رئيس التحرير
عصام كامل

شباب المقاهي ووظيفة بعلم الوصول


كثير من شبابنا وفتياتنا عندما تتحدث إليهم يثرينا بشعاراتهم التي يكسوها الأمل وإصرارهم على نيل وظيفة أيا كانت فالشاب في عمره المبكر يستطيع شغل جميع الوظائف ما دام دخلها حلالا حتى يحقق الله مراده للوصول لوظيفة، فنبتسم لهؤلاء الشباب والفتيات فهم حاملو المستقبل ولكن هم قلة بين شباب وفتيات بلدى فللاسم الأغلبية العظمى يقبعون على المقاهى والإنترنت متراصين بجوار بعضهم في انتظار خطاب تعيين الوظيفة بعلم الوصول. 


هؤلاء شباب المقاهى لديهم الكثير من الطموحات لكن لا يسعون لتحقيقه فالكثير منهم ينتظر وظيفة مجاله الذي تخرج فيه والآخر يرفض الوظائف ذات الراتب القليل فالجهد المبذول بها يفوق الراتب بكثير وهنا تظهر جشاعة القطاع الخاص في استنزاف قدرات ومهارات الشباب مقابل الفتات، لقد انتابتنى حيرة من أمرى هل هؤلاء الشباب يبدعون في رفض العمل والتوكل على آبائهم من خلال المصروف أم هم ضحية للقطاع العام والخاص بمصر؟

بالنظرة السريعة نجد أن القطاع العام في مصر لا يعرض الكثير من الوظائف التي تتناسب مع ملايين الخريجين من الجامعات وإن كانت هناك وظائف فتكون محجوزة في الباطن لذويهم وفي العلن يذهب الشباب للتقدم لها دون جدوى فهى من الأصل ليست لهم ولكن الإعلان عنها في الجرائد مجرد شكل روتينى لذلك لا توجد وظائف للقطاع العام متوافرة للشباب، ثم نلقى نظرة على القطاع الخاص فالعمل هنا يتطلب ساعات لا تقل عن 9 ساعات وفي كثير من الأحيان تصل إلى 12 ساعة عمل متواصل دون أجر على الساعات الزائدة بجانب الراتب الزهيد الذي لا يكفى حتى مواصلات الشاب وحتى وقتنا هذا أرى شبابا يتقاضى ثلاثمائة جنيه عن العمل رغم أنه يحمل شهادة جامعية وبالطبع هذا الراتب لا يكفى حتى لوجبة الغداء يوميا في العمل.

من هنا نلاحظ أن العبء يقع على الطرفين فلا بد من تحسين الرواتب في القطاع الخاص بشكل يتناسب مع ارتفاع الأسعار يوميًا وكذلك إعطاء الوظائف بالقطاع العام لمن يستحقها وليس لمن يكون لديه قريب داخل المصلحة أو الوزارة الحكومية فهذا ليس عدلا، وعلى الشباب القابع خلف أبواب المقاهى السعى بكل جهد في العمل وإن كان الراتب قليلا فسوف يكون جهدك هو اكتساب خبرات في العمل الميدانى تؤهل فيما بعد لوظائف جديدة تنال رضاك، ففى القريب ستفتح آفاق العمل بمصر من خلال ضخ الاستثمارات داخل الوطن وستتوافر فوق المليون وظيفة ولكنها تحتاج لمهارات لغوية وكذلك شخصية بجانب مهارات المجال المطلوب فابدأ بالعمل على نفسك أيها الشاب حتى تنال وظيفة أحلامك لتحقق أولى خطوات مستقبلك.
الجريدة الرسمية