رئيس التحرير
عصام كامل

منظمات إسلامية تقرر العمل في مجال الرعاية الاجتماعية بألمانيا


تقوم مؤسسات كنائسية في ألمانيا بتقديم عدد من الخدمات الاجتماعية للمواطنين خصوصًا للطبقة الفقيرة منهم، بصرف النظر عن موقفهم العقائدي والديني، وتسعى منظمات إسلامية في ألمانيا لأن تحدو حدو الكنيسة، للمساهمة بدورها في مجالات الرعاية الاجتماعية.

وول الدوافع وراء تأسيس مشروع مؤسسة إسلامية للرعاية الاجتماعية، يقول عبد الصمد اليزيدي، عضو المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، في حديث مع موقع DWعربية: "طرحنا فكرة إنشاء مؤسسة إسلامية للرعاية الاجتماعية في ألمانيا منذ مدة طويلة، لأننا نرى في ذلك إحدى الإمكانيات التي يمكن للمسلمين بها في ألمانيا تحمل المسئولية تجاه المجتمع والقيام بالعمل الاجتماعي بشكل منظم". من جانبه يؤكد أندرياس أبو بكار ريغار، محامي ومدير "الصحيفة الإسلامية" أنه "يجب الاستفادة من كفاءات وقدرات المسلمين في المجال الاجتماعي".

ويتراوح عدد المسلمين في ألمانيا بين 3.8 ملايين و4.3 ملايين مواطن، ويعمل عدد كبير منهم في مجال الرعاية الاجتماعية التابعة للدولة أو للقطاع الخاص.

وقال رضا حياتبور، أستاذ علوم الإسلام بجامعة إرلانغن بولاية بفاريا، في حديث مع DWعربية:"إن عدد المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا كبير، وهم مطالبون بالمساهمة في مجال الرعاية الاجتماعية".

وذكرت الفنانة المسرحية فاطمة:"في ألمانيا يمشي المسيحيون والمسلمون يدًا في يد ويدعمون بعضهم". ولهذا السبب فهي ترى أن فكرة إنشاء مؤسسة إسلامية للرعاية الاجتماعية تعد "منطلقا جيدا لفتح آفاق جديدة وللدعم المتبادل".

والمجالات التي يجب التركيز عليها حسب حسام صابر، أستاذ ومترجم من أصول مصرية هي " اندماج الشباب والأطفال داخل المجمتمع الألماني، مثل تعلم اللغة الألمانية، والمساعدة في القيام الواجبات المدرسية، إضافة إلى "تعليم مهنة أو حرفة للشباب والسيدات".

ويؤكد حسام صابر على أنه من الضروري "عدم إهمال اللغة الأم للمهاجرين ".

وعلى الرغم من إشراف تنظيمات إسلامية في ألمانيا على تسيير مثل تلك المؤسسات، فإن خدماتها لن تقتصر على المسلمين فقط، بل "ستشمل جميع الناس بغض النظر عن دينهم أو أصلهم" كما يوضح عبد الصمد اليزيدي، بيد أن فتح المؤسسة لأبوابها أمام غير المسلمين والقيام بتقديم كل أشكال الرعاية الاجتماعية، يدفع بالبعض، مثل المواطن الألماني كريستيان، للتخوف من إمكانية قيام المؤسسة الإسلامية للرعاية الاجتماعية باستغلال وضعها لنشر الدين الإسلامي داخل المجتمع الألماني. ويشرح كريستيان موقفه قائلًا: "من يضمن لي ألا يستغل العاملون في تلك المؤسسة وضع الآخرين للدفع بهم إلى اعتناق الدين الإسلامي؟".

ويرد عبد الصمد اليزيدي على تلك المخاوف بالقول: " الفكرة الأساسية في مجال الرعاية الاجتماعية هو الجانب الاجتماعي ويجب أن يبقى الأمر كذلك".

ويضيف اليزيدي الذي ينحدر من أصل مغربي أن "الالتزام بالقضايا الاجتماعية واجب إنساني وديني، ولا يجب استغلال ذلك في المجال التبشيري".

وينتمي مسلمو ألمانيا إلى مذاهب متنوعة ترتبط بأصولهم. فالسنة بمختلف مذاهبهم والشيعة بمختلف توجهاتهم.

ويرى الأستاذ الجامعي رضا حياتبور من أصل إيراني أن هذا التنوع يجب "أن يؤخذ بعين الاعتبار أثناء صياغة القانون المنظّم للمؤسسة الإسلامية للرعاية الاجتماعية".

من جانبه، ينتقد المواطن الألماني ماكس الحضور القوى للمؤسسات الدينية في مجال الرعاية والخدمات الاجتماعية، ويقول في هذا الصدد: "أنا ضد كل مؤسسات الرعاية الاجتماعية التي تقف خلفها مؤسسات دينية. فالرعاية الاجتماعية واجب إنساني ومن الضروري أن يبقى الدين داخل الكنيسة والمسجد".

أما المواطن الألماني من أصل سوري، محمد، فيقول: "لدى تحفظ بشأن "المؤسسة الألمانية التركية الإسلامية" بسبب ارتباطها بالنظام التركي بشكل وثيق، وبالتالي فلن تكون خدماتها موضوعية بل موجهة سياسيا".

وسيتم تأسيس هذه المؤسسة بعد اعتمادا على كل الشروط القانونية اللازمة، وبعد ذلك يحق للمؤسسة الاستفادة من دعم الدولة الألمانية لها، إضافة إلى تبرعات الناس، ومن المنتظر أن يعقد ممثلو المسلمين في ألمانيا خلال الأشهر المقبلة اجتماعات مكثفة مع المسؤولين الحكوميين بهدف مناقشة القضايا العالقة في هذا الموضوع.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية