم هذا العمل المخالف للآدب _طبعا حاجة تقرف وتجنن_ بغض النظر عن أننى كنت سأقبل أو سأرفض.. دى مسألة جدلية مش وقتها خالص.

بعد أن شغلنى هذا الموضوع قررت أن أخوض بنفسى معركة “تقنين وضع الدعارة في مصر وضبط أسعارها” مادامت سوق الدعارة أصبحت مفتوحة على مصراعيها بهذا الشكل.. لكننى احترت في الجهة التي يمكن أن أطالبها بذلك.. وبعد مجهود ذهنى قررت أن أعرض الأمر على رئيس الوزراء وعليه هو تحديد الجهة المنوطة بذلك.
اتصلت بعمنا “إبراهيم محلب” القادم من فرنسا وحددت معه موعدا وداخل مكتبه قلت له: يعنى يرضيك إن البنت بتاعت الدعارة تاخد 1000 جنيه في الساعة ياريس ؟!
قال: يعنى إنتى جاية علشان تسألينى السؤال ده ياسطوطة هانم.. طب الدعارة خارج التسعيرة ياستى.. تقدرى تقوليلى هنضبطها إزاى دى ؟!
قلت: ياسيدى مادام هذا يقع داخل مصر فلا بد أن يُقنن.. لأنه من الظلم أن تحصل بنت سودانية على ألف جنيه في الساعة وبنات الدعارة المصريات بـ300 جنيه فقط.. أنا من موقعى هذا أطالبك بتقنين الدعارة.. وثانيا الرجل المصرى لا يستطيع دفع هذا المبلغ وهذا ظلم اجتماعى !
فقال لى: طب إنتى من رأيك يعنى ياست سطوطة ممكن نوكل المهمة دى لأى وزير ؟!
قلت: معرفش.. إنت أدرى ؟!
قال: طب شوفى يامُزة.. أنا راجع من السفر تعبان.. فأمامك كل مجموعة الوزراء وكلهم أصدقاؤك فاختارى منهم من يقوم بتلك المهمة وبلغينى بذلك لأقوم بتكليفه.. تمام كده ياستى ؟!.. ده انتم شعب يجنن!
قلت: تمام ياريس.. ثم تركته وخرجت أفكر في القضية حتى قررت أن أذهب لوزير التموين فهو المعنى الأول بتحديد الأسعار

ذهبت إلى مكتب الدكتور “خالد حنفى”، وزير التموين، فاستقبلنى بترحاب ومع فنجان القهوة قلت له: أنا عندى قضية رأى عام يادكتور وماحدش هيحلها غيرك !
قال: خير إن شاء الله ياست سطوطة !
قلت: الدعارة.. عايزين نقنن أسعار الدعارة !
قال: طب وأنا مالى ومال أسعار الدعارة ياست انتى ؟!
قلت: مش انت اللى حليت مشكلة أسعار البامية والطماطم والكوسة ؟!
قال: أيوه ياستى لأن الحاجات دى ليها أسعار معروفة في السوق لكن الدعارة خارج التسعيرة !
قلت: ماشى نحطلها سعر ويتنشر في الجريدة الرسمية كى يلتزم به الشعب كله ويتم معاقبة المخالفين.. وتوضع أسعار خاصة للأجانب !
قال: شكلك كده ياست سطوطة شاربة حاجة أصفرا.. مالى أنا ومال أم الدعارة ياست إنتى.. شوية شوية هتقوليلى نحطها على بطاقات التموين ونقول ساعة دعارة لكل مواطن في الشهر !
قلت: عادى وياريت تكون على البطاقات الذكية !
وهنا قال لى اعتبرى المكتب مكتبك ياست سطوطة ثم تركنى وخرج إلى سيارته ولا أعلم إلى أين ذهب

