رئيس التحرير
عصام كامل

طبول الحرب تدق.. هل تسمعها؟!


من لم يسمع طبول الحرب العالمية الثالثة بقرعها السريع، فهو بالتأكيد أصم فكل ما يدور حولنا هو تجهيز المسرح العالمي الكبير لاستقبال الحرب الثالثة بين عوالم التقدم والتكنولوجيا وعوالم دول العالم الثالث.

إن النار المشتعلة على إناء الحرب العالمية الثالثة، قد ارتفعت، وبين يوم وعدة أيام من الممكن أن يغلي الإناء ويطيح بما فيه ليصل لهيبة دول كثيرة هي محور اهتمام العالم، وتتمركز حولها الحرب القادمة، ولا أحاول جعل المستقبل مظلما في عيوننا ولكن وطننا الغالي من أبرز هذه الدول فهو بوابة الشرق الأوسط وهو موحد جميع الجيوش العربية وكذلك حصنها المنيع.

كارت الإرهاب الذي تتغنى به الكثير من الدول على أسابيع متفاوتة، ما هو إلا تصاعد آخر لطبول الحرب العالمية الثالثة، فبدونها لن تستطيع هذه الدول اجتياح الشرق الأوسط، إنهم يروجون لفكرة الإرهاب لتمرير قرارات الحرب على عالمنا العربي أمام شعوبهم، فلذلك لابد من بث الرعب في نفوس شعوبهم لكي يحصلوا على الضوء الأخضر في ضرب بلادنا.

إنها حكاية شعوب تكد وتكافح للحصول على الحياة، بينما نرى حكاما لدول أخرى تعمل ليل نهار لسحقهم والفوز بكل مواردهم ليعيش شعبهم في ترف وحياة الرغد، إنهم حكام لن يستطيعوا مواجهة شعوبهم عندما تنفد مواردهم، وهي على وشك النفاد بالفعل، لذلك لم يكن أمامهم خيار غير سرقة موارد الغير حتى يسد احتياجات بلاده، وهنا لم يكن لديهم طريق غير الإرهاب المزعوم في بلادهم.

يستغل الغرب وسائله الإعلامية لكسب الرأي العام العالمي في هذه الحرب، فهي أقوى الحروب التي يخططون لها منذ عقود، فنرى الكثير من الجرائد الغربية تروج لفكرة محددة، وهي الإرهاب يقبع داخل الوطن العربي وأفريقيا، لذلك لابد من التخلص منه في عقر داره!

ألم تكن هذه هي المنطقة الغنية بالموارد والثروات؟ لماذا يشوهوننا بخروج الإرهاب دائمًا من رحم بلادنا؟ ألم يكن هناك فتاتان من النمسا قد انضممن لداعش ويقمن بعمل كل ما يأمرن به؟

ولن ننسى المائة جهادي أمريكي المنضمين مؤخرًا للتنظيم الإرهابي، لماذا تروج هذه الجرائد أن من يقدم على عمل إرهابي هو من سليل الوطن العربي وأفريقيا؟ 

وعندما يصل الموضوع لمئات الرجال والفتيات الغربيين يعلنون أنهم ضحايا السيطرة على الفكر بالتنويم المغناطيسي، لماذا لم يدرج في يوم من الأيام فتيات الغرب ورجاله المنضمون للتنظيم على أنهم إرهابيون؟

إنها حرب تزوير الرأي العام العالمي قبل أن تكون حرب الأسلحة؛ لتدمير الشعوب من خلال تزييف الحقائق، لابد أن تتعامل وسائلنا الإعلامية بالمثل، وإدراج كل الغرب المنضمين للتنظيم الإرهابي تحت مسمى الإرهاب حتى تكون كافتا الميزان لهذه الحرب متساوية بيننا وبينهم، مع التركيز على جنسياتهم ودولهم لإظهار الحقائق كلها، فنحن لم نكن يوما مصدرا للإرهاب ولكنه توغل على أيدي الكثير منه عملاء الدول الغربية التي تمده بكل التمويل اللازم لرفع مستواه وقدراته سواء كان تمويلا ماديا أم تدريبات عالية.
الجريدة الرسمية