رئيس التحرير
عصام كامل

"إخوانجي".. طلقة صوت لهروب الفاشلين


أخطر ما تمثله الهجمات الإرهابية الخسيسة التي تتعرض لها مصر حاليا، يتجسد في تعطيل حركة الإصلاح التنموية التي أصبحنا في حاجة ماسة إليها، ومنها: التغيير الوزاري المطلوب فورا، كعملية جراحية لاستئصال الفاشلين والمضيعين للوقت والمال الوطنييْن.

الخطر الأكبر يتجسد في استغلال المأتم المصري الحالي لتشويه بعض المرشحين المحتملين لعلاج تشوهات عمدية في الاقتصاد المصري، على أيدي مسئولين فاشلين، جمدوا قطاعات حيوية، مثل: الزراعة، والإسكان، والتعليم، والتجارة والصناعة، والسياحة، والصحة.

وحتى لا يكون الحديث مرسلا، فسوف أستعين بقصة حدثت يوم 13 يناير الجارى، حيث مُنِع المهندس حمدي عاصي وكيل أول وزارة الزراعة من دخول مكتبه، واتهم قبل يومين فقط من خروجه للمعاش، بأنه "إخوانجي"، لا لشيء سوى أنه أثبت بالمستندات أن رئيس قطاع مكتب وزير الزراعة الحالي، عمد تعطيل وصول دعم الرئيس السيسي للقطن المصري، ما أدى إلى خسارة للفلاح تزيد على مليار جنيه من فرق سعر نحو 3 ملايين قنطار (محصول 2014).

تهمة "إخوانجي" هي "السُبّة" التي يطلقها الفاشلون الحاليون، على كل من يتعرض بـ"النقد" لهم، على الرغم من أنهم هم الأخطر على مصر والمصريين من "الإرهابيين"، كونهم يقدمون خدمات مجانية للبنك الدولي وللتنظيم الإرهابي الدولي، لإفقار بلدنا الغني، وذلك بتجويع العامل والصانع (فلاحين ومهنيين).

ومع تزايد موجات العنف الإرهابي الموجه ضد مصر، من التنظيم "الخسيس"، سيزيد الفاشلون وأعوانهم من السكرتارية والصحفيين "الملاكي"، في استخدام هذه "السبّة" على كل من يكشف فشلهم في أداء الواجب الوظيفي الرفيع، الذي يمنحهم: الحصانة، والراتب المعتبر، وإدارات السكرتارية، والمراسم، والحراسة الخاصة، إضافة إلى المكتب الفخيم، والجواز الدبلوماسي، ولقب "معالي"، وتشريفة السيارات والموتوسيكلات، وكلها تمولها الدولة من الضرائب التي يدفعها المواطن.

وللتدليل على الفشل المتعمد، أورد هنا نموذج "المليون فدان" المستنسخ من مشروع "سد الفجوة الغذائية ـ الإخوانجي"، وفيه تمت ترسية مناقصات آبار منطقة "المغرة" على شركات عملاقة، فوزعتها على مقاولي الباطن، الذين وقعوا فريسة لبدو المنطقة، ليؤكد معظمهم أن هذا المشروع لن ينجح، ما لم تتدخل القوات المسلحة بوضع كتيبة هناك تحمي الأعمال الجديدة، وتحفظ الاستثمارات الخاصة التي سبقت وزارة الزراعة هناك.

مقاولو الحفر يرثون حاليا لحال المستثمرين المصريين الذين سبقوا الدولة هناك بنحو عشرة أعوام، وأنفقوا مئات الملايين، لتقفذ وزارة الزراعة على جهودهم، فتحفر آبارا فوق الآبار، وتدمر محطات طاقة شمسية، وتنسف بنية تحتية تقدر بمئات الملايين.

من يذاكر في الدفاتر القديمة، سيكون "إخوانجي"، حتى لو كان حمدي عاصي الذي تقدم لوزير الزراعة الحالي بمذكرة في شهر يوليو 2014، يحذره فيها من إمكانية حدوث أزمة بخصوص محصول قطن 2014، إذا لم يحدد مع "لجنة القطن" السعر الضامن، وبحث خطة للتصرّف في فضلة 2013، لتهيئة السوق للمحصول الجديد (نحو ثلاثة ملايين قنطار) من مساحة 375.6 ألف فدان.

كان نصيب حمدي عاصي تطبيق المخطط الذي فشل في إزاحة الدكتور سيد خليفة "ثعلب الصحاري المصرية" من هيئة مشاريع العون الغذائي، حيث سطع نجماهما ودخلا بجدارة قائمة الترشيح لمنصب وزير الزراعة، فتعرضا للتشويه من "جماعة عين شمس"، أصدقاء البنك الدولي، و"ديوك" المشاريع الأمريكية والأوربية، التي حملت في ظاهرها الرحمة، ومن باطنها خرج العذاب والشقاء لعموم مصر والمصريين.

أخشى من تنامي ظاهرة التنابذ بالصفات الكريهة حاليا، خاصة "إخوانجي" لتشويه شرفاء، أخذوا على عواتقهم مهمة كشف الفضائح الإدارية في دواوين وزارات، كان يعول عليها المصريون في تنفيذ أهداف ثورتين، دفعوا فيهما، آلاف الشهداء، وحرقت أحداثهما وتبعاتهما ما يزيد على 30 مليار دولار من الاحتياطي النقدي الأجنبي، ليصبح شعارهم "تحيا مصر".
barghoty@yahoo.com
الجريدة الرسمية