اتجهت بدوري إلى مكتب “هانى قدرى”، وزير المالية، وعرضت عليه الأمر فقال: رغم ما تحقق من نجاحات على طريق الإصلاح فإننا مازلنا في أولى المراحل نحو تحقيق هدف وضع الاقتصاد المصرى في المكانة اللائقة على خريطة الاقتصاد العالمى وتحسين جودة حياة المواطن المصرى وسيكون لتقنين الدعارة دور بارز في تحقيق ذلك.
قلت: واحدة واحدة ياعم هانى وبلاش التصريحات اللى ماحدش بيفهمها دى.. إحنا بنتكلم في دعارة مش في مؤتمر اقتصادى !
قال: ياست سطوطة ميزانية الدولة لا تسمح بذلك.. فلكى نقنن سعر الدعارة لابد أن تتوافر ميزانية لذلك.. لأن الشعب سيطالب بأن تكون الدعارة مدعومة من الدولة والبلد مافيهاش فلوس ياست هانم.. أنا هستأذنك لأن هناك لقاءً مهمًا مع شخصية مهمة يجب أن أذهب له.. بعد أن تركنى وزير المالية دون انتظار إكمال النقاش قررت أن أذهب لوزيرة القوى العاملة الدكتورة “ناهد عشرى” لعلها تهتم بتلك القضية الملحة..

وداخل مكتبها استقبلتنى بترحاب وبعد الأحضان والذي منه قالت لى خير إن شاء الله ياست سطوطة ؟!
قلت: الشعب عايز يقنن الدعارة يادكتورة وباعتبارك وزيرة القوى العاملة والهجرة لا بد أن تهتمى بهذا الشأن !
قالت: بالفعل ياسطوطة هانم وبكده ممكن نفتح آفاق جديدة لتشغيل الشباب والقضاء على البطالة وهذا ما يتطلبه المجتمع للنهوض بمصر الجديدة.. وإحنا ممكن نعمل العديد من المبادرات من جانب الوزارة لإيجاد حلول مبكرة وعملية في هذا الشأن خاصة بعد أن انتشرت الدعارة وتعددت حالات القبض على شبكات الدعارة !
قلت: الله يفتح عليكى ياناهد هانم.. أنا قلت إن وزارة القوى العاملة هي المعنية بهذه المشكلة.. خاصة أن الوزارة اسمها القوى العاملة والهجرة وبما أنه لا يوجد قوى عاملة في البلد فهناك مهاجرون كثيرون في البلد يعملون في الدعارة !
وهنا وقفت الوزيرة وضربت بقبضة يدها فوق مكتبها وقالت: أنا هغمض عينى وأفتحها ومش عايزة أشوفك قدامى ياست إنتى.. دعارة إيه وزفت إيه اللى انتى عايزانى أقننها.. إنتى اتجننتى ؟!
ولأن الست الدكتورة وجهها جاب ألوان وكادت أن تطلب لى الشرطة فقررت أن أهرب من أمامها بسرعة.. وأثناء وصولى لسيارتى قررت أن أتجه لوزير الاستثمار عمنا “أشرف سالمان” لعلى أجد عنده مرادى.

كانت الساعة تقترب من الثالثة عصرًا وفوجئت بالوزير يخرج من الأسانسير قبل أن أصعد له فسلمت عليه وقلت له: كنت عايزاك في موضوع مهم ياسيادة الوزير !
قال: أؤمرى ياخالة سطوطة.. موضوع إيه ؟!
قلت: الدعارة في مصر ياسيادة الوزير.. الساعة بـ1000 جنيه !
قال: طب حلو.. المبلغ كويس.. انتى زعلانة ليه بقى ؟!
قلت: قصدك إيه يا أخ سالمان.. شامة ريحة كلام مش حلو.. عموما إحنا عايزين نقننها.. وباعتبارك وزير الاستثمار وبما أن هناك أجانب يأتون لسياحة الدعارة فلا بد من الاستثمار في هذا الشأن بطريقة شرعية ولو حتى يكون هناك ضريبة على أماكن الدعارة !
قال: إن مصر الجديدة التي نسعى جميعًا للنهوض باقتصادها، خاصة بعد نجاح المؤتمر الاقتصادى والحصول على الكثير من الاستثمارات الأجنبية، لا بد أن تفتح آفاقا جديدة وسوف نبحث إمكانية الاستثمار في الدعارة لتحقيق النهوض باقتصاد مصر الجديدة.. ها.. مبسوطة كدا ياست سطوطة ؟!
قلت: آآآآآآآآه.. دا انت شكلك بتكروتنى !
قال: ماهو انتى يعنى جاية في وقت مرواحى للبيت والأولاد منتظرين على الغداء وبتكلمينى في الدعارة وأسعارها.. طب أنا مالى أنا بالدعارة ؟!
وهنا تركنى الوزير دون استئذان الأمر الذي أشعرنى بالحرج وجعلنى أجلس في سيارتى لا أعرف إلى أين أتجه.. لكن جاءتنى فكرة جهنمية حيث سألت نفسى “هو مين اللى بيقبض على بتوع الدعارة ؟!”.. فوجدت أنها الشرطة.. ثم سألت نفسى “هو مين اللى حافظ أماكن الدعارة وراصدها بالواحدة ؟!”.. فوجدتها الشرطة.. وهنا قررت أن أذهب للواء “مجدى عبد الغفار”، وزير الداخلية.

