رئيس التحرير
عصام كامل

شعب مصر: من "الهانم" لـ"أمى".. يا قلبى لا تحزن

أم أحمد وسوزان مبارك
أم أحمد وسوزان مبارك

"الهانم" لقب استأثرت به سوزان ثابت زوجة الرئيس المخلوع حسنى مبارك على مدى 30عاما كاملة، لتستبدل به لقب السيدة الأولى الذى عرفت به السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس محمد أنو السادات، لتكون سوزان أكثر تميزا وظهورا، خاصة وقد مارست نفوذها بنجاح فى إفساد الحياة السياسية لصالح توريث الحكم لابنها جمال.



وبمرور الوقت أصبح لقب "الهانم" وكأنه صمم خصيصا ليطلق عليها، ومن اللافت للنظر مدى نجاح من حولها فى ربط هذا اللقب بلقب آخر أكثر تميزا وقربا لفئة أخرى من المجتمع المصرى وهو "ماما سوزان" لتستأثر عبر هذه المدة باهتمام كبار رجال ونساء الدولة وفى نفس الوقت بحب أطفال وشاب مصر.


لكن وبعد ثورة 25 يناير هل اختلف لقب "هانم" عن "أم" بالنسبة للشعب المصرى، وهل هو على استعداد لمنح زوجة رئيس الجمهورية تلك الثقة التى طال ما حلموا بها، وما هى متطلباتهم فى هذه السيدة التى ستكون الممثلة الأولى لمصر أمام العالم.


جميلة محمد، الهانم لقب مرتبط بالرفاهية، فلقب الهانم فى عصر مبارك كان يطلق على زوجته لمجرد ارتدائها "تييرا" بالملايين أو ركوبها سيارة طولها ستة أمتار أو لجلوسها فى قصر هو ملك للشعب فى الأساس أو لمن تملك أسطولًا من الخدم والحشم، أما عن لقب سيدة مصر الأولى يجب أن يقال لكل أم وسيدة كافحت من أجل زوجها وأبنائها وبيتها بالصبر والتضحية والعناء ولكل سيدة ناضلت فى الحياة فكانت خير مثلًا وقدوة، وأعتقد أنهن أكثر بكثير من أن يختصروا فى شخصية واحدة.


سعاد موظفة بنك، لا أرى أى مانع من ظهور زوجة الرئيس فى المناسبات العامة مثلها مثل زوجات الرؤساء العرب والأجانب، فهى واجهة مشرفة لمصر، لكن لقب الهانم لا يمثل أى معنى بالنسبة للشعب، فهى فى مسئولية تجاه هذا الشعب وكونها تؤدى مسئوليتها التى ارتضتها على نفسها لا يعنى إجبارنا على لقب معين خاصة حينما تستأثر به لنفسها لتحقيق مصالح شخصية ولترضى عقدة نقص تشعر بها.


منى ربة منزل، فى رأيى أن زوجة رئيس الجمهورية لا تختلف كثيرا عن أى ربة منزل متعلمة ومثقفة تهتم بشئون منزلها وزوجها وأبنائها، لذا فلا بد ألا تشعر أنها أكثر تميزا حتى ولو باللقب، من حق زوجها وأبنائها تدليلها واحترامها .


فالحكم تصاحبه ضغوط نفسية وعصبية لا حصر لها وبالتالى فإنه بحاجة لزوجة صالحة متفرغة تستطيع مساندة زوجها نفسيا وعصبيا وفكريا لتحمل المسئولية، كما أن لها دورا أساسيًا فى تربية الأبناء تربية صالحة حتى لا ينشأ ابن مدلل يأمر فيطاع لا يقدر المسئولية ويشعر بأن مصر ملكه وملك الهانم والبيه الكبير.


محمد طالب ثانوية عامة، أبدًا لم أكره فى حياتى أكثر من لقبى "هانم وماما" – إذا لم تكن لأمي- فكلما تذكرتهما كلما تذكرت كم كنا أغبياء حينما كنا نشعر بهذا الكم من الاحترام لإنسانة لا تستحق كل هذا الكم من الثقة، كم استغلوا هذه الألقاب ليضحكوا على عقولنا، نشأنا على أن زوجة الرئيس أًما لنا جميعًا لنفاجئ أنها لا تكترث بقتل أطفال مصر فى سبيل تحقيق مصالح شخصية لها ولأبنائها وأقاربها، ولا أرى أى تمييز لزوجة الرئيس عن غيرها، فأمى ست الهوانم، وأم رجالة.



الجريدة الرسمية