رئيس التحرير
عصام كامل

تعاطفهم وحده لا يكفي


أتألم كلما لمحت نظرة يأس في عيني شاب من شبابنا أو سمعت كلمة إحباط تحرضه على الهجرة من هذا البلد الحبيب، لذلك أتأمل باحثة عن الأسباب، فأجدها تتلخص في "فقدان الأمل".


صحيح أن رغبة بعض الشباب في الهجرة ليست بجديدة، ولكن من أقصدهم اليوم هم الشباب الذين كانوا يستنكرون فكرة ترك الوطن، مستعدين لحمل مسئولية بنائه بأيديهم، يحلمون بمصر جديدة خالية من الفساد والتأخر، مليئة بكل أشكال التقدم.

من منا ينسى شباب مصر في ذلك المشهد الفريد، غير مسبوق النظير في أي زمان أو مكان على وجه الأرض، وهم ينظفون الشوارع ويدهنون الأرصفة بأقصى درجات الانتماء بعد ثورة ٢٥ يناير، وكأن مصر عادت لهم من جديد، ثم سرعان ما فقدوا هذا الشعور حتى قامت ثورة ٣٠ يونيو، فتجدد الأمل من جديد، لكن..

نقدر أن مصر تتعرض لحرب ضروس، ونعلم أن لدينا العديد من المشكلات المتفشية في المجتمع، لكن لدينا أيضًا عقول يقظة وضمائر حية، من علماء ومبدعين يحملون رؤى عبقرية لحل تلك المشكلات، لكن أغلبها جهود فردية، لذا أوجه كلامي هذه المرة للمسئولين عن هذا البلد، أقول، ودون مقدمات مفادها أننا نعلم أنكم تعملون، لن تفيد تلك المجهودات المتفرقة في إعادة بناء الدولة، نحتاج خطة شاملة تستوعب الجميع ليعمل تحت غطاها، نحتاج الدولة بمؤسساتها حتى تطبق الخطط كما وضعت، لابد من إعطاء الإنسان الأولوية، خاصة الشباب، فمعاناته متعددة الجوانب، بين فقر، أمية.. والأهم هو افتقاده لأنواع مختلفة من التوعية.

ماذا لو حلمنا معًا بفريق عمل تشكله الدولة، مكون من متخصصين في (علم الاجتماع، علم النفس، وأساتذة تربية).. وقد وضعوا لنا خطة تستهدف تنمية وعي الفرد وإعلاء قيمة الأخلاق، وتدريب القائمين على تنفيذ الخطة، كالمعلمين مثلًا، يستعينون بمن شاءوا من مؤسسات الدولة كالإذاعة والتليفزيون، لتوجيه رسائل توعوية قصيرة تقدم في شكل شيق تعرض باستمرار بين البرامج، لابد من إنقاذ شبابنا من الضياع، شباب مصر ما زال في انتظار من يحنو عليه، فلا تتأخروا.
الجريدة الرسمية