وبالفعل اتجهت إلى وزارة الداخلية وطلبت لقاء الوزير الذي طلب سرعة دخولى.. سلمت عليه وباركت له على المنصب الجديد، حيث لم أقابله منذ أن تولى مهمة الوزارة فوجدته يقول لى “إنتى إيه حكايتك ياست سطوطة.. عمالة تلفى على الوزارات من الصبح ليه ؟!
قلت: دا أنا شكلى متراقبة بقى !
قال: إحنا عينينا على كل مواطن في البلد ولازم نعرف كل واحد بيروح فين وبيعمل إيه خاصة في هذه الفترة الحرجة من عمر الوطن.. والنبى إبقى اكتبى الكلمتين دول في الجريدة عندك ياست سطوطة !
قلت: طب حلو.. مادام بتعرفوا كل حاجة في البلد إذا انتم تعلمون عدد بيوت الدعارة !
قال طبعا.. بس كلها بتتقفل بفضل الله وتحت مراقبة شديدة !
قلت: طب ليه كدا.. ماتسيبوا الناس تاكل عيش ياباشا !
قال: وماهو سبب اهتمامك بهذا هل هناك من يهمك أمرها بينهن.. وللا انتى ناوية تلعبى بديلك ياسطوطة هانم ؟!
قلت: طب ربنا يسامحك ياباشا.. أنا أطالب بتقنين الدعارة !
قال: الدعارة في مصر ممنوعة حسب القانون ونحن نقوم بمكافحتها ياست سطوطة.. البلد مش ناقصة !
قلت: ياباشا دى الساعة بـ1000 جنيه.. يعنى لو كل واحدة من دول اشتغلت 8 ساعات ودفعت نصهم لصندوق تحيا مصر شوف انت بقى.. خصوصا أن العدد بدأ يزيد خالص اليومين دول والدليل كم قضايا الدعارة في المحاكم.. أنا قصدى أفيد البلد !
قال: بلدنا حرة أبية ياست سطوطة.. والحرة لا تأكل بثدييها !
قلت: بس انا.................
قال: أنا سايبك تدلعى بمزاجى ومقدر ظروفك الصعبة ياست انتى.. يللا اتكلى على الله من هنا لبيتك علطول وربنا يرزقك بابن الحلال اللى أمه داعية عليه !
قلت: برضو كده يامعالى الوزير.. في أول مقابلة تعمل معاى كده.. ماشى ماشى !
وهنا تركت الوزير واتجهت إلى بيتى كما أمرنى وطلبت المهندس إبراهيم محلب وقلت له طب هنعمل إيه إحنا دلوقتى ؟!
فقال لى: نامى ياسطوطة يابنتى ربنا يهديكى.. ثم أغلق الهاتف!

ولأننى قررت أن أحول الأمر إلى قضية رأى عام قمت بالاتصال بالدكتور “عمرو حمزاوى” الناشط السياسي وأستاذ العلوم السياسية وعرضت عليه ما دار فقال: الحكومة المصرية تصر على الرجعية الفكرية السيكوباتية في التعامل مع الأفكار المطروحة التي قد تكون في حد ذاتها إبداعية إلى الحد الذي تجهله تمامًا !
قلت: أيوه يعنى مين عايز إيه ؟!
قال: ياسطوطة هانم يجب أولا أن نحدد مواصفات من تعمل بالدعارة مادمنا قررنا أن ندمجهم في العملية الاقتصادية.. بحيث أن نسبق الدول التي قننت هذا المجال.. فالمجتمعات الراديكالية الإنمائية في حد ذاتها تسعى للتنافسية في كل ما هو مختلف وحديث.. سواء في الرؤى أو في الاتجاهات!
وهنا أغلقت هاتفى وقلت غده سأعتذر له وأقول له أن بطارية الموبايل خلصت شحن !
الجريدة الرسمية