رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. هذه الأماكن تحمل روح نجيب محفوظ

فيتو

رحل عنا أديب نوبل "نجيب محفوظ" منذ ثمانى سنوات، واليوم نحتفل بذكرى ميلاده الـ103، وبالطبع جميعنا نتذكر أديبنا الكبير بقراءة روايته، وهناك من يعيد قراءتها أكثر من مرة، لأنها تحمل الكثير من روحه، لكن ليست كتابات محفوظ فقط هي التي تحمل روحه، بل هناك أماكن موجودة في القاهرة لازمها محفوظ كثيرا فصارت روحه جزءًا منها.



هنا الأصل والنشأة، حي الجمالية، أحد أحياء منطقة الحسين، حيث ولد وترعرع أديب نوبل، الحي الذي نعيش تفاصيله ونحفظها عن ظهر قلب، بل ونشم رائحته ونستمع لأصواته المميزة من خلال روايات محفوظ "قصر الشوق، بين القصرين، السكرية، زقاق المدق، أولاد حارتنا.."، أثرت فيه  نشأته بالجمالية وتغلغلت بداخله ليخرج إلينا بهذا الإبداع، الذي كان طريقه إلى نوبل، ومن خلال رواياته حملنا محفوظ معه إلى الحسين وشارع بين القصرين وزقاق المدق، حتى أصبح هذا المكان مرتبطا في أذهاننا به، فلا نسير بهذا الحي إلا ونستشعر روح محفوظ به، ويقول محفوظ عن الجمالية: «إن هذا الحي التاريخي حي الجمالية أو شياخة الجمالية ظل يأسرني داخله مدة طويلة من عمري، وحتى بعد أن سكنت خارجه، وحين استطعت أن أفك قيود أسره من حول عنقي لم يأت هذا ببساطة، إنك تخرج منه لترجع إليه، كأن هناك خيوطا غير مرئية تشدك إليه، وحين تعود إليه تنسى نفسك فيه، فهذا الحي هو مصر، تفوح منه رائحة التاريخ لتملأ أنفك، وتظل أنت تستنشقها من دون ملل».


كان مقهى ريش بشارع طلعت حرب – منطقة وسط البلد - واحدًا من أهم المقاهي الذي شهد فترة طويلة من تردد نجيب محفوظ عليه، حيث يقع المقهى في منطقة ملهمة أدبيا، وثقافيا، حيث كان حتى فترة قريبة قبلة للمثقفين، وشهد المقهى فترة طويلة من حياة محفوظ الثقافية، فكان يتردد عليه بشكل دائم حتى عام 1977، وبعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، ترك محفوظ جزءًا من روحه في "ريش"، لينتقل إلى كازينو قصر النيل.


يقول عنه محفوظ: "كنت أتردد يوميا على مقهى الفيشاوي.. أدخن النارجيلة وأجلس وأتأمل"، إنه المقهى الواقع في حي الحسين، ذلك الحي الشعبى المرتبط لدى البسطاء بالطقوس الدينية والتقرب إلى الله، من خلال مسجد الحسين المتواجد في واجهته، كان محفوظ دائم الذهاب إليه يتأمل حال البسطاء ويترك في المقهى ذكرى لنا من بعده، وجزءًا آخر من روحه التي قسمها ما بين رواياته، والمقاهي التي ارتبطت باسمه للأبد.
الجريدة الرسمية