«سيلفي» مع الرئيس
صور يازمان، صور يازمان، صور يازمان
مين فينا؟ ممكن ينسى أغنية "صورة" اللى كتب كلماتها، العبقرى صلاح جاهين، وغناها الراحل عبد الحليم حافظ في الستينات، وفيها رسم صلاح جاهين بقلمه، وكلماته الساحرة، صورة رائعة لكل فئات الشعب المصري المتلاحمة في نسيج واحد، وتحت راية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، "من أصغر طفلة بجدايل للجندى الأسد اللى شايل على كتفه درع الأوطان" على حسب تعبيره.
ويبدو أن الشاعر الراحل، وهو يكتب هذه الكلمات كان عنده رؤية مستقبلية، ويعلم أنها صورة لكل الأجيال القادمة، وستظل حية في وجدان الشعب المصرى، على مدى العصور، وكان معه كل الحق، فقد صدق توقعه وصحت رؤيته.
فمنذ أيام قليلة، انتهى المؤتمر الاقتصادى، والذي استضافت فيه مصر أمراء وملوك وسفراء ووفود من العالم أجمع في مدينة شرم الشيخ، وكعادتها أبهرت مصر العالم بتألقها، وحسن استقبالها، وكرم ضيافتها، ووقف الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لكى يلقى الكلمة الختامية، في آخر يوم من فعاليات المؤتمر.
ولكن رغم أن الكلمة كانت معدة، ومرتبة، من قبل القائمين على ذلك، إلا إنه فضل حديثًا ارتجاليًا من القلب ليصل إلى القلب سريعًا بدل من الورق المكتوب، وبدأ ذلك بدعوة مجموعة من الشباب، المنظمين للمؤتمر بالصعود والوقوف بجانبه على منصة الاحتفال، أولًا لتحيتهم على مابذلوه من جهد وتنظيم، من أجل إنجاح المؤتمر، وثانيًا اعترافًا منه بأهمية وجودهم والتفافهم حوله، فهم سنده ووقوده، الذي سيكمل بهم مسيرة البناء والتقدم.
فتزاحم الشباب من حوله، فرحين غير مصدقين أنفسهم، واحتضن الرئيس فرحتهم، بإبوته الحانية وسعد بحماسهم، والتقطوا معه صورة، غير مرتب لها، ولكن سيشهد لها التاريخ، وستتغنى بها الأجيال القادمة، ورغم براءتها وشقاوتها، وعدم الاستعداد لالتقاطها، إلا أن كل الحاضرين، من مختلف دول العالم، وقفوا يصفقون تحية إجلال وتقدير، لهذا القائد العظيم، الذي أتٌهِم لحد وقت قريب، من فئة قليلة غير واعية، بأنه رئيس" انقلابى" انقلب على الشرعية، ونظام سابق لفظه الشعب، وهم الآن يشهدون لحظة تاريخية بينه وبين أبنائه، وشباب وطنه، يشاركهم فرحتهم وحماسهم وشقاوتهم، ويستقوى بهم، ويستمد منهم الأمل، من أجل استكمال بناء مصر المستقبل، ويأخذون معه بلغتهم "سيلفى" ستظل محفورة في قلوبهم، وفى سجلات التاريخ، يشاهدها أبناؤهم وأحفادهم ويروون لهم لحظة التقاطها بمنتهى الفخر، ويتغنون بها، وبعظمة هذا القائد الزعيم والأب الإنسان.
والذي لم يدخر جهدا ولا وقتا، منذ أن تولى السلطة، أولًا من أجل تأمين الوطن والحفاظ على أمنه، وسلامة أراضيه، من أي هجمات إرهابية غاشمة، يباركها أتباع الرئيس المعزول، الفاقد الشرعية، وثانيًا من أجل القصاص لدماء شهداء الوطن، كما حدث مع شهداء ليبيا، وثالثًا لاسترجاع كرامة الدولة وهيبتها، التي فقدت، على يد الرئيس الإخوانى السابق.
وإلى جانب هذه اللقطة التاريخية وسط شباب وطنه، والتي شهدها العالم كله، وقف هذا الزعيم والقائد، يصارح بنى وطنه، بحجم التعاقدات والاستثمارات التي نجح المؤتمر، في جلبها إلى مصر، ولم يخجل أن يسرد بكل حب ونزاهة، تفاصيل هذه التعاقدات، وكيف كان وهو رئيس الدولة، يفاصل مع رؤساء الشركات العالمية، من أجل الحصول على أفضل العروض، بأقل التكاليف، وفى أقصر مدة ممكنة، من أجل مصلحة الوطن، وإنعاش اقتصاد مصر، فكسب بتواضعه هذا وشفافيته، احترام العالم، وأصبح معشوق العرب جميعًا.
فإذا كان هذا الرئيس هو قائد انقلابى، من وجهة نظر أتباع النظام السابق، واستطاع في هذه الشهور القليلة من فترة حكمه، استرداد صدارة مصر، بين شعوب المنطقة العربية والأفريقية، واستعادة هيبتها بين دول العالم، وجذب كل هذه الاستثمارات والمستثمرين إلى أرضها، بعد أن كانوا قد طفشوا على يد الأنظمة السابقة، فيا أهلًا بالانقلاب وبقائده، الذي انقلب على طيور الظلام وأصحاب الجمود والرجعية والفكر المتخلف العقيم وأعاد الأمور إلى مسارها الصحيح وفتح طاقات نور وأمل أمام المصريين جميعًا، ودعم أمن وأمان شعوب المنطقة العربية بأكملها.
سيدى الرئيس: فلتكمل مشوارك الذي بدأته، مع بني وطنك، حتى تكتمل الصورة الصحيحة الآمنة التي تبغاها لشعبك ولتكن هذه «السيلفي» العالمية مع شباب هذا الوطن هي إشارة البدء لهم، ومباركتك لمسيرتهم، وإيمانك بهم، من أجل أن يكونوا في الصدارة ومواقع القيادة، لإكمال البناء والتعمير، فهم مستقبل هذا الوطن، والذي تسعى لتأمينه لهم ولأبنائهم.
أما بالنسبة لكل هؤلاء المخدوعين، المغيبين، باسم الشرعية، والمتآمرين على الوطن وأبنائه، والذين يهذون طول الوقت، بقائد الانقلاب والانقلابيين، فإننا ندعو الله أن يستفيقوا من غفلتهم قبل فوات الآوان أو ليتركونا مع جنود الانقلاب وزعيمهم نعيد بناء بلدنا وما دمره نظامهم العقيم ولتظل "صورة " صلاح جاهين بكلماتها المعبرة عن حالنا اليوم هي خير ختام وخير ملهم لنا في استكمال ما بدأه الرئيس في «سيلفي» مصر المستقبل:
يا زمان صورنا صورنا يا زمان
ها نقرب من بعض كمان ها نقرب من بعض كمان
واللى هيبعد من الميدان اللى ها يبعد من الميدان
عمره ماهيبان في الصورة
