رئيس التحرير
عصام كامل

اجتماع ثلاثي الرعب بداية لتغيير طريقة أداء «بايرن»


مع غياب ريبيري وروبن للإصابة، وجد جوارديولا نفسه مرغما على اللعب الدفاعي، وأشرك لأول مرة ثلاثة من عناصر الخبرة معا في الملعب، كانوا مفتاح الفوز في اللقاء الأخير في الدوري، فهل هي بداية لأسلوب لعب جديد في الفريق البافاري؟

ثلاثة من لاعبي الخبرة الكبار دخلوا لأول مرة معا، إلى أرضية الميدان. مجموع أعمارهم معا يبلغ 94 عاما، ومجموع مبارياتهم الدولية 336 مباراة، إنهم رمانة الميزان وضابطو الإيقاع في خط وسط بايرن ميونيخ.

في المنتصف وقف الإسباني تشابي ألونسو، ووقف إلى جانبيه كل من باستيان شفاينشتايجر وفيليب لام.

ما قام به مدرب بايرن بيب جوارديولا، كان مخاطرة كبيرة نسبيا، فمن يشرك في هذه الأيام ثلاثة لاعبين في خط الوسط كلهم تجاوزت أعمارهم الثلاثين عاما؟ وأمام من؟ أمام هجوم دورتموند المعروف بسرعته، وما زاد في المخاطرة أن الثلاثة لم يلعبوا مع بعضهم من قبل.

المدرب الإسباني حصد الانتصار بهدف وحيد، عاد به فرحا إلى الديار البافارية، كما تلقى جوارديولا عبارات الثناء من خبراء اللعبة، "قلت لنفسي في البداية "كيف يمكن إشراك كل هؤلاء القادة في المباراة؟ ولكن الأمور سارت على ما يرام، مع لام وشفاينشتايجر وألونسو في الوسط.. الطريقة الدفاعية لجوارديولا آتت أكلها.. إنه مدرب لديه الكثير ليقدمه"، هكذا علق الخبير الكروي الألماني توماس هيلمر في تصريحات تليفزيونية.

التكتيك الذي اتبعه بايرن في مواجهة دورتموند كان خطة جديدة يمكن وصفها بأنها مناقضة تماما للطريقة التي لعب بها البافاري منذ انطلاق هذا الموسم، حيث كان التركيز دائما على الجناحين، وهو شيء طبيعي أيضا، فمن يملك طيارتين نفاثتين مثل الهولندي آريين روبين والفرنسي ريبيري، ما عليه سوى الاستمتاع بمنظرهما وهما يمزقان الخطوط الدفاعية للخصوم، سواء في الدوري المحلي أو في دوري أبطال أوربا.

ولكن النجمين العالميين أجبرا على التوقف. ريبيري يعاني منذ أسابيع مشاكل في الكاحل، وروبن سيغيب حتى نهاية الشهر الجاري بسبب تمزق في عضلات البطن.

غيابهما دفع المدرب إلى تجريب نظام آخر للعب، فعزز منتصف الميدان وألغى الاعتماد على الأجنحة.. جوارديولا قدم ما يشبه الاعتذار عن طريقة اللعب الجديدة، عقب مباراة دورتموند: "كنت أتمنى أن ألعب بشكل آخر، ولكني مجبر على اللعب حسبما تتيحه قدرات الفريق".

طريقة اللعب الجديدة "3-5-2" فرضت على جوارديولا وضع لاعبه المهاري والسريع ماريو جوتزه على دكة البدلاء، واكتفى الأخير بمشاهدة زملائه وهم يشكلون جدارا حديديا تحطمت عنده كل هجمات رويس ورفاقه، وطوال المباراة لم تسنح لدورتموند سوى فرصتين مباشرتين على المرمى، رقم ممتاز للطريقة الدفاعية البافارية.

وحتى هجوميا اضطر بايرن للتركيز على الاختراق من المنتصف وليس من الخاصرتين، وهذا ما تكيف معه البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي بدا في حالة جيدة، ويمكنه الآن أن يصنع البهجة لجماهير ميونيخ.

والطريقة الجديدة جعلت جوارديولا يأمر بالتخلي كليا عن لعب الكرات الطويلة، وعادة ما يفضل تشابي ألونسو إرسال كرات طويلة إلى خط الهجوم، ولكنه التزم كليا باللعب الأرضي القصير أمام دورتموند.

والآن يمكن أن تتكرر نفس طريقة اللعب وحتى نفس التشكيلة مساء غد الأربعاء، عندما يحل ميونيخ ضيفا ثقيلا على ليفركوزن في قمة مباريات ربع نهائي كأس ألمانيا، وحتى لو غاب شفاينشتايجر الذي خرج مصابا في مباراة دورتموند مساء السبت، فمن المرجح أن يعتمد جوارديولا على ذات الطريقة، بحيث يدفع بسباستيان روده أو تياجو.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية