رئيس التحرير
عصام كامل

مجلس الأمن يعطي "داعش" الإرهابي الضوء الأخضر


تابعنا جميعًا بقلق بالغ الجلسة الطارئة المنعقدة لمجلس الأمن الدولى بناء على طلب جمهورية مصر العربية منتظرين قرارات أكثر جدية وتحركًا دوليًا إزاء ما حدث على أرض ليبيا من عمليات إرهابية قد طالت جالية أبناء وطنى هناك فأزهقت أرواح شباب مصريين في مقتبل العمر، ولكن كعادتهم دائما نرى الصمم والبكم والعمى يغلف قادة مجلس الأمن الدولى تجاه قضايا الإرهاب داخل النطاق العربى.


لقد كانت ملامح وزير الخارجية المصرى أثناء إلقائه الكلمة في جلسة مجلس الأمن خير دليل على رفض مصر موقف المجلس تجاه الضرر الذي وقع علينا، لقد كانت كلمته أكثر حزمًا وتعمد تعرية كل متستر خلف كرسيه يدعم الإرهاب بل تصريحه بدعم الدوحة للإرهاب ليس من ضرب الخيال، حان الوقت لكشف الستار عن اللعبة التي تدار خلف الكواليس بأياد خائنة تدب في عروقها دم عربى ولكن قلبها يغلفه الحقد والشر لمنطقة الشرق الأوسط أجمع.

إن تحالفات القزمة قطر مع العم سام لتمرير تواجد داعش بأراضى ليبيا لحصار مصر أولًا والعمل على تدميرها وثانيا لاحتلال النفط هناك وتمريره بأبخس الأسعار للعم سام ووضع ليبيا تحت قبضة الإرهاب لن تمر مرور الكرام فرائحتها العفنة فاحت بكل مكان وآن الأوان لقطع رأس صغير من رءوس الحية الكبرى، كما كان تأكيد وزير الخارجية سامح شكرى تعاون قوى إقليمية ودول كبرى مع التنظيمات الإرهابية صفعة قوية لوجة أمريكا فلسان حال الوزير يقول نحن نعلم ما تفعلونه في الخفاء، بل كانت طلباته إقصاء التنظيمات الإرهابية هناك والميليشيات من الحوار السياسي ورفع الحظر على تسليح الجيش الليبى ضربة قاتلة لرضيع أمريكا الدموى.

تخاذل المجتع الدولى تجاه ليبيا ودعم قرار الحل السياسي يعطى الضوء الأخضر للتنظيم الإرهابى داعش بالتصرف كيفما يشاء على الأراضى الليبية فقرار مجلس الأمن بترجيح الحل السياسي هناك يجعل من الميليشيات المسلحة قوة تجلس على مائدة الحوار ووضع شروطها لتفعيل التشاورات السياسة بهدف وضع حل للأزمة وهذا ما يصب في مصلحة التنظيمات الإرهابية التي تحميها قادة الدول الغربية، لقد كان الخوف على كراسى السلطة لقادة الدول الأوربية وأمريكا أكبر من خوفهم أن تطال أيادى الإرهاب أبناء شعبهم، وهذا ما أكدت مصر رفضه تمامًا فالحوار السياسي سيكون بين النخبة الرافضة للإرهاب هناك بجانب البرلمان المنتخب والحكومة المعترف بها دوليًا في طبرق.

تزامن مع هذه القرارات المتخاذلة خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذي جاء بعيدًا كل البعد عن أرض الواقع وما يحدث بها فلم يذكر حتى الموقف المتأزم في ليبيا، بل كانت كلماته بمثابة إرضاء للإرهابيين والمدنيين وكنت أنتظر جملة تتماشى مع خطابة " نتمنى السلامة للإرهابيين والمدنيين "، يحاول أوباما استمالة الشعوب العربية بخطابه الذي مدح به ديننا الإسلامى متشابها بخطابة في مصر إبان توليه رئاسة الولايات المتحدة.. لكن هيهات يا راعى داعش فلن نلدغ من جحر الثعبان مرتين، لقداستفاق الشعب العربى لأفعالكم الدنيئة ولن ننخدع مرة أخرى بكلماتكم الملونة، بل إن موقف جميع الدول الغربية تجاه قضية ليبيا زاد هيبة وعظمة للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يعلم العالم أجمع أنه وحده يحارب الإرهاب ضاربًا بقرارات مجلس الأمن الدولى وإرادة أمريكا عرض الحائط.

والأن أمام رؤساء الدول الأوربية وأمريكا وبعض الدول العربية التي ترجح الحل السياسي طريق واحد وهو إقصاء جميع التنظيمات الإرهابية من مائدة الحوار السياسي في ليبيا بناء على طلب مصر وإن لم تفعل ذلك ستظهر أمام شعوبها راعية رسمية لجميع العمليات الإرهابية التي اجتاحت المنطقة.
حفظك الله يا بلادى وحفظ رئيسك الذي رفع رءوسنا إلى عنان السماء وحفظ قواتنا المسلحة الحامية لكل المصريين بعد الله عز وجل.


الجريدة الرسمية