رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا يفعل الإخوان في السجون؟!


صحفي الجزيرة محمد فهمي قال كلاما كثيرا بعد الإفراج عنه.. بعضه مهم.. وبعضه ليس كذلك.. بعضه غسيل سمعة، وبعضه لا ينفع فيه لا غسيل ولا مكوى.. ليس المهم كلام محمد فهمي عن نفسه.. المهم كلامه عما يحدث من الإخوان داخل السجون.. وما يُحدثه أباطرة الإخوان داخل مقار احتجازهم.


الإخوان يبلشفون الشباب في السجون.
اصطلاح البلشفة قديم، انتشر في مصر في الستينيات.. الكلمة منسوبة إلى "ثورة البلاشفة" في روسيا.. أعضاء الحزب الشيوعي المصري استخدموا البلشفة في السجون المصرية أوقات الفراغ.. دخلوا السجون عشرات في خمسينيات القرن الماضي، وخرجوا ألوفًا.. بعد بلشفة، وتجنيد مئات من شباب..ل ا كان لهم في الشيوعية، ولا كانوا من قبل يعرفون عن أفكار ماركس ولينين.. أو راديكالية تروتسكي.

الإخوان يكررون البلوى، لكن العيب مش عيبهم.. العيب على من خلطهم عمدا وقصدا بالجنائيين، والمحبوسين احتياطي على ذمة قضايا خلافات جيرة، وتبديد منقولات.. العيب على الداخلية التي خلطت العاطل مع الباطل في السجون.. السجن إصلاح وتهذيب.. لكن الإخوان فيروس يجب التحسب له.. يجب الاحتراس منه.. الإخوان يتداولون أفكارًا.. الأفكار كالأجنحة.. وأفكار الإخوان هي التي أدت إلى الطريق إلى ستين داهية.. يلعب الإخوان في الغالب على "مثالية الشباب".. على رومانسية الأحلام.. يبدو أنهم في السجن، وبفعل فاعل.. وجدوا ضالتهم.

الإخوان يبلشفون الشباب في السجون.. يعنى يجندوهم.. يعني يميّلون رءوسهم.. فيعقدون حلقات نقاش، ويقيمون ما يشبه سرادقات الندوات بمعرض الكتاب، يبثون الأفكار، وينقلون المسائل، ويحللون المعضلة من وجهة نظرهم.. يخاطبون شبابا أغلبه لا يعرف، وأكثره ربما لا يفطن.. والنتيجة، أن يدخل مائة إخواني السجن، ليخرجوا مائة.. ومائتين.. وربما خمسة آلاف في اليوم الواحد مسومين.

حسب كلام محمد فهمي، يعقد رموز الجماعة ما يشبه برامج التوك شو في الثامنة مساء يومين في الأسبوع.. يتكلم في تلك اللقاءات من تذكر اسمه من قادة الجماعة أو من لا تذكر.. كله يتكلم، وكله يناقش كله.. الإخوان وغير الإخوان.. شباب التيار الإسلامي، والشباب من غير التيار الإخواني.

إذن السجن ليس أزمة، ولا محنة للجماعة.. ولا لرموز الجماعة.. ضمن ما قال صحفي الجزيرة من مصايب، إن الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل استطاع تكوين رأي عام مناصر له داخل ليمان طرة.. قال فهمي إن "أبو إسماعيل" أصبح محبوبا في طرة؛ لما لديه من قدرة على الإقناع.

هادئ الشيخ "أبو إسماعيل" في كلامه.. لذلك، كما قال محمد فهمي أيضا، استطاع إقناع شباب كثيرين.. تحولوا لمناصرة داعش!!

لو أقنع أبو إسماعيل العشرات، فكم واحد استطاع أن يقنعه عصام العريان، أو عصام الحداد.. أو البلتاجي.. أو الدكتور أبو المعاطي؟!

بالطريقة تلك، الإخوان في السجون قنبلة موقوتة.. لو القنابل التي تُعد للانفجار في الخارج بالعشرات، فإن القنابل التي يتم إعدادها داخل السجون بالمئات والألوف.

قنابل الإخوان الفكرية في السجون "مرخّصة".. كأن الدولة تلهث وراء الإخوان، والمتطرفين في الخارج.. ثم تجمعهم في مكان واحد، تحت سقف واحد لمزيد من حشد الأتباع.. وإقناع المريدين.

لو هذا ما يحدثه الإخوان في طرة، فماذ يفعلون في باقي السجون؟.. ماذا يفعلون في القطا.. والعقرب والإسكندرية.. والوادي الجديد وأبو زعبل؟

قادر يا كريم يفشل الإخوان داخل مقار الاحتجاز، كما فشلوا في الخارج.. إلى أن يأتي من يفطن إلى أن الندوات وحلقات النقاش الإخوانية في سجوننا، أخطر وأقوى وأشد تأثيرا من القنابل المصنعة محليا.. خارجها!!

السجون إصلاح وتهذيب.. و"تأهيل" أيضا!

Twitter: @wtoughan
wtoughan@hotmail.com
الجريدة الرسمية