رئيس التحرير
عصام كامل

مصر مش فوضى


إن الإعلام الموجه الآن بمثابة أحد الحروب الناعمة التي تعبث بأمن الوطن حيث نجد ممارسة أشباه الإعلاميين للسيطرة على الإعلام، وأتساءل عن بعض القنوات التي تقدم برامج تحاول تصدير ثقافة غريبة عن المجتمع المصرى، بل تُقدم سلوكيات مُنحرفة لنشر الغوغائية الأخلاقية للمجتمعات البربرية، وأُدرك بصورة كبيرة أن المجتمع المصرى له سلبيات كأى مجتمع، ولكن في ذات الوقت توجد الإيجابيات ويوجد البناء وتوجد إرادة قوية ورئيس حكيم يريد أن يتقدم بمصر على جميع المستويات في ظل ظروف صعبة من عمر تاريخ مصر.


في ذات اللحظة نجد أشباه الإعلاميين وأشباه السياسيين يقدمون برامج مُخلة وكأنها ظاهرة منتشرة في المجتمع المصرى...أتعجب من هؤلاء وأسألهم هل أنتم مصريون؟ هل هان الوطن عليكم؟ هل المصرى الحقيقى يقدم الوقاحة وانحلال الأخلاق في صورة برامج عن التحول الجنسى وما شابه ذلك.

أشك في مصرية ووطنية هؤلاء فبدلًا من أن تقوم هذه البرامج بتحريك الوعى المصرى تجاه الانتماء وتقديم برامج تثقيفية تحثُ على أهمية الحضارة والهوية المصرية ومناهضة الإرهاب لتساهم في مساندة الوطن ضد التحديات الإقليمية والدولية، تقوم بدور التاجر الذي همه جمع الدولارات والمستهتر الذي يعبث بأمن وطن له عاداته وتقاليده وثقافته من أول التاريخ الفرعونى ومرورًا بالحضارة القبطية والحضارة الإسلامية والثقافة المعاصرة.

فما ذنب أطفالنا أن يشاهدوا هذه البرامج المُخلة ؟ وما ذنب وطن يجاهد من أجل الحفاظ على هويته التي حفظت مصر من براثن الاستعمار من يد تجار الدين.. أفلا يخجل هؤلاء مما يفعلون؟.. وأين المراقبة في تمويل هذه القنوات والبرامج؟ ومن أين تأتى هذه التمويلات وما أجندتها؟..أين ميثاق الشرف الإعلامي؟.

فقد ضرب هؤلاء بالقيم عرض الحائط مُستغلين ما يسمى بحرية التعبير في محاولة دنيئة لطمس الهوية المصرية وتصدير ثقافة سلبية واهية تدعو للفوضى والغوغائية، فالإعلام المسئول له جانب يبنى، ولكن الإعلام الموجه من أجندات خارجية فهو يهدم وطن ويحاول نشر الفوضى، فوضى الأخلاق، فقد فشل الغرب في استعمار مصر عبر التاريخ عن طريق الحروب العسكرية ولم يستطع أيضًا أن يقوض مصر سياسيًّا في ظل الحروب الاقتصادية وفى ظل العولمة ولم تنجح محاولات المتاجرة بالدين في تفتييت اللحمة الوطنية، ولكن الحرب الآن هي حرب ناعمة آتية من الخارج وللأسف بأيادى القلة المصرية، حرب أحد أذرعها الإعلام.

إعلام يحاول السيطرة على عقول المشاهدين. فلنقف وقفة ضد هؤلاء من خلال القانون ومن خلال توعية المشاهدين عن مخاطر هذه النوعية من البرامج، ومحاولة استبدال السيئ بالجيد، ومحاسبة هؤلاء على جعلهم الوطن وجهة نظر لهم ولمن يتبعهم، فقد نسوا ما يفعله الشعب المصرى لمن يريد العبث بالوطن ونسوا أن مصر هي مهد الحضارات ومنبع الأخلاق والقيم، وأرض للديانات السماوية والتاريخ يحكى أن الشعب المصرى مقبرة الغزاة... الغزاة بكل أنواعهم.
الجريدة الرسمية